الواجهة الرئيسيةترجمات

لماذا أُعلن اسم أشرف مروان كعميل للموساد للإعلام؟ 5

دوبي يتهم مدير الاستخبارات العسكرية الأسبق بمحاولة تحسين صورته والضغط لإعلان الاسم.. الأمر الذي أدى إلى مقتل مروان بشكل مأساوي في لندن

كيوبوست

في حوار هو الأول من نوعه، وبعد 50 عامًا على بداية التعامل بين أشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ومستشار الرئيس السادات، أجرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، مقابلة حصرية مع دوبي، الضابط المسؤول عن التعامل مع مروان من الموساد، على مدى 27 عامًا.. ينشر “كيوبوست” التفاصيل عبر عدة حلقات.

 اقرأ أيضًا: “هل كان أشرف مروان عميلًا مزدوجًا؟”.. الضابط المسؤول عن تجنيده بالموساد يُجيب (1)

أهمية استثنائية

يرى دوبي أن أهمية أشرف مروان لم تكن فقط قبل حرب 1973؛ ولكن أيضًا بعدها، خلال اتفاقات فصل القوات في سيناء، وحتى معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية عام 1979، وإن كانت هذه الفترة قد شهدت تراجعًا في المعلومات؛ بسبب انشغال أشرف مروان بأعماله التجارية، لكنه استمر في تقديم معلومات مهمة عن السلام والعلاقات العربية.

أشرف مروان

حماية مروان

بعد أن تم إنهاء العلاقة بين دوبي ومروان بشكل متبادل؛ أصبح دوبي غاضبًا، ليس بسبب طول فترة العلاقة التي جمعت بينه وبين مروان؛ ولكن لمحاولات مدير الاستخبارات العسكرية السابق إيلي زيرا، وعدد من أتباعه، إعلان اسم أشرف مروان، وهو ما حدث بالفعل في ديسمبر 2002؛ حيث تم التعرف على اسمه. وخلال الفترة من إعلان اسم مروان في وسائل الإعلام وحتى وفاته المأساوية عام 2007، حاول دوبي عدة مرات في محادثات مع زامير وشخصيات أخرى في الموساد، التحذير من تصرفات زيرا؛ حيث قام بالكتابة مرتَين بأنه ستحدث كارثة.. وفي المرة الأولى لم يردوا أما المرة الثانية فجرى مناقشة الأمر باجتماع حضره رئيس الموساد؛ لكنه تقرر عدم القيام بأي شيء.

اقرأ أيضًا: الضابط المسؤول عن تجنيد أشرف مروان بالموساد يشرح تفاصيل إبلاغ خطة الحرب 2

ليس عميلًا مزدوجًا

تقول “هآرتس” إن دوبي قرر الحديث الآن بعد 50 عامًا من بداية علاقته مع أشرف مروان؛ لرغبته في دحض الأطروحة التي تقول إن مروان كان عميلًا مزدوجًا، ويؤكد أن هذا الاتهام لا أساس له ولا دليل عليه، وأن الجهود التي قام بها مدير الاستخبارات العسكرية الأسبق زيرا، هي التي قتلت أشرف مروان. ورغم نظر الادعاء العام عام 2012 إجراءات جنائية ضد زيرا على أساس كشفه عن أسرار الدولة؛ فإن المدعي العام قرر عدم توجيه اتهام إليه، ورغم خطورة الأعمال المنسوبة إليه والتي لا يمكن إنكارها؛ فإنه أخذ في الاعتبار عمره، آنذاك، (84 عامًا)، وتقديمه كثيرًا من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل.

رئيس الموساد الأسبق زفي زمير إلى اليمين ورئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق إيلي زميرا إلى اليسار – هآرتس

يأمل دوبي في أن تدحض مقابلته مع “هآرتس” للأبد الادعاء بأن مروان كان عميلًا مزدوجًا، وهو الشخص الذي يعتبر أهم جاسوس في إسرائيل وقدَّم معلومات هدفها المساهمة في أمن إسرائيل، ولسوء الحظ فشلت إسرائيل في أن تستجيب للتحذيرات التي قدمها قبل حرب 1973، فهو يرى أن إقامة جنازة رائعة لمروان في مصر تأتي في إطار عدم إلصاق وصمة عار بالحرب التي انتصر فيها المصريون.

من صور الجنازة الرسمية لأشرف مروان في القاهرة – أرشيف

ولاء أشرف مروان لإسرائيل

يسرد دوبي أدلة متعددة على ولاء أشرف مروان إلى إسرائيل؛ فهو حاول الاتصال بإسرائيل في وقت كان فيه عبدالناصر لا يزال رئيسًا لمصر، وذلك لأن كراهية ناصر لصهره كانت قوية جدًّا، وحاول إبعاده عن مراكز الحكم؛ وبالتالي ليس من المتصور أن يكون عبدالناصر قد اقترح عليه أن يتجسَّس لصالح مصر.

والأهم من ذلك هو إصرار دوبي على أن التقارير التي قدمها أشرف مروان بحاجة إلى الحكم على جودتها ومدى مساعدتها للاستخبارات الإسرائيلية؛ فلا يوجد مَن ينكر أنه قدم معلومات عن ترتيب خطط الحرب من مصر، بما في ذلك تهريب السفن والطائرات إلى ليبيا قبل الحرب، وتقديمه مرتَين تقارير عن خطط لإسقاط طائرات “العال” الإسرائيلية بصواريخ تُطلق من على الكتف بمساعدة منظمات إرهابية وليبيا، وهي معلومات ثبت صحتها ودقتها.

اقرأ أيضًا: لماذا تواصل أشرف مروان مع الموساد؟ 3

تحذيرات دقيقة

أما في ما يتعلق بمصر، فأشرف مروان قدم عددًا من التحذيرات والمعلومات التي ثبت صحتها، من بين معلومات عديدة قبل الحرب وحتى ليلة الحرب نفسها؛ ففي 24 أكتوبر 1972، قرر السادات تكثيف الاستعداد للحرب، ولتحقيق هذا الهدف تمت إقالة وزير الدفاع. وفي أبريل 1973، قدم مروان معلومات عن لقاء الأسد والسادات في القاهرة، واتفاقهما على تنسيق تحركاتهما في الحرب، وهو الاجتماع الذي تقرر تأجيل موعد الحرب فيه من أبريل إلى يونيو؛ من أجل السماح بالحصول على مزيد من الأسلحة، لكن هذا التاريخ تم تأجيله أيضًا حتى تتمكن مصر من دمج المزيد من البطاريات المضادة للطائرات وصواريخ “سكودا” التي تم الحصول عليها من السوفييت. وفي يوليو 1973 تحدث عن اقتراح السادات على الأسد موعدًا آخر للحرب في نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر.

يؤكد دوبي أن أشرف مروان ذكر موعد الحرب قبل اندلاعها؛ لكنه لم يكن يعرف أن الموعد تغيَّر إلى الساعة الثانية ظهرًا بدلًا من انتظار الغروب، متسائلًا: هل غيرت الساعات الأربع في أي شيء؟! هل كان السادات يُخاطر بخطته الاستراتيجية في الحرب والتي كان يعمل عليها منذ سنوات؛ لينقل من خلال أشرف مروان تحذيرًا بشأن اليوم المحدد الذي ستندلع فيه الحرب؟! هل علم السادات أن حكومة إسرائيل ستقرر عدم شن ضربات استباقية صباح السبت بعد وصول المعلومات النهائية من مروان؟!

اقرأ أيضًا: قصص المعاملات المالية بين أشرف مروان والموساد 4

معلومات لم يكشف عنها

يشدد دوبي على أن الدليل الذي يستند إليه مدير الاستخبارات العسكرية الأسبق زيرا، لكون أشرف مروان عميلًا مزدوجًا، مرتبط بالمقابلة التي جرت بين السادات وعاهل السعودية الملك فيصل، في الرياض، وهو الاجتماع الذي حضره مروان، وكان هدف السادات هو طلب مساعدة مالية إضافية من ملك السعودية؛ لشراء الأسلحة وإعداد المملكة لفرض حظر على النفط مع بدء الحرب.

لكن زيرا يقول باستمرار إن مروان لم يخطر الموساد بذلك الاجتماع، وهذه كذبة؛ لإعفاء زيرا نفسه من المسؤولية، فهو يؤكد أن التقى أشرف مروان بعد اجتماع الرياض وشاهد بعينه المعلومات التي نقلها من الاجتماع؛ لكنه رفض التعليق عليها في ختام حواره مع “هآرتس” والذي جرى عبر عدة أيام في أحد الكافيهات.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة