الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
لماذا كان الجيش الإيطالي قليل الكفاءة في الحرب العالمية الثانية؟

كيوبوست- ترجمات
يرى مؤرخو الحرب العالمية الثانية أن نقطة التحول في أوروبا كانت قرار ألمانيا النازية بغزو الاتحاد السوفييتي عام 1941. فبعد أن كان الألمان قد سيطروا على معظم أوروبا، توقفت جيوشهم على مشارق موسكو ولينينغراد في شتاء 1941، وتحولت الحرب في غير صالحهم بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من النصر. ويعتقد كثيرون بأن هتلر لو بدأ هجومه في وسط مايو 1941، كما كان مقرراً، وليس في أواخر يونيو كما حدث بالفعل، فإن مسار الحرب كان سيتغير بشكلٍ جوهري. ويرجع سبب هذا التأخير إلى تحويل هتلر موارد جيشه إلى البلقان لمساعدة جيش موسوليني في جهوده المتعثرة لغزو اليونان ويوغوسلافيا.
لم تكن تلك المرة الوحيدة التي يتدخل فيها الألمان لمساعدة الإيطاليين، فقد فعلوا الشيء نفسه في شمال إفريقيا عام 1941، وفي عام 1943 عندما غزا الحلفاء جنوب إيطاليا. فلماذا كان الجيش الإيطالي قليل الكفاءة في هذه الحرب؟
اقرأ أيضاً: المرأة في الحرب العالمية الثانية.. فرصة لاكتشاف الذات
يلخص موقع “هيستوري ديفايند” أسباب هشاشة الجيش الإيطالي في العوامل التالية:
ضعف الإنتاج الحربي
كانت إيطاليا دولة فقيرة بالمقارنة مع دولٍ مثل ألمانيا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي التي امتلكت قواعد صناعية ضخمة وموارد هائلة. فألمانيا، على سبيل المثال، استفادت من شركاتٍ مثل فولكس فاغن، ومرسيدس، وسيمنز، لتأمين جزءٍ كبير من آلتها الحربية، وبريطانيا سخرت شركاتٍ مثل رولس رويس، وجاغوار، لإنتاج محركات الطائرات المقاتلة والبوارج الحربية، والاتحاد السوفييتي تمكن من تحويل كامل اقتصاده نحو المجهود الحربي، عندما وجد نفسه مهدداً.
أما في إيطاليا فقد كانت شركة فيات هي الشركة التي لعبت دوراً كبيراً في إنتاج الدبابة الإيطالية “فيات 3000” التي كانت أقل شأناً من الدبابة الألمانية “بانزر” وغيرها من دبابات الحلفاء.

عدم جاهزية الجيش لدخول الحرب
وكانت القضية الحاسمة الأخرى هي افتقار الجيش الإيطالي للاستعداد للحرب. في الواقع كان بعض كبار قادة الجيش الإيطالي يقولون إن الأمر سيستغرق حتى عام 1944 قبل أن يصبح جيشهم مستعداً تماماً. ولكن في ضوء سيطرة هتلر على وسط وغرب أوروبا، قرر موسوليني اغتنام الظرف، وتحقيق مكاسب كبيرة بالانضمام إلى الحرب، على الرغم من عدم استعداد جيشه لها. وهكذا دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا في يونيو 1940.
وبمجرد دخول إيطاليا الحرب، واجهت المزيد من المشكلات، فقد واجه الجيش الإيطالي في البلقان مقاومة شرسة من الثوار اليونانيين واليوغوسلافيين أدت إلى تحول غزو إيطاليا للبلقان إلى كارثةٍ استلزمت تدخل الألمان لمساعدتهم في أوائل عام 1941. كما لعب التخطيط السيئ في الجيش الألماني، وتدني مستوى كفاءة جنرالاته، دوراً كبيراً في تراجع معنويات المقاتلين والإيطاليين بشكلٍ عام.

الوجود الإيطالي في شمال إفريقيا
واجه الجيش الإيطالي في شمال إفريقيا مشكلاتٍ كبيرة نتيجة لعدة أسباب، أولها أن المنطقة كانت تتمتع بأهمية استراتيجية كبرى على عكس البلقان، وأراد الإيطاليون التوجه غرباً من تونس وليبيا إلى مصر لتأمين قناة السويس، لكن بريطانيا أرسلت قوات كبيرة إلى القاهرة، وتمكنت هذه القوات من هزيمة الجيش الإيطالي العاشر وتدميره، الأمر الذي استدعى طلب المساعدة من الألمان أيضاً. وقد ساهم في هذه الهزيمة حقيقة أن الحلفاء أعطوا أهمية كبرى للجبهة الإفريقية في وقتٍ مبكر، ولا سيما بعد دخول الولايات المتحدة الحرب في ديسمبر 1941.
وفي الختام، يمكن القول إن ضعف الاقتصاد، وعدم كفاءة العديد من جنرالات موسوليني، والمقاومة غير المتوقعة في البلقان وشمال إفريقيا، كلها كانت عوامل ساهمت في عدم فعالية القوات الإيطالية التي لم تكن مستعدة بشكلٍ كافٍ للحرب التي لم يكن ينبغي لإيطاليا أن تدخلها.
المصدر: هيستوري ديفايند