الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

لماذا تصدر “الصدريون” نتائج الانتخابات العراقية؟

الشارع الشيعي يعيش أزمة وجودية خانقة مع الفشل الشامل في إدارة شؤون الدولة

كيوبوست- أحمد الفراجي

يشكِّل فوز كتلة التيار الصدري التي يتزعمها مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، خسارة فادحة للنفوذ الإيراني والميليشيات المسلحة المرتبطة بمشروعها في العراق، هذا ما يؤكده تهديد المسؤول الأمني والناطق باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري في بيانٍ لفت فيه إلى أن الحشد هو المستهدف الأساسي، مما وصفها “بأكبر عملية احتيال والتفاف على الشعب العراقي في التاريخ الحديث”، متهماً مفوضية الانتخابات بسرقة أصوات الناخبين.

تغريدة أبو علي العسكري الناطق باسم كتائب حزب الله

وقد حققت كتلة التيار الصدري أعلى عدد مقاعد في الانتخابات البرلمانية، بحسب النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية، مما يجعلها أولى الكتل السياسية المؤهلة للحصول على رئاسة الوزراء.

اقرأ أيضًا: المواطن العراقي يفقد الأمل في صندوق الانتخاب

وعلّق الكاتب والصحفي العراقي داوود البصري، عن أسباب تراجع تحالف الفتح، وتقدم التيار الصدري؛ قائلا لـ”كيوبوست”: يعيش الشارع الشيعي العراقي أزمة وجودية خانقة مع الفشل الشامل في إدارة شؤون الدولة، وحلّ المشاكل الاقتصادية والسياسية المتفاقمة، فوز التيار الصدري يظهر تراجعاً واضحاً لسيطرة الجماعات الولائية على الشارع، والقرار الشيعي المرتبط تاريخياً وعضوياً بالمصالح الإيرانية، وبين جماهير الشيعة في الداخل العراقي، التي تعيش وسط أزمات تتناسل وتتكاثر دون حلول واقعية ملموسة.

مقتدى الصدر- أرشيف

ويضيف: التيار الصدري رغم كل المشاكل والإشكاليات وحالات التذبذب والعشوائية التي تطبع سلوك قيادته يظلُّ ملاذاً للعديد من الجماهير الشيعية، ولكن هذا التيار يضم أيضاً عناصر فوضوية تتسم بعدم الكفاءة ونقص الخبرة، وبالتالي فإن احتمالات الصدام بين التيارات الشيعية المتناقضة تبقى واردة وبقوة.

داوود البصري

وفي سؤالٍ حول هل تدفع نتائج الانتخابات البلاد إلى أزمة نشوب صراع شيعي شيعي يقول البصري: أن حروب الجماعات الشيعية أمر حتمي ووارد، ولا يمكن تجاهل حقيقة أن بروز التيار الصدري لم يأتِ إلا من خلال دماء عبد المجيد الخوئي في الصحن العلوي في التاسع من نيسان ٢٠٠٣. لذا فإن الصدام حتمي وأكيد، ولن تتمكن إيران من ضبط إيقاعاته.

وعن استقلالية الصدريين عن الهيمنة الإيرانية، يشير محدثنا إلى أنه لا يمكن لأي تيار شيعي عراقي أو إقليمي الخروج من تحت العباءة الإيرانية مهما أعلن عن استقلاليته.

اقرأ أيضاً: المعضلة العراقية

ضبط النفس

وفي ظلِّ استمرار تهديد الفصائل المسلحة الشيعية، والتي تصر على رفض إعلان نتائج الانتخابات من قبل المفوضية، وقد تؤدي إلى تهديد السلم الأهلي العراقي، والانزلاق إلى الفوضى والحرب، شدَّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على أن السلم الأهلي في العراق لن يتزعزع، مشيراً إلى أن تياره لن يكون طرفاً في أي نزاع، وقال الصدر في تغريدةٍ له على تويتر، لن يتزعزع السلم الأهلي في وطني. فلا يهمني إلا سلامة الشعب وسلامة العراق.

تغريدة مقتدى الصدر في ضبط النفس

بدوره، علَّق الخبير بالشؤون العراقية والدولية هيثم نعمان الهيتي لـ”كيوبوست” قائلاً: أن سبب تراجع كتلة الفتح وتصدر كتلة التيار الصدري يعود إلى أن نتائج كتلة الفتح مثلت حجمها الطبيعي لانها في الانتخابات السابقة اخذت اكثر من حجمها.

هيثم نعمان الهيتي

وأضاف بعد القضاء على مسلحي داعش انتهجت هذه الميليشيات طريقاً آخر، وأخذت دوراً مغايراً، “إذ بدأت تنتهج وتمارس أعمالاً تخريبية، وتقتل الأبرياء من الشباب المحتجين، هنا تبدلت الأمور واختلفت صورة الحشد المدافع عنهم”، يختم الهيتي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة