الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
لماذا تحاول المعارضة التركية التقرب من أكراد العراق؟
زيارة وفد من حزب الشعب التركي إلى إقليم كردستان يبعث برسائل إيجابية حيال نوايا المعارضة حال وصولها للسلطة

كيوبوست- أحمد الفراجي
يسعى حزب الشعب الجمهوري؛ أكبر الاحزاب المعارضة التركية، الذي تتصاعد شعبيته يوماً بعد آخر، إلى التقارب مع أكراد العراق، تمخضت عنها زيارة أخيرة لوفدٍ من الحزب إلى عاصمة إقليم كردستان أربيل، وهي الزيارة الأولى من نوعها في إطار بحث سبل تعزيز العلاقات بين الإقليم وتركيا، وضم الوفد رفيع المستوى نائب رئيس الحزب أوغوز صالحي، وكبير مستشاريه أونال تشفيكوز، والقيادي في الحزب نيفاف بيليك، وأجرى الوفد سلسلةً من اللقاءات مع القادة السياسيين في الإقليم، وعلى رأسهم زعيم الحزب الديمقراطي الكُردستاني مسعود بارزاني، ورئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور بارزاني.
اقرأ أيضًا: تركيا تخرق السيادة العراقية مجدداً.. والعراق ينتفض في وجه تجاوزات أردوغان
مراقبون أكراد لفتوا في حديثهم إلى “كيوبوست” إلى أن زيارة وفد من أكبر الأحزاب المعارضة التركية، واللقاء بالعديد من الأطراف السياسية البارزة في الإقليم، هو إعطاء رسائل إيجابية للجانب الكردي، لاسيما أن هذا الحزب كانت له مواقف سابقة قد تكون معادية للكرد، لكنه سيتخذ موقفاً أكثر تقدماً من المسألة الكردية داخل أنقرة.
وكان حزب الشعب الجمهوري قد تمكن من إحراز تقدمٍ ونصر استثنائي على حساب حزب العدالة والتنمية في كافة المناطق الكبرى، خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، وذلك بإسنادٍ ودعم من قبل الأكراد.

أهمية إقليمية

المستشار الإعلامي للرئيس مسعود بارزاني كفاح محمود علق لـ “كيوبوست” قائلاً: إن الأتراك يدركون جيداً مدى أهمية إقليم كردستان، وموقعه في الخارطة السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأنهم منذ ربع القرن يستثمرون أموالاً كبيرة في تنمية الإقليم ومشاريعه، وهذا يعني أهمية تنمية العلاقات مع الإقليم ليس على مستوى الإدارة التركية بل مع الفعاليات السياسية الرئيسية في البرلمان التركي.
وأضاف محمود أنه وفي هذا الإطار “ندرك مدى أهمية دور الإقليم، وزعيمه البارزاني حتى في رسم خارطة الانتخابات التركية القادمة لما يتمتع به من شعبيةٍ عظيمة لدى ملايين الكرد في تركيا”.
اقرأ أيضًا: كردستان العراق بين القبضة التركية وبلطجة الميليشيات

وعلَّق الباحث السياسي الكردي شاهو القره داغي لـ “كيوبوست” بقوله: يمكن أن نقرأ هدفين من هذه الزيارة؛ الأول في تموز من هذا العام، حيث قرر جزب الشعب الجمهوري أن يقوم بحملة لزيادة أصواته في المدن الكردية بتركيا، وبالتالي فهو الآن يستغل تراجع حزب العدالة والتنمية بمناطق نفوذ الأكراد، مستغلاً الشعبية التي يتمتع فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني، فالسيد مسعود وحزبه كان لديهم دور أساسي في التوصل إلى عملية السلام بين الأكراد وبين السلطات التركية، وأيضاً له دور كبير في زيادة أصوات حزب العدالة والتنمية، بسبب زياراته المتكررة إلى المناطق الكردية.
وأوضح القره داغي أن حزب الشعب الجمهوري، يدرك تماماً أن فتح علاقات جيدة مع أربيل والحزب الديمقراطي الكردستاني، قد يؤدي إلى التأثير على الناخب الكردي في المناطق الكردية في تركيا، وستحقق للحزب مكاسب حزبية خلال الانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضاً: سوء إدارة أردوغان للأزمة يسبب حالة من الهلع في تركيا
أما الهدف الثاني؛ فيتمثل في أن الحزب الجمهوري يطرح مبادرة للسلام والاستقرار والتنمية، والتركيز على الاقتصاد بين دول المنطقة، ويشمل ذلك العراق وسوريا وإيران، ولاحقاً دولاً أخرى، وكذلك زيارة الأكراد هي اعترافٌ واضح من قبل الحزب بتأثير الكرد على المعادلة الإقليمية في المنطقة، وهي دليلٌ على تطورٍ في فكر ومنهج الحزب، واعترافٌ صريح بدور الأكراد السياسي.