الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

لماذا تدعم الجزائر جبهة البوليساريو؟

جبهة البوليساريو تعود إلى واجهة توتر العلاقة بين الجزائر والمغرب

كيو بوست – 

تتفاقم الأزمة بين الجزائر والمغرب في قضية جبهة البوليساريو، عقب اتهام المغرب للسفارة الإيرانية في الجزائر بدعم الجبهة التي تسعى للانفصال في الصحراء المغربية.

اقرأ أيضًا: ما وراء إعلان المغرب قطع علاقاتها مع إيران

وعقب إعلان المغرب قطع علاقاتها مع إيران، بسبب دعمها للجبهة الانفصالية بالسلاح، عبر حزب الله الذراع الموالية لطهران -بعد أن تبين بالدليل القاطع أن السفارة الإيرانية في الجزائر سهلت عمليات تواصل وتدريب عسكري بين حزب الله والبوليساريو- صعدت الرباط من اللهجة ضد الجزائر، قائلة إن المملكة المغربية تتفهم حاجة الجزائر للتعبير عن تضامنها مع حلفائها حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في العملية التي تهدد الأمن الوطني للمغرب.

وفي مقابل نفي الجهات الأربع (إيران وحزب الله والجزائر والبوليساريو) لاتهامات المغرب، جددت وزارة الخارجية المغربية التأكيد على أنها تمتلك معطيات دقيقة وأدلة دامغة على الدعم السياسي والإعلامي والعسكري الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية بتواطؤ مع إيران.

واستدعت الجزائر السفير المغربي لديها على خلفية تصريحات لوزير الخارجية المغربي بعد قطع العلاقات مع طهران.

وردت الرباط بأنها تأسف لما وصفته بـ”موقف العداء الثابت للجارة الجزائر”.

“عندما يتعلق الأمر بدور الجزائر في قضية الصحراء ودعمها الفاضح للبوليساريو، فإن المغرب ليس في حاجة إلى الإشارة إلى تورط هذا البلد ولا إلى اتهامه بشكل غير مباشر، فمن المعروف أن الجزائر ومنذ 1975 تحتضن وتسلح وتمول وتدرب إنفصاليي البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيًا من أجلهم”، قالت الخارجية المغربية في بيان لها.

 

الدور التاريخي للجزائر في دعم الجبهة

تأسست جبهة البوليساريو في سبعينيات القرن الماضي بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء المغربية، وتلقت من أجل ذلك دعمًا جزائريًا كبيرًا.

وكانت الصحراء المغربية آخر المستعمرات الإسبانية، قبل أن تخرج إسبانيا منها عام 1975. ومنذ ذلك الوقت، نشب الصراع بين البوليساريو والدولة المغربية على السيادة في تلك الصحراء.

وتسيطر المغرب على 80% من الصحراء الغنية البالغ مساحتها 266 ألف كلم مربع بطول ساحلي على المحيط الأطلسي، فيما تسيطر البوليساريو على الـ20% المتبقية.

وتعني جبهة بوليساريو اختصارًا: الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

على الصعيد العسكري، قدمت الجزائر دعمًا كبيرًا للجبهة، مما مكنها من السيطرة على وادي الذهب الذي كان تحت سيطرة موريتانيا في الإقليم الصحراوي.

وعلى الصعيد الدبلوماسي استطاعت الجزائر عبر حضورها القوي في منظمة الوحدة الإفريقية بأن تجعل الأخيرة تعترف بالحكومة الصحراوية عضوًا فيها، مما دفع بالمغرب إلى الانسحاب من هذه المنظمة القارية في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1982.

 

3 حلول طرحت على مدار سنوات الخلاف

عقب تدخل الأمم المتحدة لحل الخلاف، طرحت 3 حلول على فترات متباعدة لكن مصيرها كان الفشل:

  • الحل الأول كان تنظيم عملية الاستفتاء في الصحراء الغربية‏، على الانفصال أو الانضمام للدولة، لكن عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من يحق له المشاركة في الاستفتاء.
  • في سنوات لاحقة طرح حل يقضي بمنح الصحراء الغربية حكمًا ذاتيًا واسعًا تحت الإدارة المغربية، فرفضت البوليساريو الاقتراح‏‏ وتضامنت معها الجزائر.
  • وفي عام 2002 طرح خيار التقسيم كحل على أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، إلا أن المغرب رفض بشكل قاطع.

 

ما سر الدعم الجزائري للبوليساريو؟

ينظر للخلاف الجزائري المغربي العميق بشأن قضية البوليساريو، على أنه صراع على امتلاك القوة الإقليمية وقيادة دول المغرب العربي.

يقول الضابط الجزائري السابق، أنور مالك في حديث سابق لقناة CNN بالعربية، إن سبب الدعم الجزائري لا يتعلق بما تعلنه الجزائر من “عدالة القضية” فقط، “بل لأنها (الجزائر) وجدت فرصة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، إذ إن له أطماعًا معروفة في الصحراء الجزائرية، وأيضًا توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي”.

ويرى محللون أن الجزائر كسبت من خلال دعم البوليساريو، “إشغال المغرب في القضية الصحراوية عن أطماعه المعروفة، فيما يسميها بالصحراء الشرقية”.

وفي حين يقول المدافعون عن الموقف الجزائري إن الأخيرة لا تنتظر مقابلًا لدعمها، بل تقدمه من باب إنساني واعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.  

اقرأ أيضًا: حرب وشيكة قد تندلع بين دول المغرب العربي بسبب جبهة البوليساريو!

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة