الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

لماذا تراجع إيلون ماسك عن صفقة تويتر؟

كيوبوست- ترجمات

جايمس كلايتون♦

بقدر ما أثار خبر نية إيلون ماسك شراء تويتر اهتمام وسائل الإعلام العالمية الكبرى، أثار خبر عدوله عن الشراء ضجة أكبر. وبقدر ما كانت مقاومة تويتر لرغبة ماسك بالشراء، جاءت مقاومتها لرغبته بإلغاء الصفقة. تابع جايمس كلايتون، مراسل “بي بي سي” لشؤون التكنولوجيا في أمريكا الشمالية آخر التطورات وردود الفعل من طرفي الصفقة، وكتب مقالاً يحلل فيه أسباب عدول ماسك عن الصفقة.

يرى كلايتون أن ماسك شعر بالندم بعد بضعة أسابيع فقرر التراجع. غرد ماسك على تويتر قائلاً: “إن صفقة تويتر معلقة مؤقتاً في انتظار البيانات التي تثبت أن نسبة الحسابات المزيفة لا تزيد على 5% من أعداد مستخدمي المنصة”. وأشار في أكثر من مناسبة إلى أن تويتر لا تمتلك وسيلة للتحقق من عدد المستخدمين الحقيقيين من بين 229 مليون مستخدم ينشطون يومياً على منصتها.

اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يمسك بمفاتيح “تويتر”

وسرعان ما استجاب الرئيس التنفيذي لشركة تويتر باراغ أغراوال بمجموعة من التغريدات أكد فيها علناً أن نسبة الحسابات المزيفة لا تتجاوز 5%، ورد عليه ماسك برمز تعبيري لوجه غبي. كان ذلك في 16 مايو الماضي، ويبدو أن شيئاً لم يتغير منذ ذلك الوقت. فقد قدم ملفاً لهيئة الأوراق المالية يقول فيه إنه طلب مراراً المزيد من المعلومات حول الحسابات المزيفة، ولكنه لم يحصل على أية بيانات ذات قيمة.

ثم يشير كلايتون إلى أن العديد من المراقبين يرون أن اهتمام ماسك بمسألة الحسابات المزيفة هو أداة وذريعة يتخذها ماسك للتراجع عن الصفقة. وفي الواقع يشتهر موقع تويتر بكثرة الحسابات المزيفة. وقد أعلن في وقت سابق أنه يزيل مليون حساب مزيف كل يوم. وقد اعترفت شركة تويتر بأن لديها مشكلة صغيرة في قضية الحسابات المزيفة، قبل فترة من تلقيها عرض الشراء من ماسك.

ملحمة إيلون ماسك التالية مع تويتر ستكون معركة قضائية- ذا نيويورك تايمز

ومن العوامل الاقتصادية التي يرى كلايتون أنها كانت وراء قرار ماسك بالتراجع كان تراجع قيمة سهم شركة تسلا التي تعتبر مصدر الجزء الأكبر من ثروته، من 1000 دولار للسهم إلى نحو ثلثي قيمته، الأمر الذي جعل الصفقة التي تبلغ قيمتها 44 مليار دولار مرهقة إلى حد ما. وكان العديد من مساهمي تسلا يشعرون بالقلق بشأن اهتمامات ماسك ومشاغله المتعددة أصلاً بين شركاته تسلا، وبورينغ كومباني، وسبيس إكس، ونيورالينك، ورأوا أن إضافة تويتر إلى القائمة سوف تشتت تركيزه أكثر.

ومن المشكلات الأخرى التي واجهت ماسك في هذه الصفقة كان إعلانه بأنه يريد الاستحواذ على المنصة لأنها ضلت طريقها، وتخلت عن حرية التعبير، ولكنه لم يكن يمتلك خطة واضحة لكيفية إدارة هذه المسألة. وكتب على تويتر: “ما أعنيه بكلمة حرية التعبير هو ما يتماشى مع القانون”. ولكن منتقديه رأوا أن هذا التعريف ساذج وفضفاض للغاية، وربما يشجع الدول على سن قوانين تقيد حرية التعبير.

اقرأ أيضاً: “تويتر” أمام المدعي العام

كما أن ماسك لم يولِ اهتماماً لكسب تعاطف موظفي تويتر، وقال إن الشركة لديها ميول يسارية. وقال مازحاً إنه يمكن استخدام مقرها الرئيسي كمأوى للمشردين. وقد أدت مقاربته لكوادر الشركة إلى شعور عام بالقلق بين موظفيها من أن يفسد أسلوبه المتعجرف سنوات من سياسة الاعتدال المدروسة بعناية. وأخيراً، لم يكن ماسك يمتلك خطة واضحة لتحقيق توقعاته الطموحة في تويتر. فقد أعلن أنه سوف يزيد عدد مستخدمي المنصة من 200 مليون إلى 900 مليون مستخدم بحلول عام 2028، ولكن هذه الأرقام تبدو عشوائية وغير مدروسة.

ثم يختتم كلايتون مقاله بالإشارة إلى أن منتقدي ماسك يرون أنه أقدم على شراء شركة لا يحبه معظم موظفيها، ولا يمتلك خطة واضحة لإدارتها، بسعر مرتفع للغاية. أما بالنسبة لمؤيديه فهم يرون أن ماسك كان سيغير تويتر إلى الأفضل، وسيكبح جماح القيود التي تفرضها على حرية التعبير، وسيضع حداً للتوجه اليساري الذي يسود فيها.

♦مراسل “بي بي سي” في أمريكا الشمالية، متخصص في شؤون التكنولوجيا.

المصدر: بي بي سي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة