الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
لبنان.. الغضب والاحتقان من الوضع الاقتصادي يخيمان على مناطق “حزب الله”
مراقبون للشأن اللبناني يؤكدون لـ"كيوبوست" حالة التململ التي أصابت أنصار الحزب بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.. والمخاوف من اندلاع مواجهات وأعمال عنف داخل مناطق سيطرته

كيوبوست
تشهد الاحتجاجات الشعبية في لبنان تزايد الحراك في الشارع وبعض مناطق نفوذ “حزب الله” التي لم تشترك في الاحتجاجات المندلعة منذ أكتوبر 2019 وحتى الآن؛ للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقتٍ رُصدت فيه فيديوهات لعناصر من الحزب تقوم بإطلاق النار في الهواء؛ خصوصاً في منطقة الضاحية الجنوبية، موقع تمركز الحزب تاريخياً في بيروت.

تأتي الاحتجاجات في بيئة “حزب الله” مع وجود مشكلاتٍ مالية متعددة يتعرض لها الحزب ومؤيدوه؛ ليست مرتبطة فقط بعدم الالتزام بسداد الرواتب كاملة بالدولار، كما كان يحدث مع بداية الاحتجاجات، ولكن أيضاً لوجود مشكلات متعددة مرتبطة بتسديد الأموال لمؤسسة القرض الحسن التي يديرها الحزب؛ حيث يطلب من مؤيديه سداد ما حصلوا عليه بالدولار، وإلا ستتم مصادرة الذهب الخاص بهم والذي أودعوه عند الاقتراض، رغم أن بعضهم لم يحصل على القروض بالدولار؛ ولكن بالليرة اللبنانية التي شهدت انخفاضاً قياسياً أمام الدولار في الأيام الماضية.

أزمات متفاقمة

يشير الكاتب والمحلل اللبناني علي الأمين، إلى أن الأزمة الحالية متفاقمة على المستوى الاقتصادي والمعيشي مع انهيار الليرة وتزايد الاحتجاجات بالتزامن مع تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد، مشيراً إلى أن “حزب الله” استطاع أن يضبط الوضع في دائرته الضيقة؛ لكونه يدفع الرواتب والمعاشات بالدولار، لكن مع مرور الوقت تغير الوضع لكون أغلبية اللبنانيين في مناطقه وموظفي الدولة يحصلون على رواتبهم بالليرة.
وأضاف الأمين أن الأزمة التي باتت تواجه الحزب مرتبطة بتراجع قدرته على ضبط الأمور، نتيجة ازدياد المواطنين الذين باتوا بحاجة إلى الأموال، وتزايد الطبقات الاجتماعية التي تتعرض إلى ضغوط اقتصادية، مشيراً إلى أن الحزب يواجه تفككاً لهذه القدرة على المدى المتوسط، وهذا أحد عناصر قوته وتأثيره؛ فجزء ليس بالقليل من مؤيديه يأتي بسبب دعمه المالي لهم.

مواجهة وشيكة

ما يحدث هو نتيجة حتمية لما قامت به السلطة، حسب القيادي بتيار المستقبل والنائب البرلماني السابق الدكتور مصطفى علوش، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن الأمور في البلاد تتجه نحو مزيد من التفاقم، وتصل إلى احتمال المواجهة والتحول إلى عنف مفتوح، وأعمال شغب بمختلف أنحاء البلاد؛ لا سيما في الأماكن الفقيرة التي تعاني هشاشة كبيرة وتغيب فيها جميع الحلول.
يشير مصطفى علوش إلى أنه بالاعتماد على تاريخ رئيس الجمهورية ميشال عون، وفريقه السياسي الذي يضم “حزب الله”، فإنهم ذاهبون إلى الانتحار وتدمير البلد بالكامل إذا ما شعروا بأنهم في موقع الخسارة والهزيمة، مؤكداً أن “حزب الله” ليس لديه تحالفات؛ ولكنه أداة في يد إيران وينتظر ما ستفعله في المفاوضات خلال الفترة المقبلة، حتى تأتيه التعليمات بما يجب أن يفعله في لبنان.

وأكد علوش أن الوضع الاقتصادي بات عابراً للطوائف، و”حزب الله” ليست لديه القدرة ليتمكن من تغطية الوضع اقتصادياً في كل المناطق التي تخضع لسيطرته بشكل مستمر ودائم؛ فقد يتمكن من منح معاشات مؤقتة، لكنه لن يستطيع الاستمرار فيها مدى الحياة.

يؤكد القيادي في تيار المستقبل أن الحل واضح أمام الجميع؛ وهو تشكيل حكومة جديدة يمكنها أن تتفاهم مع صندوق النقد والدول التي تريد مساعدة لبنان على أن يتم تأمين الاستقرار السياسي لتحريك الوضع الاقتصادي؛ وهو ما يعيقه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي حتى الآن.

يتفق معه في الرأي علي الأمين، الذي يؤكد أن الأوضاع الحالية تدفع نحو مظاهر اجتماعية مغايرة؛ كالسرقة والنهب، وهو ما يعكس تدهوراً حقيقياً على صعيد الأمن.