الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
لماذا سأزور المملكة العربية السعودية؟

كيوبوست- ترجمات
جو بايدن♦
نشرت صحيفة “ذا واشنطن بوست”، في عددها الصادر اليوم، مقال رأي للرئيس الأمريكي جو بايدن، يشرح فيه للأمريكيين والعالم أسباب زيارته للمملكة العربية السعودية التي أثارت الكثير من الجدل في أوساط السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام.
بدأ الرئيس بايدن مقاله بقوله: “في الأسبوع المقبل، سأقوم بجولة في الشرق الأوسط تبشر بفصلٍ جديد من المشاركة الأكبر للولايات المتحدة هناك. وتأتي هذه الرحلة في وقتٍ حيوي، وستعمل على تعزيز المصالح الأمريكية المهمة فيها”.
وتابع بايدن قائلاً: إن شرقاً أوسط أكثر أمناً وتكاملاً يعود بالفائدة على الولايات المتحدة من عدة نواحٍ، فممراته المائية حيوية للتجارة العالمية وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها، وموارد الطاقة المتوفرة فيه حيوية للتخفيف من تأثيرات الحرب الروسية في أوكرانيا على إمدادات النفط والغاز، كما أن توافق دول المنطقة وتعاونها الدبلوماسي -بدلاً من التفكك والصراع فيما بينها- من غير المرجح أن يؤديا إلى تطرف عنيف يهدد بلادنا أو إلى حروبٍ جديدة تضع أعباء جديدة على أفراد قواتنا العسكرية وعائلاتهم. وتجنب هذا السيناريو يحظى بأهمية قصوى بالنسبة لي، وسوف أستمر بالعمل الدبلوماسي المكثف، واللقاءات الشخصية لتحقيق أهدافنا.
اقرأ أيضاً: بايدن كان دائماً بحاجة إلى المملكة العربية السعودية
ثم انتقل إلى الإشارة إلى أن الشرق الأوسط اليوم أصبح أكثر استقراراً مما كان عليه في عهد سلفه الذي أمر بضرباتٍ جوية عديدة لردع الهجمات التي طالت القوات والمصالح الأمريكية، ولكن دون أي نجاحٍ يذكر. كما أشار إلى أن انسحاب سلفه من الاتفاق النووي قد دفع بإيران إلى تسريع برنامجها النووي.
واستعرض بشكلٍ سريع الجهود التي بذلها لنزع فتيل التوتر من المنطقة، وعلى رأسها إنهاء العملية العسكرية في العراق، وتحديد دور القوات لأمريكية هناك بالمهام التدريبية فقط، مع الحفاظ على التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. الأمر الذي حقق نجاحات ملحوظة، كان أبرزها تقليص عدد الهجمات على المصالح الأمريكية، وقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، والوصول إلى هدنة في اليمن بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية.
وفي المسألة الإيرانية، أشار بايدن إلى جهود إدارته في التنسيق مع دول أوروبا لإخراج بلاده من عزلتها، وفرض هذه العزلة على إيران حتى تعود إلى الاتفاق النووي الذي خرج منه سلفه. أما بالنسبة إلى إسرائيل، فقال بايدن إن إدارته ساعدت على إنهاء حرب غزة في أحد عشر يوماً فقط، وعملت بشكلٍ وثيق مع إسرائيل وقطر والأردن للحفاظ على السلام، كما أعادت بناء العلاقات مع الفلسطينيين، وأعادت الدعم المالي لهم بما يقارب 500 مليون دولار مع تمرير أكبر حزمة دعم في التاريخ لإسرائيل.

وبعد هذا الاستعراض السريع لسياساته الشرق أوسطية، انتقل الرئيس بايدن إلى استعراضٍ مفصل لسياسة إدارته حيال المملكة العربية السعودية، حيث أكد أن هذه السياسة كان غرضها عكس سياسة “الشيك على بياض” التي اتبعها سلفه، وفي الوقت نفسه كانت تهدف منذ البداية إلى تصحيح العلاقة وليس قطعها مع المملكة التي كانت شريكاً استراتيجياً على مدى ثمانين عاماً. وأشاد بالدور الإيجابي الذي لعبته المملكة في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبدعمها للهدنة في اليمن. وقال إن خبراء إدارته يعملون الآن معها على المساعدة في استقرار أسواق النفط.
اقرأ أيضاً: “نيويورك تايمز”: زيارة بايدن إلى السعودية انتصار للواقعية السياسية
وأشار بايدن إلى أنه يعلم أن هنالك من لا يتفقون معه في زيارته إلى المملكة، ولكن واجبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية هو الحفاظ على أمن بلاده وقوتها، ومواجهة العدوان الروسي، وتحسين موقف الولايات المتحدة لتحقيق الكسب في المنافسة مع الصين، والعمل على تحقيق المزيد من الاستقرار في منطقةٍ حيوية من العالم، وقال: “لتحقيق هذه الغايات لابد لنا من التعامل مباشرة مع الدول المؤثرة في هذا الصدد، والمملكة العربية السعودة هي واحدة من هذه الدول. وعندما ألتقي بالقادة السعوديين سوف يكون هدفي الأول هو تعزيز شراكة استراتيجية قادرة على الاستمرار لخدمة المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك بالقيم الأمريكية”.
ووصف بايدن رحلته المباشرة المزمعة من إسرائيل إلى جدة بأنه ستشكل “رمزاً صغيراً” للعلاقات الناشئة، والخطوات نحو التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي التي تعمل إدارته على تعميقها وتوسيعها. ثم انتقل إلى الحديث عن التحديات التي تعصف بالمنطقة بدءاً من برنامج إيران النووي، والأزمة في سوريا، وصولاً إلى الجمود السياسي في العراق وليبيا ولبنان، وأكد أنه سيعمل مع قادة دول المنطقة المجتمعين في جدة على معالجة هذه القضايا.
اقرأ أيضاً: إدارة بايدن ترتب اللقاء الأول مع محمد بن سلمان
واختتم بايدن مقاله بإعادة التأكيد على أن الشرق الأوسط أصبح اليوم في وضع أكثر استقراراً مما كان عليه قبل عامين، وقال إن بلاده يمكنها تعزيز هذا الاستقرار بطريقةٍ لا تستطيع أي دولة أخرى القيام بها، وإن زيارته للمنطقة سوف تخدم هذا الغرض، وقال: “طوال رحلتي سأفكر في ملايين الأمريكيين الذين خدموا في المنطقة، بما في ذلك ابني بو، وفي الآلاف من الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في الشرق الأوسط وأفغانستان منذ 11 سبتمبر 2001. وفي الأسبوع المقبل سأكون أول رئيس يزور الشرق الأوسط منذ 11 سبتمبر دون أن تكون القوات الأمريكية مشاركة في مهام قتالية هناك. وهدفي هو الحفاظ على هذا الأمر”.
♦رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
المصدر: ذا واشنطن بوست