ثقافة ومعرفةشؤون دوليةمجتمع

لماذا ارتفعت نسبة الانتحار في الولايات المتحدة وانخفضت في أوروبا؟

يصنف الانتحار كواحد من أهم 10 مسببات للموت في الولايات المتحدة!

ترجمة كيو بوست –

في عام 2015، قَتل حوالي 44193 شخصًا أنفسهم في الولايات المتحدة الأمريكية. كان ذلك أكثر من عدد القتلى لأسباب أخرى؛ ففي حوادث السيارات، بلغ عددهم 37757، أما في جرائم القتل فبلغ عددهم 17793.

عدد ضحايا الانتحار في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 30.4% لكل 100 ألف أمريكي، ما بين 1999-2015. هذه الزيادة لم تكن موحدة في جميع المجموعات الديموغرافية؛ فالأشخاص في منتصف العمر لديهم معدلات أكبر في الانتحار. على سبيل المثال، ارتفع معدل الوفيات الناتج عن الانتحار في الفئة العمرية بين 45 و54 من 13.9 إلى 20.3 شخصًا لكل 100 ألف، أي بزيادة مقدارها 46% خلال الفترة نفسها.

اقرأ أيضًا: أشهر حالات الانتحار الجماعي في التاريخ

في المقابل، انخفضت معدلات الانتحار بشكل عام في الدول المتقدمة الأخرى، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية؛ إذ انخفضت في 12 من 13 دولة في أوروبا الغربية، بمعدل 20% وأكثر. على سبيل المثال، انخفض معدل الانتحار بنسبة 29.7% في النمسا.

وعلى الرغم من أن هناك القليل من الأبحاث المنهجية التي تفسر ارتفاع معدل الانتحار الأمريكي مقابل الأوروبي، إلا أن “ستيفت ستاك” أستاذ العدالة الجنائية في جامعة وايت ستيت قال: “في رأيي، كباحث يدرس الخطر الاجتماعي للانتحار، هناك عاملان اجتماعيان يرتبطان بمعدلات الانتحار، هما: ضعف شبكة الأمان الاجتماعي، وزيادة عدم المساواة في الدخل”.

 

شبكة الأمان

هناك أدلة على أن ارتفاع معدلات الانتحار يرتبط بضعف المعايير الاجتماعية فيما يتعلق بالمساعدة والدعم المتبادلين. في إحدى الدراسات حول الانتحار في الولايات المتحدة، ارتبطت المعدلات المتزايدة للانتحار ارتباطًا وثيقًا بالتخفيضات في الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بين عامي 1960 و1995. وتشمل نفقات الرعاية الاجتماعية برنامج المعونة الطبية (برنامج مساعدة طبية للأشخاص ذوي الدخل المنخفض)، والمعونة المؤقتة للأسر المحتاجة، وبرنامج الضمان الإضافي للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وخدمات الأطفال؛ بما في ذلك التبني والحضانة والرعاية النهارية، والملاجئ، وتمويل المستشفيات العامة للمساعدة الطبية بخلاف برنامج المعونة الطبية.

اقرأ أيضًا: وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى الانتحار!

ووجدت العديد من الدراسات اللاحقة علاقة مشابهة بين الانتحار والرعاية الاجتماعية للولايات المتحدة في الثمانينيات والتسعينيات؛ فعندما يتعلق الأمر بالإنفاق على الرعاية الاجتماعية، فإن الولايات المتحدة لديها معدلات منخفضة بالمقارنة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. على سبيل المثال، يتم إنفاق 18.8% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة على الرفاهية الاجتماعية، بينما تنفق دول المنظمة ما لا يقل عن 25% من ناتجها المحلي الإجمالي.

 

عدم المساواة في الدخل

تختلف الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة عن تلك الموجودة في أوروبا، إذ وجدت الأبحاث أنه كلما ارتفع مستوى عدم المساواة في الدخل في الولايات المتحدة، ارتفع احتمال الموت عن طريق الانتحار. ووفقًا لنظرية الإجهاد الاجتماعي، عندما تكون هناك فجوة كبيرة بين الأغنياء والفقراء، فإن أولئك الذين يعيشون في القاع أو بالقرب منه، يندفعون أكثر إلى الإدمان والإجرام والأمراض العقلية، من أولئك الذي يعيشون في القمة.

اقرأ أيضًا: هل يمكن فهم ظاهرة الانتحار من خلال الأعمال الأدبية؟

والولايات المتحدة لديها معدلات الفجوة أكبر بكثير من الدول الأوروبية، فعلى سبيل المثال، تعاني الولايات المتحدة من عدم مساواة في الدخل بنسبة 37.4% أكثر من النمسا.

 

معدل الانتحار وعدم المساواة في الدخل بحسب البلد

المصدر: ذا كونفيرسيشن

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة