الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

لماذا يريد النظام السوداني استقبال بنيامين نتنياهو؟

لماذا توجه النظام السوداني إلى التطبيع مع إسرائيل؟

كيو بوست –

بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التشادي، إدريس ديبي، إلى إسرائيل، يبدو أن السودان هي البلد التالي الذي يسعى إلى تطبيع كامل مع دولة الاحتلال.

وكشفت الصحافة الإسرائيلية أن الوجهة التالية للرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ستكون دولة السودان، بعد زيارته الأولى إلى سلطنة عُمان، وبعد تسوية علاقات إسرائيل بدولة تشاد.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلي أن من بين أهداف الزيارة المرتقبة “تقليص مسافة الرحلات الجوية بين إسرائيل والقارة الأمريكية الجنوبية، الأمر الذي يستلزم استخدام المجال الجوي لكلٍ من السودان وتشاد”، مما سيخفض مدّة الرحلة على الخطوط الجوية الإسرائيلية بما لا يقل عن 4 ساعات.

اقرأ أيضًا: 3 انقلابات شكلت تاريخ السودان الحديث، فهل يصمد البشير؟

الكشف عن اسم الوجهة التالية لزيارة نتنياهو جاءت بعد وعوده بإجراء زيارات أخرى إلى دول عربية وإسلامية، بعد زيارته إلى سلطنة عُمان. وقد كرر نتنياهو ذلك الوعد أثناء لقائه في القدس المحتلة، بالرئيس التشادي، حيث خاطبه نتنياهو قائلًا: “بصفتكَ زعيمًا لبلد إفريقي هام، أغلبيته مسلمة، قدمت إلى إسرائيل، وهذا دليل على ما سيحدث مع دول أخرى”.

زيارة نتنياهو المرتقبة إلى الخرطوم، توقعتها أيضًا صحيفة “هآرتس” نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، وذلك من أجل وصول إسرائيل إلى قلب إفريقيا، وتطبيع العلاقات مع دول إفريقية مسلمة، مثل مالي والنيجر.

وقد أرجع مراقبون انتشار التطبيع في القارة الإفريقية بصورة مفاجئة، إلى عوامل عدة، أهمها: نجاح “الربيع العربي” في إشغال دول شمال إفريقيا بمشاكلها الداخلية، بما في ذلك ليبيا التي تم تدميرها بالكامل على يد الميليشيات، التي كانت قبل زحف “الربيع” إليها، من الدول التي تحارب المد الإسرائيلي إلى قلب القارّة، مستخدمة في ذلك قوتها الاقتصادية وشبكة علاقاتها في إفريقيا. إضافة إلى ذلك، بعد أن استطاع الربيع العربي خلق فوضى أضعفت النظام الرسمي العربي، ومهد لبروز إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة، باتت الكثير من الدول العربية الفقيرة وغير الفقيرة تسعى إليها لتحسين أوضاعها.

اقرأ أيضًا: من يدفع بالبشير لإكمال 35 عامًا في حكم السودان؟

ويبدو أن دخول السودان المتوقع على جدول زيارات نتنياهو، أمر غير مستبعد، بسبب بارغماتية النظام السوداني المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وتطلّعه للخروج من قائمة العقوبات الدولية، ورفع الحكومة الأمريكية العقوبات الاقتصادية عنه، من خلال التقرّب مع دولة الاحتلال، وهو ما اشترطه وزير الخارجية السوداني السابق، إبراهيم غندور، في يناير/كانون الثاني 2016.

وبحسب “هآرتس”، فإن إسرائيل كانت قد توسطت للسودان في البيت الأبيض، من أجل رفع العقوبات عنه.

بينما تبدو المكاسب الاقتصادية من التطبيع، إحدى أطماع النظام السوداني، من خلال إقامة علاقات اقتصادية بين إسرائيل والسودان، وفتح السوق السودانية أمام الاستثمارات الإسرائيلية، فقد أبدى وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، موافقته على إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وبرر المهدي دعوته على وسائل إعلام سودانية، قائلًا: “الفلسطينيون أنفسهم طبعوا العلاقات مع إسرائيل، وحتى حركة حماس تتحدث مع إسرائيل”.

كما أفتى رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني، يوسف الكودة، في بداية 2017، بأنه لا مانع دينيًا من إقامة علاقات مع إسرائيل.

اقرأ أيضًا: فيديوهات مسربة: تنكيل قوات “التدخل السريع” بالمواطنين في السودان

وتبدو حاجة السودان للخروج من القوائم الدولية السوداء، إحدى أهم الطرق لتحسين الظروف الاقتصادية، وجلب الاستثمارات الأجنبية، لكن ذلك يعوقه عامل هام هو: استثمار الأموال في دولة تسودها النزاعات، ورئيسها مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي لارتكابه جرائم حرب، ليس أمرًا مشجعًا للكثير من المستثمرين.

وخاض النظام السوداني المتمثل بحزب “المؤتمر الوطني” -المعروف بتشدده الديني، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين- الكثير من الصراعات المحليّة التي اتخذت طابعًا سياسيًا وعرقيًا ودينيًا، إذ استخدم القمع ضد معارضيه السياسيين، بينما خاض حروب تطهير عرقي ضد الأقليات من أصول إفريقية، بتجييش الميليشيات العربية ضدها في إقليم دارفور منذ 2002. وكان من ارتدادت أزمة دارفور، لجوء الآلاف من سكان دارفور الذين تعرّضوا للقمع، إلى إسرائيل، عبر التهريب من صحراء سيناء.

ويشير مراقبون إلى أن سعي النظام السوداني للتطبيع، واستخدامه لإسرائيل كممر للوصول إلى البيت الأبيض، يأتي في إطار سعيه للبحث عن مخرج دولي جديد، بعدما استنفذ جميع أوراقه الإقليمية المتناقضة، لإنقاذ نفسه، بعد انتفاضات شعبيّة هبّت في وجهه، بسبب سوء الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين. وكان النظام السوداني قد أجّر جزيرة “سواكن” لتركيا، واتهم مرارًا من قِبل الجيش الليبي بمد الميليشيات المسلّحة في ليبيا بالسلاح التركي والقطري، وهو ما جعله يعيش في عزلة متفاقمة، خصوصًا من قبل جارته الشمالية مصر، التي تسعى لوقف تهريب السلاح وحل الأزمة الليبية بالطرق السلمية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة