الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجياشؤون دولية

لا خوف من نهاية عالم الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي حتى الآن

كيوبوست- ترجمات

يستهل تقرير “الإيكونوميست” بالإشارة إلى مقولة إيلون ماسك، في مطلع مارس الجاري: “إننا قد نتجاوز نسبة واحد إلى واحد من الروبوتات الشبيهة بالشر، إلى البشر”. لم يكن حديث ماسك، الصادر عن شخص يُطلق على نفسه لقب “ملك تكنولوجيا تيسلا”، تنبؤاً بقدر ما كان وعداً. وتعكف شركته حالياً على تطوير واحدة من آلات الذكاء الاصطناعي تلك، وتحمل الاسم الرمزي “أوبتيموس”؛ لاستخدامها في المنزل وفي المصنع.

اقرأ أيضاً: انتبهوا.. الذكاء الاصطناعي ينام معكم في السرير!

بالنظر إلى أن ماسك لم يوضح كيف -أو متى- يمكن أن ننتقل من مقطع ترويجي دعائي إلى واقع وجود جيش جرار من مليارات الروبوتات؛ فإن كل هذا قد يكون بمثابة خيال علمي. هناك بالفعل أشكال محددة من الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتحول بسرعة إلى حقيقة علمية. منذ شهر نوفمبر، أبهر روبوت المحادثة (ChatGPT)، المستخدمين كمحاور بشري معقول. وفي الشهر الماضي، توقع رئيس شركة (IBM)، أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الكثير من الأعمال الكتابية. وفي 6 مارس، أعلنت شركة “ميكروسوفت” إطلاق مجموعة من “المساعدين” باستخدام الذكاء الاصطناعي بديلاً عن العاملين في وظائف تتراوح من المبيعات والتسويق إلى إدارة سلسلة التوريد. هذه التطورات دفعت المراقبين المتحمسين للحديث عن نهاية عالم الوظائف العادية.

إيلون ماسك- AP

الغرب يعاني قلة الأتمتة لا كثرتها

قبل عشر سنوات، نشر كارل فراي ومايكل أوزبورن من جامعة أكسفورد، ورقة بحثية حققت انتشاراً، مدعين أن 47% من المهام التي يؤديها العمال الأمريكيون يمكن أن تصبح آلية “خلال العقد أو العقدَين المقبلين”. لكن على الرغم من أن فراي وأوزبورن لا يزال أمامهما بضع سنوات لإثبات صحة فرضيتهما، ويمكن تجاهل فرضية ماسك بأمان في الوقت الحالي؛ فإن المخاوف السابقة بشأن التكنولوجيا التي تقتل الوظائف لن تتحقق أبداً. بل على العكس من ذلك، فإن أسواق العمل في جميع أنحاء العالم الغني تعاني تاريخياً نقصاً، ويزداد هذا الخلل مع تقدم المجتمعات في العمر. يوجد حالياً شاغران لكل أمريكي عاطل عن العمل، وهو أعلى معدل مسجل. المشكلة المباشرة بالنسبة إلى الاقتصادات المتقدمة إذن ليست الإفراط في الأتمتة؛ بل في القلة المفرطة. يتفاقم الأمر بسبب حقيقة أنه من الصعب، بالنسبة إلى الشركات الكبيرة، تطبيق الأتمتة بشكل صحيح في الممارسة العملية.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي ومعنى الحياة.. تحذير من عصر ما بعد الإنسانية

الغضب من الآلة

الأذرع الميكانيكية على أرضية المصنع التي تؤدي مهام متكررة؛ مثل اللحام أو الحفر أو تحريك جسم ما، موجودة منذ عقود. وقد تركَّز استخدام الروبوت تاريخياً في صناعة السيارات، التي تتناسب أجزاؤها الثقيلة ودفعاتها الكبيرة ذات التنوع المحدود بشكل مثالي مع الآلات. وكانت صناعة الإلكترونيات من أوائل المتبنين للروبوتات أيضاً.

لكن بالنظر إلى الواقع، نجد أن الشركات الكورية الجنوبية، التي تعد أكثر الشركات حرصاً على تبني الروبوتات في العالم، توظف عشرة عمال في التصنيع مقابل كل روبوت، وهذا بعيد كل البعد عن رؤية ماسك. وتصل هذه النسبة في أمريكا والصين وأوروبا واليابان، إلى ما بين 25 و40 إلى واحد.

وكما هي الحال مع الروبوتات وأتمتة العمليات؛ فإن توطين التكنولوجيا الجديدة لن يحدث بين عشية وضحاها. في هذا السياق، نشر موقع (CNET)، موقع إخباري تقني، بدءاً من نوفمبر الماضي، 73 مقالاً كتبها روبوت؛ ما أثار ذعر الصحفيين في البداية ثم ارتياحهم وبهجتهم، بعد أن تبيَّن أن المقالات مليئة بالأخطاء.   

أثبتت تقنيات “الذكاء الاصطناعي” قدرتها على الاضطلاع بالكثير من المهام العملية

بمرور الوقت، يمكن أن تغدو تقنية الذكاء الاصطناعي التي تدعم روبوتات المحادثة نعمة للأتمتة، كما يعتقد البعض. لكن الانتقال من الخيال العلمي إلى الحقيقة العلمية شيء، والوصول من هناك إلى حقيقة اقتصادية شيء آخر تماماً.

المصدر: ذا إيكونوميست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة