الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

لماذا أقدم أردوغان على إغلاق جامعة إسطنبول؟

استياء كبير داخل حزب أردوغان ضد قرار إغلاق الجامعة المرتبطة بحليفه السابق وخصمه الحالي أحمد داوود أوغلو

كيوبوست

يسلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طريقاً وعرة في سبيل إحكام قبضته على السلطة في البلاد، وتثبيت مسار حكم الرجل الواحد؛ عبر ممارسات قد يرى فيها حماية وتحصيناً لحكمه، لكنها في الواقع تعكس مدى التدهور الحاصل في شعبية حزب العدالة والتنمية الذي يقوده منذ زمن، مُقصياً مَن يقف في طريقه، ليس على مستوى المنافسين فحسب، بل حتى بين الحلفاء والأعمدة الرئيسية داخل الحزب.

ومع تلاشي ذريعة محاولة الانقلاب التي تركت تداعيات بعيدة الأمد على مستقبل الديمقراطية في الدولة التركية، لجأ أردوغان إلى حجج، وصفها خبراء بغير المنطقية، لإقصاء ومهاجمة حلفائه السابقين.

آخر تلك الممارسات تمثل في خطوة تحدث لأول مرة في تاريخ تركيا؛ حيث أصدر أردوغان قراراً بإغلاق جامعة إسطنبول العريقة، والمرتبطة برئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو.

أحمد داود أوغلو- “أ ف ب”

المحلل والخبير التركي خير الدين كربجي أوغلو، أكد أنه “لأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية، تقوم السلطة الحاكمة بإغلاق جامعة لخلافات سياسية”.

ويرى خبراء أن خطوة إغلاق الجامعة قد ترتد بأسوأ النتائج على أردوغان الذي لا يمر بفترة طيبة منذ خسارة حزبه انتخابات بلدية إسطنبول مرتين؛ الجولة الأولى وجولة الإعادة التي طلبها الحزب.

اقرأ أيضاً: كاتب إسرائيلي: أردوغان هو أفضل رهان لإسرائيل

وقال الخبير التركي، في حديثٍ إلى “كيوبوست”: “إن هناك ردود فعل شديدة جداً داخل حزب أردوغان ضد قرار إغلاق الجامعة”، لافتاً إلى أن حزب العدالة يعيش تدهوراً؛ حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع في شعبيته، وكذلك في شعبية رئيسه أردوغان.

د. خير الدين كربجي أوغلو

ويضيف أوغلو: “لدى أردوغان نوع من الغطرسة والتعالي، ولا يتحمل الانتقادات السياسية؛ لذا ينتقم من الخصم بمثل هذه الممارسات”.

ويعود الخلاف بين أردوغان وداود أوغلو إلى عام 2016، عندما قرر الرئيس تعديل دستور البلاد؛ لتحويلها إلى حكم رئاسي في مسعى لتثبيت حكمه. وكان أوغلو رئيساً للوزراء، آنذاك، وبسبب الخلاف أجبره أردوغان على تقديم استقالته من الحكومة.

واستمرت الخلافات بين الحليفين السابقين، وتصاعدت بعد أن بدأ أوغلو في توجيه انتقادات شديدة إلى سياسات أردوغان التسلطية داخل الحزب؛ لتنتهي الحكاية بينهما بالخيار الأسوأ وهو استقالة أوغلو من حزب العدالة والتنمية، ليكون ثاني شخصية مؤثرة وكبيرة تستقيل من الحزب بعد علي باباجان.

وقال الخبير المختص بالشأن التركي كرم سعيد: “إن أوغلو لديه أرضية شعبية كبيرة في الشارع التركي وقطاعات كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية، كما أن المعارضة تحمل له احتراماً كبيراً”.

اقرأ أيضاً: هل تدفع حكومة أنقرة ثمن سياستها الخارجية.. داخل الشارع التركي؟

ولفت سعيد، في حديث إلى “كيوبوست”، إلى أن الانتقادات التي وجهها أوغلو إلى أردوغان وحزب العدالة والتنمية، خلال الفترة الأخيرة، كانت في الصميم، واستطاع أن يكسب قطاعات كبيرة داخل الحزب؛ سواء في البرلمان أو القواعد الشعبية، هذا بالإضافة إلى فتحه خط اتصال مع أحزاب معارضة، ومع علي باباجان.. كل هذه الأمور أثارت قلق أردوغان الذي “اتهم حلفاءه السابقين بالخيانة، وأنهم نزلوا من قطار الحزب الحاكم، ومصيرهم الفشل”.

الباحث المتخصص في الشأن التركي كرم سعيد

وكان داود أوغلو قد أسس، في وقتٍ سابق، حزباً منافساً يحمل اسم “حزب المستقبل”، وتحول إلى صف المعارضة بعد استقالته من حزب العدالة والتنمية.

وأشار الخبير بالشأن التركي إلى أن تصاعد أسهم حزب المستقبل، ونجاح أوغلو في تأسيس كيانات حزبية وأفرع في أكثر من 40 محافظة، وتخطيطه لعقد المؤتمر العام للحزب في أغسطس المقبل، دفعت أردوغان للبحث عن ذرائع لتشويه وتقزيم الحزب، “وهذا ما يبرر توقيع الرئيس التركي بنفسه على أمر إغلاق الجامعة وقيادته الأزمة بنفسه”؛ حيث تحمل هذه الخطوة عدة دلالات أولها حرص الرئيس على تكريس الممارسات السلطوية، وثانيها أن المعارضة حققت اختراقاً كبيراً في الشارع، وثالثها مخاوف أردوغان من نجاحات الأحزاب المعارضة وتأثيرها على مستقبله السياسي. 

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة