الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
من يقف خلف شيطنة مراكز رعاية الشباب والأطفال في السويد وألمانيا؟
عناصر إسلامية تكفلت بالتقاط قصصٍ مرعبة عن خطف الأطفال وتنصيرهم لتساهم في نشر الرعب بين أبناء الجاليات المهاجرة

إلهام الطالبي- برلين
فيديوهاتٌ يظهر فيها آباء وأمهات يبكون على أطفالهم، وأخرى تروِّج لوجود مؤامرة في دول الأوربية تسعى لخطف أبناء المسلمين، وأنه يتم استهدافهم، من يقف خلف نشر هذا الهلع والخوف في صفوف المهاجرين العرب بأوروبا خاصة في ألمانيا والسويد؟
“كيوبوست” بحثت لمعرفة من يقود هذه البروباغندا؟ ومن يستفيد منها؟ وكيف تعمل مؤسسة الرعاية الاجتماعية لشباب والأطفال في ألمانيا؟ وهل بالفعل يتم أخذ الأطفال من عائلاتهم لتنصيرهم؟
اقرأ أيضاً: دعوة لإغلاق المدرسة الإسلامية السويدية بسبب ارتباطها بـ”التطرف”
انتحار سلوى المغربية
أثار حدث انتحار الأم المغربية سلوى الملقبة “بلينا” المقيمة بالسويد جدلاً واسعاً في صفوفِ الجالية العربية بأوروبا، كانتِ الأم المغربية قبل انتحارها، تنشر فيديوهات على قناتها في يوتيوب، تتحدثُ فيها عن إصابتها باكتئابٍ حاد، وأن “السوسيال”؛ أي مصلحة رعاية الشباب والأطفال في السويد، أخبروها بأنهم سيأخذون منها طفلها، لأنه أخبر معلمته بأن أمه لا تحضر له الأكل، وتهمله.
عُدنا لفيديوهاتِ الشابة المغربية، لنستمع إلى قصتها قبل الانتحار، تحكي “أنها تعبت نفسياً بسبب ضغوطات عملها كمساعدة ممرضة، وأيضاً طلاقها وحياتها بمفردها في السويد”، وأنها طلبت من “السوسيال” أن يساعدها في العلاج من الاكتئاب، والمتابعة عند طبيبٍ نفسي، لكن حالتها تدهورت أكثر. يُشار إلى أنها كانت تعيش قبل زواجها في المغرب.
تتحدث سلوى في فيديوهاتها عن حياتها في السويد، وعن مشكلاتها بعد الطلاق، حدث انتحار الشابة المغربية، تناولته قناة “الشؤون الإسلامية” على يوتيوب، تحت عنوان “ضحية جديدة بسبب السويد… أخذوا طفلها وانتحرت بسبب السوسيال”.

تتناول هذه القناةُ المختصة -على حد تعبيرها- بقضايا المسلمين في أوروبا، وتعرض تسجيلاتٍ صوتية لشباب أو أولياء أمور يتحدثون بطريقةٍ سلبية عن مؤسسات الرعاية الاجتماعية للشباب والأطفال، ليس فقط في السويد بل أيضاً في ألمانيا.
قناة الشؤون الإسلامية
صاحب القناة اسمه مصطفى الشرقاوي، يشترك في قناته اكثر من 600 ألف مشترك، وشاهد فيديوهاته ما يزيد على 100 مليون مشاهد، ركَّز في الأشهر الأخيرة على قصص العائلات، الذين جرى أخذ أطفالهم منهم، من خلال مشاهدتنا لبعض الفيديوهات، مثل شهادة فتاة سورية تعيش في ألمانيا، تحكي عن تجربتها مع مؤسسة رعاية الشباب والأطفال بألمانيا، وتدعي بأنه توجد هناك المخدرات، وعدد كبير من السلوكيات غير اللائقة، وأنها ندمت وعادت لعائلتها.
يشكر أغلب المعلقين على الفيديوهات صاحب القناة، لأنه مصدرهم الوحيد للحصول على المعلومات، لكن كيف يصدق المشاهدون هذه القصص من زاوية واحدة؟ ولماذا تركز القناة على هذه الفيديوهات التي تثير الرعب في صفوف الجالية العربية وأيضاً عائلاتهم في الدول العربية؟
الفيديوهات تُظهر شهادات وبكاء الأهالي، لكن ماذا عن الرواية الأخرى، بحثنا في فيديوهات صاحب القناة وضيوفه لمعرفة توجهاته، والخطابات التي يتبناها، من أهم ضيوفه شيخ يدعى مصطفى البدري، الذي تحدَّث في حواره مع صاحب القناة عنوانه “بعد أحداث السويد… ما حكم إقامة المسلمين في السويد”.
اقرأ أيضًا: محاكمة نساء داعش السويديات: فرصة لفهم أفضل للتكفيريين
“الدول الغربية تشنّ حرباً على القيم الإسلامية”
يقول البدري إن الدول الغربية تشن حرباً على القيم الإسلامية، يقاطعه صاحب القناة ليخبره بأن أول قرار اتخذته رئيسة الوزراء في السويد بعد توليها منصبها، هو تقديم دعمٍ لمحاربة ثقافة الشرف في المدارس السويدية.
يقصد صاحب القناة بالشرف، حملة أطلقتها السويد لمحاربة ختان الفتيات، لا نعلم هل انتقاء صاحب القناة لعبارة “الشرف” بقصد أو غير قصد، لأنه يدرك أهمية مفهوم الشرف في المجتمعات العربية الإسلامية، وما يحمله من رمزية ثقافية لدى المجتمعات المسلمة.
ويشرح الشيخ البدري حكمَ من يعيشون في الغرب، مستشهداً بابن كثير، قائلاً “كل من أقام بين ظهراني المشركين، وهو قادر على الهجرة، وليس متمكناً من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه، مرتكباً حراماً بالإجماع، وأن الرسول محمد صلى بريء مِن مَن يقيم في الدول الغربية”.
من خلال مشاهدة الفيديو، الذي يشير إلى أن معايير التعليم في الدول الأوروبية ضد القيم. ما هي القيم؟ هل هي بمفهوم الشيخ البدري، التي تسمح بتعنيف الأطفال والسماح لهم بالعيش في عائلةٍ غير مؤهلة لتربية الأطفال، وهل القيم هي السماح بتعنيف الزوجة، وإجبارها على الصمت، هل يعلم صاحب القناة بنظرية إعادة إنتاج العنف لاسيما لدى القادمين من مناطق الحروب والنزاعات، وأن من المرجح لدى بعضهم أن يعيدوا إنتاج العنف الذي تم تمت ممارسته عليهم مرة أخرى على أطفالهم، حسب عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية نانسي شيبر هيوز، المختصة في أنثروبولوجيا العنف والحروب.
اقرأ أيضاً: بلجيكا.. العلاقة “الوثيقة” مع الإخوان المسلمين تلاحق موظفة حكومية
تحظى القناة بمتابعةٍ كبيرة، وتعد من أبرز القنوات التي ساهمت في نشر الخوف والرعب في صفوف الجالية العربية في أوروبا.
“في ألمانيا يعدُّ الطفل أهم عنصر في العائلة”
إلى جانب فيديوهات انتزاع الأطفال من العائلات، تنشر القناة فيديوهات، مثل “الفكر النسوي وخطره على المجتمع”، “ضريبة السفر إلى الغرب، ضياع البنات وضياع الأسرة”، تصفحنا الفيديوهات القديمة، التي كانت أغلب فتاوى لشيوخٍ معروفين بفكرهم المتشدد والرافض لتعايش الديني، والإصلاحات الدينية في بعض البلدان العربية.
ولأن القناة نشرت فيديوهات حول مؤسسات الرعاية الاجتماعية في ألمانيا، وأن هناك استهدافاً للأطفال المسلمين أيضا في ألمانيا، اتصلت “كيوبوست” بخبيرٍ إجتماعي ألماني مغربي، عمل في مؤسسات الرعاية الاجتماعية الألمانية، لنتأكد من صحة أن “الأطفال المسلمين يتم خطفهم من لدن مؤسسات الرعاية الاجتماعية”.
اقرأ أيضاً: دعوة لإغلاق المدرسة الإسلامية السويدية بسبب ارتباطها بـ”التطرف”
يقول الخبير الاجتماعي عبدالرحيم اولمصطفى في حديثه مع “كيوبوست”: “إنه عندما يتعلق الأمر بتعنيف الأطفال، ينظر المهاجرون العرب إلى ذلك على أنه عبارة عن مسألة شخصية، وأنه من الشؤون الخاصة بالعائلة، لأنهم يجلبون معهم نفس النمط المعيشي من البلد الأصلي إلى بلد الهجرة، وهنا أتحدث عن ألمانيا لأنها البلد الذي عملتُ فيه، لأن كل دولة لديها خصوصيتها وقوانينها”.
ويضيف المتحدث ذاته “بالنسبة لألمانيا ليس من السهل أخذ الأطفال، لأن هناك مراقبة وصرامة في تطبيق القوانين، لاحظنا بعد مجيء اللاجئين من بلدانٍ عربية، أن لدى بعضهم عدم التوازن في البنية العائلية، ويعاني بعضهم من أزماتٍ نفسية، بسبب ما عاشوا في بلدانهم، خاصة في مناطق الحرب، ويكون تعامل بعضهم مع الأطفال قاسياً جداً، وليس لديهم إطار تربوي، وفي ألمانيا يعد الطفلُ أهم عنصر في العائلة، مقارنة مع البنية العائلية العربية، فالكبار يعدون هم العنصر الأساسي في العائلة”.
اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون في السويد: جمعيات خفية تتنكر للتنظيم الأم
ويتابع، هناك مقولة سائدة في ألمانيا، تقول إن “لدى العائلة 75 بالمائة من الحقوق والواجبات على أطفالها، ولدى الدولة 25 بالمائة، وعندما تهمل العائلة حقوق الأطفال، فمن حق الدولة أن تتدخل لحمايتهم، وتوفِّر لهم شروط الحياة الكريمة”.
ويمضي قائلاً: “هم يعتبرون أن الأطفال هم المستقبل، وبأنهم ممكن أن ينقذوهم وأن يوفروا لهم ما لم يجدوه في عائلاتهم من حماية”.
وينفي الخبير الاجتماعي وجودَ مؤامرة تستهدف أبناء المسلمين، قائلاً: “انطلاقاً من تجربتي لم يسبق لي أن عاينتُ خروقاتٍ”، مضيفا أن الإجراءات مضبوطة جداً، وتستغرق وقتاً طويلاً، وأن هناك جلسات مع العائلات تستمر فترة معينة، وأن مهمة معاينة الطفل يتكفل بها أشخاص، وليس شخصاً واحداً، ومرحلة أخذ الأطفال، تعدُّ آخر مرحلة يتم اللجوؤ إليها، وفي الآونة الأخيرة، أصبحوا يعملون على تكوين موظفين عرباً في مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأطفال والشباب، لتفادي سوء التفاهم الثقافي، وفي حالة عدم وجود مساعد اجتماعي عربي، تتم الاستعانة بمترجم، والمصلحة الاجتماعية هي من تتكفل بمصاريف المترجم، لتجنب وجود خروقات”.
وفي دحضه لوجود استهداف لأبناء المسلمين، يقول الخبير الاجتماعي “الإحصائيات تؤكد أن نسبة الأطفال الألمان الذين ترعاهم مصلحة الرعاية الاجتماعية أكبر من عدد الأطفال المهاجرين”.
اقرأ أيضاً: هل ضرب فيروس كورونا العولمة في مقتل؟
ويقول الخبير الاجتماعي “إن العائلات العربية لا تتقبل أن يتم أخذ طفلها منها، لأن هذا الأمر جديدٌ بالنسبة لهم، لأن هناك تضارباً بين ممارسة التربية العقلانية التي تسعى إلى تحقيق مصلحة الطفل بالدرجة الأولى، والتربية العاطفية، وهذا التناقض لا يطرح فقط في موضوع الأطفال بل أيضاً في نمط الحياة لدى بعض المهاجرين بصفة عامة”.
ما حقيقة تنصير أبناء المسلمين؟
ويضيف المتحدث ذاته “أن مصلحة رعاية الشباب الأطفال هي مثل جميع المؤسسات الألمانية، التي يمكن للعائلات التي تعتبر أن هناك خروقاتٍ أن ترفع دعوى قضائية لمحاسبة المؤسسة، وتقديم دلائل تدحض وجود إهمال لطفل أو تعنيفه”.
من خلال تجربته لأكثر من 20 عاماً في مؤسسات الرعاية الاجتماعية الألمانية، يقول الخبير الاجتماعي “إن هناك إجراءات معقدة تتطلب سنوات من الجلسات لمعاينة وضع الطفل، وأنه لا يتم أخذ القرار بسرعة بدون توفر براهن على إهمال العائلة لطفل، كما أن من حق العائلة أن تطالب بتغيير الموظف، لأن هدف المصلحة هو خدمة الطفل”.
ويتابع المتحدث ذاته “بعض العائلات الألمانية تعترف بالتقصير في التعامل مع الطفل، ويمكن أن يخضع الأب أو الأم المعنفة لطفل لعلاجٍ نفسي، لأجل تحسين طريقة تعاملهم مع ابنهم”.
وحول شهادة الفتاة السورية على قناة اليوتيوب الخاصة بالشؤون الإسلامية، تقول إن هناك تسامحاً مع تعاطي المخدرات في مصلحة رعاية الأطفال والشباب، وأن هناك استهدافاً لأبناء المسلمين. يقول الخبير الاجتماعي “هناك مراقبة للمصلحة، ولا يتم التسامح مع مثل هذه الأفعال، في حالة اكتشافها، ممنوع خروج الأطفال إلا لظروفٍ معينة، لو كان هناك استهداف لأبناء المسلمين، لكنت أنا أولَ من يحتج لأني مسلم”.
