الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

لماذا لا يمكننا بسهولة زرع الأشجار لتنظيف الهواء من ثاني أكسيد الكربون؟

كيوبوست- ترجمات

إذا كان لدينا أية فرصة لتحقيق الأهداف المناخية التي تنص عليها اتفاقيه باريس للمناخ، فإن علماء المناخ يقدرون أنه يجب على الدول إزالة مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بحلول منتصف القرن الجاري، كما يجب بعد ذلك العمل على التخلص من الكميات الزائدة المنبعثة كل عام.

نشر موقع “فيزأورغ” المتخصص بعلوم الفيزياء، مؤخراً، مقالاً ينقل فيه عن كاري هيلغاسون رئيس قسم الأبحاث في شركة “كاربفيكس”، المتخصصة في احتجاز ثاني أكسيد الكربون، وتحويله إلى مادة صلبة تخزن في باطن الأرض، قوله: “هنالك كميات هائلة من الكربون يجب التخلص منها”.

ويضيف: “إن السبب في كارثتنا المناخية ليس حرق الأشجار، لقد استخرجنا ما يعادل ما ينمو في مئات الملايين من السنين من الأشجار في شكل وقودٍ أحفوري، ثم شرعنا في حرقها على مدى مئة عام. من المستحيل أن يكون هنالك عدد كافٍ من الأشجار لإعادة كمية ثاني أكسيد الكربون التي أطلقناها في الهواء إلى الأرض. لقد تجاوزنا تلك النقطة إلى حدٍّ بعيد”.

اقرأ أيضاً: تسونامي الكربون القادم

وحتى لو كانت الأشجار قادرة على ذلك، فإن الحديث عن زراعتها أسهل كثيراً من فعل ذلك. وتشير التقديرات إلى أنه يتم قطع 15 مليار شجرة كل عام، بينما تتم زراعة 5 مليارات فقط.

ويقول الباحثون إنه يجب زراعة تريليون شجرة، ثم انتظارها إلى أن تنمو بشكلٍ كامل حتى نتمكن من إحداث تأثير على المناخ، حيث يمكن لهذا العدد من الأشجار أن يلتقط نحو ثلث إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النشاط البشري.

يتم قطع 15 مليار شجرة كل عام في مختلف أنحاء العالم- أرشيف

وهنالك قضية الموطن المناسب لزراعة الأشجار، حيث أدى تغير المناخ إلى ازدياد الجفاف، وتراجع المساحات الصالحة لزراعة الأشجار، وكذلك إلى زيادة تعرض الأشجار لضرر الحشرات والأمراض، الأمر الذي أدى بدوره إلى تراجع قدرة الغابات على احتجاز الكربون.

وتشير الدراسات إلى أن الغابات المتضررة من الحشرات والأمراض قد تراجعت قدرتها على احتجاز الكربون بنسبة 69% و28% على التوالي.

اقرأ أيضاً: 99% من البشر يتنفسون هواءً ملوثاً!

ويخلص المقال إلى نتيجةٍ مفادها أن الأشجار يمكن أن تلعب دوراً في إزالة الكربون من الغلاف الجوي، ولكن هذا ليس حلاً قابلاً للتطبيق بمفرده. يقول هيلغاسون: “يجب أن تعمل الحلول الطبيعية جنباً إلى جنب مع الحلول التكنولوجية، مثل التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه بشكلٍ دائم”.

ولكنه يؤكد أن كل هذه الجهود لن تكون مثمرة ما لم نتعامل مع الانبعاثات الصادرة عن الوقود الأحفوري في المنشآت الصناعية ومحطات الطاقة، يقول: “إذا لم نوقف الانبعاثات من المصدر مباشرة، فلن تكون لدينا فرصة لتحقيق أهدافنا المناخية. وستكون النتيجة واحدة سواء قمنا بإزالة الكربون أو لا”.

المصدر: فيزأورغ

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة