الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
لا حوار بين إيران ودول الخليج قبل حل الأزمات العالقة
مراقبون لـ"كيوبوست": النظام الإيراني يحلم أن بإمكانه التفاوض مع دول الخليج.. لكن هذا لا يتماشى مع ما يمارسه الإيرانيون عبر وكلائهم الإقليميين من تهديدات.. وتصريحات الخارجية الإيرانية للاستهلاك الإعلامي فقط

كيوبوست
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن بلاده مستعدة للدخول في حوار مع دول الخليج؛ من أجل التوصل إلى حل لإرساء الأمن في المنطقة، ووضع حد للتوترات القائمة حاليًّا.
وشهد يوم الجمعة الماضي، أول ظهور، منذ ثماني سنوات، للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي؛ حيث شهدت خطبته جزءًا من الحديث باللغة العربية، ما أثار تساؤلات حول دلالات ذلك.
اقرأ أيضًا: الصين قد تتحالف مع إيران في حربها ضد الولايات المتحدة
الاستهلاك الإعلامي
المحلل السياسي والصحفي الإيراني يوسف عزيزي، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات وزير الخارجية الإيراني لا تخرج عن كونها مادة للاستهلاك الإعلامي”، مؤكدًا أن النظام الإيراني مليء بالتناقضات؛ حيث يضرب ضربته ثم يأتي في وجه عدوه ليطالبه بالجلوس للتفاوض، وهو ما يعبر عن ضعف رؤية وسياسة متخبطة وعشوائية.

وأضاف الكاتب الصحفي الإيراني أن النظام الإيراني تورط في الهجوم على سفن في الخليج وقصف شركة “أرامكو”، فضلًا عن دعم جماعات إرهابية متطرفة تعبث بأمن الخليج، وبالتالي تصبح فرص إجراء الحوار شبه مستحيلة؛ خصوصًا في الوقت الحالي الذي يشهد توترات كبيرة وعميقة، متوقعًا أن فرص الحوار ليست مستبعدة بنسبة 100%؛ ولكن على الأقل يجب أن يسبقها تمهيدات وتعهدات من جانب طهران للبدء في سياسة جديدة تحافظ على أمن واستقرار المنطقة.
اقرأ أيضًا: تميم في طهران.. أموال الدوحة لإيران
حلم مستحيل
الدكتور صباح الخزاعي، المحلل السياسي العراقي المقيم في لندن، أكد خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، أن تخصيص خامنئي جزءًا من خطبته للحديث باللغة العربية يحمل في باطنه إشارة رمزية إلى الجماعات الموالية لإيران في المنطقة؛ سواء في العراق أو لبنان أو اليمن، بأن تُصَعِّد من العمليات الإرهابية؛ انتقامًا لمقتل قاسم سليماني، مشددًا على أن النظام في طهران لا يريد السلام على الإطلاق، واصفًا إياه بالنظام الدموي.

وأضاف المحلل السياسي العراقي المقيم في لندن: “النظام الإيراني يحلم أن بإمكانه التفاوض مع دول الخليج. إنهم يتمنون إجراء مفاوضات مع المملكة العربية السعودية والإمارات على وجه الخصوص؛ لكن هذا لا يتماشى مع ما يمارسه الإيرانيون عبر وكلائهم الإقليميين من تهديدات، سواء من خلال (حزب الله) اللبناني، أو جماعة الحوثي. وعلى الرغم من أن تصريحات محمد جواد ظريف من المفترض أنها تعبر عن وجهة نظر النظام؛ فإنها في الحقيقة تخلو من أي منطق، كما أنها ربما تعبر في باطنها عن حالة من الانقسام تعيشها النخبة الحاكمة حاليًّا هناك، ما بين الحرس الثوري الإيراني والقيادة السياسية”.
الدكتور عايد المناع، المحلل السياسي والأكاديمي الكويتي، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تصريحات جواد ظريف تعبر عن محاولات إيرانية لإيجاد شرخ في العلاقات الخليجية- الأمريكية؛ لكنها تبقى محاولات مستحيلة، ويعلم الإيرانيون أنفسهم أنها لن تتحقق؛ لأن الخليج لن يعوّل على إيران بأية حال من الأحوال”.
اقرأ أيضًا: مترجم: التوحّد الخليجيّ ضرورة لمواجهة التوسّع الإيراني
المصير العراقي

وأضاف المحلل السياسي والأكاديمي الكويتي: “النظام الإيراني يلعب لعبة خاسرة الآن، ويحاول إيهام شعبه أنه يمكنه تحسين علاقاته مع دول الخلاف؛ ومن أهمها الدول الخليجية، ويظن أن بإمكانه تهديد الوجود الأمريكي في المنطقة. ولعل ما يجري الآن يجعلنا نتوقع مصيرًا إيرانيًّا يشبه مصير العراق في عهد صدام حسين، عندما تحدَّى العاصفة الأمريكية، حتى اقتلعته في النهاية”.
وأوضح الأكاديمي الكويتي أنه إذا أرادت إيران فعلًا أن تحقق السلام؛ عليها أن تحل المشكلات العالقة بينها وبين دول الخليج، وتنكفئ على نفسها بدلًا من التآمر والتحريض من أجل تهديد أمن واستقرار المنطقة، وما عدا ذلك يبقى محاولات يائسة وتصريحات إعلامية مستهلكة وخالية من أي معنى.