وحول صحة أن هذه المصلحة تعمل على تنصير الأطفال، يقول الخبير الاجتماعي “لا أساس لذلك من الصحة، أعتقد أن ما يتم الترويج له مجرد بروباغندا لشيطنة هذه المؤسسات”.
“جميع الأطفال في السويد يتمتعون بالحماية”
ويُشار إلى أن وزارة الخارجية السويدية نفَت حقيقة الشائعات التي تروَّج حول خطف أبناء المسلمين، في تدوينتها قائلة “مضللة بشكلٍ خطير، وتهدف إلى خلق جوٍّ متوتر.. جميع الأطفال في السويد يتمتعون بالحماية والرعاية دون أية تفرقة بموجب التشريعات السويدية، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل”.

الصدمة الثقافية
من جهته، يقول جابرييل سيوبلوم فودور، باحث سويدي متخصص في دراسة المجتمع الديني، ومكافحة التطرف العنيف، في المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في حواره مع “كيوبوست”: يبدو في بعض الحالات أنه تعبير عن ظاهرة الصدمة الثقافية، حيث تختلف مفاهيم تربية الأطفال والحقوق بين العائلات من خلفيات ثقافية معينة عن تلك الخاصة بالأغلبية”.
ويضيف جابرييل سيوبلوم فودور “على سبيل المثال، قد يكون ضرب الأطفال جزءاً من التربية وأمراً طبيعياً وشائعاً في مناطق وثقافات معينة، ولكن في هذه البلدان ممنوع، ويمكن أن يؤدي إلى تدخل السلطات لأخذِ الأطفال من الوالدين، لم يفهم الجميع هذا الأمر، وبالتالي فإن قرار السلطات بأخذ الأطفال من ذويهم يبدو محيراً أو لا أساس له من الصحة. وفي حالاتٍ أخرى، قد يكون أساس أخذ الطفل مشكوكاً فيه بالفعل، ويتطلب المزيد من التحقيق. ومع ذلك، فهذا يختلف من حالة إلى أخرى”.

نشر الخوف
حول دور قناة الشؤون الإسلامية في الترويجِ “لرواية خطف الأطفال في السويد” في نشر الخوف في صفوف الجالية العربية المسلمة، يجيب جابرييل سيوبلوم فودور “لستُ على درايةٍ بهذه القناة، لكنني أعلم أن عناصر إسلامية كانت سريعة جداً في التقاط هذه القصص، وبثها لجمهورٍ أوسع، وفي بعض الأحيان يضيفون ادعاءاتٍ لا أساس لها من الصحة تماماً، ويعملون على صياغتها بشكلٍ يتناسب مع رواياتهم الخاصة، أدَّت مثل هذه القنوات، وكذلك خطب الجمعة لبعض الأئمة إلى انتشار الشعور بالخوف بسرعة”.
كانت جميع الفيديوهات التي تنتشر عن قصص العائلات المهاجرة، التي تشتكي من أخذ أطفالها باللغة العربية، في المقابل لم تكن فيديوهات أو مقالات في السويد تشرح للمهاجرين العرب باللغة العربية، ما مدى صحة ما يتم ترويجه في “قناة الشؤون الإسلامية” على اليوتيوب، وغيرها من القنوات، “كيوبوست” سألت الباحثَ السويدي المتخصص في دراسة المجتمع الديني، ومكافحة التطرف العنيف، عن آلياتِ التواصل في السويد مع الجالية العربية المسلمة.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل النمسا وألمانيا مع أنشطة الإخوان المسلمين؟
تحديات التواصل مع المجتمع العربي في السويد
وفي هذا الصدد، يشير جابرييل سيوبلوم فودور إلى أن “مشكلة التواصل مع المجتمع الناطق باللغة العربية موجودة منذ عدة سنوات نتيجة لعدة عوامل، فقد أدت الصعوبات في تفسير المجتمع والثقافة، والقدرات اللغوية الضعيفة، وعوامل اجتماعية واقتصادية أخرى إلى وجود شرخ بين الأقلية والأغلبية”.
ويضيف في السياق ذاته “البعض من هذا المجتمع (الناطق بالعربية) لا يثقُ بالسلطات، ويتجنب الاتصال بها، والمشكلة الأخرى هي أنه في بعض الحالات لا تستمع السلطاتُ بشكل كافٍ إلى الشكاوى المقدمة، وهنا يتوجه المعنيون بدلاً من ذلك إلى فاعلين، مثل أولئك المذكورين أعلاه، الذين يستغلون ذلك لتحقيقِ غاياتهم الأيديولوجية”.
ويختتم قائلاً “إنه من المهم الاستماع إلى المخاوف ومحاولة شرحها، حتى يشعروا بأنه يتم الاستماع إليهم، عوضاً عن لجوؤهم لمثل هؤلاء الأشخاص المشكوك فيهم”.