الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجياثقافة ومعرفة
لماذا فشلت السيارات الكهربائية في المنافسة مع السيارات التي تعمل بالوقود قبل 100 عام؟

كيوبوست- ترجمات
روزالي فيسيل♦
في مقالة نشرها موقع “توم توم”؛ وهو مؤسسة هولندية متعددة الجنسيات مبتكرة لتقنية المواقع ومعنية بتحسين حلول القيادة حول العالم، قالت الصحفية روزالي فيسيل، إنه في مطلع القرن العشرين كانت السيارات الكهربائية واحدة من أكثر أنواع السيارات شعبية؛ حتى إنها فاقت مبيعات السيارات التي تعمل بالبنزين في مرحلة ما.
وتساءلت فيسيل عن أسباب فشل السيارات الكهربائية في المنافسة في ذلك الوقت، وعدم القدرة على الاستمرار قوية في الأسواق كما بدأت؟ ولماذا استغرقنا 100 عام لنتعلم أن السيارات الكهربائية أفضل؟
اقرأ أيضاً: السيارات الكهربائية.. خمسة أسئلة كبيرة
وبالعودة إلى الوراء نجد أنه عندما بدأت صناعة السيارات في الازدهار في أوائل القرن العشرين، كان السباق بين البنزين والبخار والطاقة الكهربائية؛ حيث هيمنت السيارات التي تعمل بالبنزين على الصناعة، وقد فعلت ذلك لعقود من الزمن مع القليل من المنافسة، وهذا حتى وقت قريب، مع كون السيارات الكهربائية هي الشيء الكبير التالي.

وأكدت فيسيل أنه لعدد من السنوات كانت السيارات الكهربائية تتفوق من حيث المبيعات على السيارات التي تعمل بالبنزين في الولايات المتحدة، وقد سجل مكتب تعداد الولايات المتحدة عام 1899 إجمالي إنتاج السيارات بــ1575 سيارة كهربائية، و1681 سيارة تعمل بالبخار، و936 سيارة فقط تعمل بالبنزين.
اقرأ أيضاً: طاقة الرياح والشمس تحقق نمواً غير مسبوق
وفي عام 1897، كانت “كولومبيا موتور كاريدج” التابعة لشركة “بوب للتصنيع” هي السيارة الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة، وكانت تعمل بالكهرباء. ولكن مع مرور الوقت، تمكنت السيارات التي تعمل بالبنزين من اللحاق بالسيارات الكهربائية وتجاوزتها.
وتشير فيسيل إلى أنه كانت هناك محاولات لتثبيت السيارات الكهربائية في الأسواق؛ حيث كانت إحدى المحاولات البارزة لتنشيط الاهتمام العام بالسيارات الكهربائية في عام 1899، عندما اقترح مشروع مشترك بين السياسي “ويليام ويتني” وشركة صناعة السيارات “بوب”، تصنيع آلاف السيارات الكهربائية لاستخدامها كسيارات أجرة.

وأُطلق على المشروع اسم “شركة السيارات الكهربائية”، وسرعان ما بدأت في جمع الأموال اللازمة؛ لمتابعة التوسع، إلا أن اكتشاف النفط في تكساس أدى إلى سوء تفاقم الأوضاع.
اقرأ أيضاً: لماذا ستهيمن السيارات الكهربائية على الشارع بأسرع مما نعتقد؟
ومع وفرة إمدادات النفط على الأعتاب، أصبحت السيارات التي تعمل بالبنزين فجأة أرخص كثيراً في أمريكا. وكان البنزين أرخص من الكهرباء في ذلك الوقت، وهو ما جعل الاختيار بين سيارات الكهرباء والبنزين لصالح الثانية.
من جانب آخر، ووفقاً لفيسيل، كانت قيادة السيارات تعتبر نشاطاً ذكورياً -فقط- في أوائل القرن العشرين. وقد اتضح النقاش حول قيادة المرأة للسيارة بشكل استثنائي من خلال ما تم نشره في وسائل الإعلام في ذلك الوقت.

ففي عام 1905، نشرت مجلة السيارات “ذا موتور” سلسلة خيالية بعنوان “الوحش الرائع”؛ حيث كانت بطلة الرواية هي السيدة دوروثي بيستون، التي تتوق إلى قيادة السيارة، ويشاركها سائقها حبها للقيادة، ويتم تقديم شغفهما المشترك بالسيارات على أنه خيانة في القصة.
اقرأ أيضاً: ما أجمل أن يكون المستقبل بلا سيارات!
غير أن تصميم السيارة التي تعمل بالكهرباء شجع الكثيرات على خوض التجربة. وقد تمت صناعة سيارات للنساء، كما رفض الرجال تصميمات السيارات التي تعمل بالبنزين باعتبارها غير عملية وغير مناسبة للنساء منذ البداية، ومع ذلك لم تستمر السيارات الكهربائية في جذب المستهلكين.
واليوم، تقول فيسيل إن عالمنا يواجه مرة أخرى نقطة تحول؛ حيث تتنافس مصادر الطاقة الجديدة على الهيمنة. والسيارات الكهربائية أكثر كفاءة، ونطاقها يتسع، وأصبح عزمها وقوتها موضعَي حسد من صناع السيارات. وقد يتطلب الأمر 100 عام لكي تبقى السيارات الكهربائية على الطريق ويُنظر إليها باعتبارها الخيار الأفضل، والتي يجب أن يقودها الجميع.
♦صحفية من هيئة تحرير موقع “توم توم”.
المصدر: موقع “توم توم”