الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية

لماذا يتوجب على الدول العربية مواجهة إيران؟

أحد الأسباب مساعي إيران لإضعاف الدول العربية والسيطرة عليها

ترجمة كيو بوست –

“تشكل ممارسات طهران تهديدًا خطيرًا على استقرار الشرق الأوسط وتوجهاته المستقبلية، وأصبح من الحاجة بمكان تبني خطة صارمة من شأنها أن تصدّ أعمال إيران في الشرق الأوسط، لا سيما بعد الفشل الذي منيت به الدول الغربية في ردع إيران عن الاستيلاء على عواصم عربية”، هذا ما ذكره المؤلف، الخبير الأمريكي في الشؤون السياسية والعسكرية، كينيث بولاك، في مقالته في مجلة “ناشونال ريفيو” الأمريكية.

اقرأ أيضًا: مؤسسة أمريكية تكشف معلومات صادمة حول وكلاء إيران في المنطقة العربية

يمكننا جميعًا التكهن بدوافع طهران نحو الإصرار على التعامل مع دول المنطقة من منطلق “عداء” و”تنافس”. ويبدو أن جنون العظمة الفارسي أصبح مفرطًا إلى حدّ الرغبة في تجيير التغيرات في الشرق الأوسط، لصالح أجندة توسعية هادفة إلى السيطرة على المنطقة بأسرها. ودليل ذلك هو محاولات الإدارة الأمريكية السابقة، وتنازلاتها، من أجل تحويل طهران من عدو لصديق، على أساس تفاهمات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولكن الاتفاق النووي لم يكن الفيصل بالنسبة لطهران، فنحن نرى ما يفعله الحرس الثوري اليوم في دول المنطقة، وبات من الواضح أن الأمر لا يتعلق ببرنامج أسلحة نووية فحسب، بل بتوسيع نطاق نفوذ الخامنئي.

 

السيطرة على دول وتهديد دول أخرى

أولًا، لبنان: من أقوى وكلاء إيران في المنطقة هو حزب الله اللبناني، الذي تمكن من السيطرة على مفاصل الدولة كافة سياسيًا وعسكريًا. ولا يخفي حزب الله اليوم ولاءه وإخلاصه لطهران في كل خطاب ومناسبة. ولم يكتف الحزب بتحويل الدولة إلى ولاية إيرانية، بل جعلها قاعدة للانطلاق نحو التدخل العسكري في سوريا واليمن والعراق.

ثانيًا، العراق: دأبت طهران على دعم الجماعات المتشددة طائفيًا في العراق، وبذلت جهدًا كبيرًا في نزع استقرار المدن العراقية من أجل ترسيخ نفوذها واعتماد الميليشيات العراقية عليها. ولا تزال إيران اليوم عازمة على تعزيز نفوذها من خلال قوات الحشد الشعبي العراقية الموالية لها، عبر دعم مرشحين في الانتخابات العراقية المرتقبة.

ثالثًا، اليمن: تقوم إيران بدعم المتمردين الحوثيين ضد الحكومة الشرعية، وتحفزها على إطلاق صواريخ ضد المملكة العربية السعودية، غير آبهة بمخاطر جر المنطقة إلى خطوات عسكرية أوسع. طهران هي القوة الخارجية التي توقد اللهب في اليمن، ودول التحالف تعمل على طرد اللهب خارج البلاد.

رابعًا، البحرين: تقدم إيران كل أنواع الدعم للمجموعات البحرينية الساعية إلى تقويض استقرار البلاد، برغم برنامج الإصلاح الشامل الذي نفذته الحكومة البحرينية. ويبدو أن إيران لن تتوقف في يوم عن مساعيها لتحقيق أهدافها في هذا البلد، لكن البحرينيين يحافظون على النظام والأمن إلى الآن.

خامسًا، سوريا: يمكن الحديث طويلًا عن تواجد قوات الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب قوات حزب الله، في المدن السورية كافة، من أجل الحفاظ على نظام الأسد القاتل. وبالطبع، لم تغامر طهران بقواتها في سوريا سوى لترسيخ قواعد عسكرية أبدية هناك، وتحويل الدولة إلى ولاية إيرانية مخلصة.

 

خطف التحولات في الشرق الأوسط

من أبرز التهديدات الإيرانية على دول المنطقة استغلال حالة الفوضى وعمليات التحول في بلدان المنطقة لدفعها باتجاهات تناسب مصالحها الخاصة، التي لا تتناسب مع شعوب تلك الدول. أثبت النظام الإيراني مؤخرًا استعداده لدعم أي جهة مستعدة لاستخدام العنف بهدف إضعاف الدول العربية من أجل السيطرة عليها. وكما نلاحظ اليوم، كلما تغلغلت إيران في دولة، أصبح شعبها أكثر فقرًا وفوضويةً من السابق، ويمكن رؤية هذا الشيء في الدول المذكورة سابقًا.

اقرأ أيضًا: النفوذ الإيراني في 4 عواصم: لماذا يفشل العرب في صد طهران؟

وعلى ضوء ما سبق، يمكن إدراك الأسباب التي دفعت بطهران إلى رفض التعاون مع الجهات الدولية كافة التي حاولت تحقيق تسويات في نزاعات المنطقة. ما تسعى إليه إيران هو الصراع وتحقيق مزيد من التشرذم والفتنة.

 

حلول مقترحة

أجمع خبراء وكتاب غربيون على ضرورة إنشاء تكتل دولي شامل يهدف إلى ردع إيران عن ممارساتها، من خلال تشكيل ضغوط دبلوماسية حثيثة، وتبني نهج عسكري إن لزم الأمر. يعتقد الكاتب الأمريكي كارلوس باسكال أن “التصدي لإيران يبدأ من اليمن أولًا”. وقال باسكال في مقالته في وكالة رويترز إن “هجمة الحوثي على السعودية بالصواريخ بمثابة هجمة إيرانية قد تجر المنطقة إلى حرب أوسع، ولا بد من ردعها قبل تطور الأمور، من خلال حملة دبلوماسية دولية جامعة في البداية، قبل التفكير بشن ضربة عسكرية”.

اقرأ أيضًا: هكذا تحاول الإمارات والسعودية إبعاد العراق عن مدار التأثير الإيراني!

وبالنسبة للصحفي الأمريكي ريس دوبين، فإن “عودة جون بولتون إلى البيت الأبيض تمثل فرصة سانحة لصعود جماعة مجاهدي خلق الإيرانية إلى المشهد، التي يمكنها إحداث تغيير في النظام الإيراني، إن حصلت على الدعم الدولي الكافي”. وقد نشر دوبين مقالته في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أكد فيها أن “بولتون التقى كثيرًا مع رجالات المجموعة الإيرانية، وعقد اجتماعات منتظمة مع مسؤوليها”.

 

المصدر: مجلة “ناشونال ريفيو” الأمريكية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة