الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

لقاء نصر الله وتهديدات من “عين الحلوة”.. هنية يثير الجدل في لبنان

تفاصيل لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله أحرجت الدولة اللبنانية وناقضت مواقف الحزب المعلنة

كيوبوست

خلال زيارته إلى لبنان، استُقبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، باحتفائية واضحة تجلَّت في أبرز صورها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، وهناك تحديداً أطلق هنية تصريحاتٍ “نارية” عن امتلاك المقاومة صواريخ تدكّ بها إسرائيل؛ ما أثار حالة من الجدل، خصوصاً أنها وضعت لبنان في موقف محرج أمام المجتمع الدولي.

اقرأ أيضاً: تداعيات سيطرة “حزب الله” على الحكومة اللبنانية

والتقى هنية، خلال زيارته الأولى منذ 30 عاماً إلى لبنان، الأمينَ العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، في لقاء لم يعلن عنه إلا بعد إجرائه، في وقتٍ جاء فيه اللقاء لتنسيق المواقف بين الحزب و”حماس” في عددٍ من القضايا. وحسب تقارير غربية عديدة، فإن الحزب والحركة هما ذراع إيران في مواجهةٍ غير مباشرة بينها وبين إسرائيل.

هنية خلال لقاءه مع الأمين العام لحزب الله – وكالات

تفاهم ضمني

رياض طبارة

هناك نوع من التفاهم الضمني على قوانين اللعبة بين إسرائيل من جهة، و”حماس” و”حزب الله” من جهة أخرى، حسب السفير اللبناني الأسبق رياض طبارة، الذي أكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن هذه القواعد لم تتغير حتى مع زيارة هنية إلى لبنان والتصريحات التي أطلقها، معتبراً أن هذه التصريحات وضعت “حزب الله” في مأزق.

وأضاف طبارة أن هنية أقرّ بما ينكره الحزب من وجود صواريخ لديها القدرة على الوصول إلى تل أبيب وحيفا وما بعدها؛ وهي تصريحات لم تكن دبلوماسية على الإطلاق، وتضمنت إقراراً بوجود صواريخ على الأراضي اللبنانية خارج سيطرة الجيش اللبناني، وتحت سيطرة “حزب الله”.

وتسبب “حزب الله”، خلال الأشهر الماضية، في توتر الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية؛ بسبب التحركات العسكرية التي يقوم بها، وأدَّت إلى اشتباكات محدودة مع الجيش الإسرائيلي عدة مرات، في وقت طالبت فيه الولايات المتحدة بضرورة تعزيز صلاحيات قوات اليونيفيل الموجودة على الحدود، بالتزامن مع قرار تجديد عملها نهاية الشهر الماضي.

 اقرأ أيضاً: كيف حطمت الطبقة السياسية الفاسدة لبنان؟

مصطفى علوش

يقول النائب السابق والقيادي في تيار المستقبل؛ مصطفى علوش، إن إسماعيل هنية قصد بشكل واضح الصواريخ التي يملكها “حزب الله” وليس استخدام “حماس” للأراضي اللبنانية من أجل شن هجمات على إسرائيل؛ وهو ما يأتي في إطار التحالف الإقليمي بين “حماس” والحزب وإيران، مؤكداً أن المجتمع الدولي يتفهم الواقع اللبناني الحالي وسيطرة طهران على قرارات “حزب الله”.

لكن المحلل السياسي اللبناني حكمت شحرور، لا يرى في تصريحات هنية حديثاً عن الهجوم على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أن اللغة التي استخدمها هنية هي نفسها التي يستخدمها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، عن صواريخ المقاومة ومدى قوتها.

حكمت شحرور

وأضاف شحرور أن الأخطر من تصريحات هنية هو ما صدر عن نائبه صالح العاروري، الذي تحدث عن قدرة المقاومة في غزة على إحداث تغيير نوعي واستراتيجي في مسار المعركة؛ وهو أمر قد يشكل متغيراً رئيسياً ومهماً في المنطقة إذا كان صحيحاً.

ووصف شحرور اللقاء الذي جمع بين هنية ونصر الله، بأنه لقاء الحلفاء في المحور الواحد من أجل مزيد من التنسيق؛ خصوصاً في ظل السعي لإصلاح علاقة “حماس” مع دمشق؛ وهو ما أبرزته تصريحات هنية على قناة “المنار”.

هنية خلال لقاء نبيه بري رئيس مجلس النواب – وكالات

عقدة الحياد

وطالبت تيارات سياسية لبنانية بضرورة التزام الحياد، واتباع سياسة النأي بالنفس عن الصراعات والأزمات في المنطقة؛ وهي أحد الشروط الأساسية لتقديم مساعدات إلى البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية منذ عام تقريباً، وبلغت فيه معدلات التضخم أرقاماً قياسية خلال الشهور الماضية.

اقرأ أيضًا: بناء صورة حزب الله بعد الحرب الأهلية السورية

واستبعد رياض طبارة أن يكون هناك تأثير لهذه التصريحات على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة؛ خصوصاً أنها للاستهلاك الإعلامي، وتهدف إلى إظهار الدعم للفلسطينيين المقيمين في لبنان، مؤكداً أن هنية معروف بعدم دبلوماسيته في الحديث.

يؤكد مصطفى علوش أن “حزب الله” يمتلك سلاحاً لا تسيطر عليه الدولة والحكومة اللبنانية، وفي المنظور القريب يعتبر الحزب باقياً لكونه جزءاً من منظومة إقليمية قادرة على تهديد حياة الأفراد، لافتاً إلى أن وجود السلاح تحت سيطرة الحزب يجعل أية حكومة غير قادرة على أخذ موقف جذري في التعامل معه.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة