الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

لماذا يتواطأ رئيس كوسوفو لصالح أجندة الرئيس التركي؟

أجندة أردوغان الإسلاموية في كوسوفو، وخضوع الرئيس هاشم تاجي!

ترجمة كيو بوست –

“يستثمر أردوغان في عقارات كوسوفو الدينية، ويشتري مؤسساتها الحكومية، ومطاراتها، ويحصد مكاسب سياسية بفضل خضوع رئيس البلاد له”، هذا ما ذكره اثنان من خبراء الشأن التركي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك، ألون بن مئير، والمؤلفة الصحفية الألبانية، أربانا شارا.

وقد نشر الكاتبان مقالتهما في مجلة “آلجمينير” الأمريكية، وسلّطا فيها الضوء على “تواطؤ” رئيس كوسوفو في خطف مواطنين أتراك معارضين من قبل جهاز سري تركي في قلب العاصمة بريشتينا.

يجري استهداف كوسوفو من قبل الرئيس التركي، معتزمًا نشر أجندته الإسلاموية في جميع أنحاء البلقان. ويرى أردوغان أن كوسوفو فريسة سهلة يمكن من خلالها الترويج لخططه المؤذية، مستغلًا خضوع الرئيس هاشم تاجي لتنفيذ مناقصاته نيابة عنه.

تنقل تركيا أموالًا إلى كوسوفو عبر طرق غير قانونية متجاوزة البنوك والمؤسسات المالية المشروعة. ففي عام 2015، كشفت صحيفة “زيري” اليومية أن أردوغان يحاول تعزيز نفوذه هناك من خلال بناء عشرات المساجد الجديدة، وفي الوقت ذاته استعادة المباني القديمة التي بنيت في عهد الإمبراطورية العثمانية. وبالطبع، يجري تمويل هذه الهياكل الدينية التاريخية والجديدة من قبل “وكالة التعاون والتنسيق” التركية التي تديرها السفارة التركية بشكل مباشر في العاصمة بريتشينا.

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أصول ومنشآت رئيسة في كوسوفو -من شبكات ومطارات وغيرها- قد بيعت إلى شركات يسيطر عليها صهر أردوغان بشكل مباشر، عندما كان رئيس كوسوفو الحالي يشغل منصب رئيس الوزراء.

وقد حصد أردوغان نتيجة مباشرة لهذا السلوك في كوسوفو، فقد اضطرت البلاد إلى قبول طلب السلطات التركية بترحيل 6 مدرسين أتراك إلى بلادهم، ليواجهوا المصير الوحشي في السجون التركية. وبهذا، أصبحت كوسوفو ثالث دولة بعد العراق والسودان ممن تقوم بتسليم المعارضين السياسيين إلى السلطات التركية.

ونتيجة للتغطية الإعلامية الواسعة والمناشدات إزاء عمليات الترحيل القسرية، لم يتحمل أي من قادة كوسوفو المسؤولية عن ذلك. بل إن رئيس الوزراء راموش هاراديناي اضطر إلى فصل وزير الداخلية ووزير الأمن الداخلي بسبب عمليات الترحيل “التي جرت دون إذن منه”.

في الحقيقة، لا أحد يثق بتصريحات الرئيس تاجي فيما يخص التجاوزات الخطيرة التي جرت لصالح النظام التركي؛ ذلك أنه معروف كحليف مقرب للرئيس أردوغان. وقال بيرات بوخالا، رئيس تحرير أكبر منصة إعلامية في كوسوفو، غازيتا إكسبرس، إن “خطف المعلمين في كوسوفو جرى بتعليمات من الرئيسين أردوغان وتاجي”.

يعتقد “بوخالا” أن تاجي يكذب على الجمهور، “إذ أن الخطف جرى بتنسيق بين الرئيسين، والدليل على ذلك أن جهازًا سريًا تركيًا تمكن من خطف الأتراك من كوسوفو بطائرة خاصة من مطار بريتشينا، بالتنسيق مع شرطة كوسوفو وجهاز المخابرات، فكيف يمكن أن يحدث ذلك دون علم ودراية من الرئيس؟”

من المثير للغرابة أن النظام في كوسوفو تحمل هذه الفضيحة من الأعمال البغيضة فقط من أجل إرضاء الرئيس التركي، وهذه دلالة على عمق قبول أجندة أردوغان لدى نظام كوسوفو.

أما عضو البرلمان في كوسوفو “إيلدا ديدا” فقد ألقى باللوم على الرئيس، واعتبر تواطؤه مع السلطات التركية “عملًا مشينًا”، وأكد أن “الرئيس تاجي أصدر أمرًا بإلقاء القبض على المواطنين الأتراك من أجل ترحيلهم إلى تركيا بصورة غير قانونية، بدوافع سياسية موالية للنظام التركي الحاكم”.

بينما انتقدت عالمة الاجتماع “سيبيل هالمي” النظام السياسي في كوسوفو، الذي “يوفر بيئة خصبة لنشر النفوذ التركي” وفقًا لأهواء الرئيس أردوغان. وأضافت أن “إصرار تركيا على الاستثمار العقاري الديني في كوسوفو يوسع نفوذ أردوغان في مجالات أخرى أيضًا، وهنا أتحدث عن البيئة السياسية في كوسوفو واستعداد تركيا لشراء أصول كوسوفو الحكومية مثل شركات الطاقة والمطارات”.

لقد أدرك البرلمان في كوسوفو “الانهيار المؤسسي” في البلاد، ووافق على إنشاء لجنة للتحقق من انتهاكات الدستور والقوانين ذات الصلة بتركيا. ويبدو أن تأثير أجندة أردوغان الإسلاموية في كوسوفو وغيرها من دول البلقان بحاجة إلى المزيد من التدقيق والرقابة.

لقد استثمر أردوغان بالملايين في العقارات الدينية وآلاف المشاريع المشبوهة، وعلى القوى الدولية أن تحذر من طموحات تركيا الخفية في السيطرة على كوسوفو بأية وسيلة، وهذه وصفة لزعزعة الاستقرار والصراع العنيف في البلقان.

 

المصدر: مجلة “آلجمينير” الأمريكية

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة