الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
“لا أهلاً بالغنوشي”.. رئيس البرلمان التونسي غير مرحب به في الكويت
محللون كويتيون لـ"كيوبوست": "توقيت الزيارة مريب.. والكويتيون لن ينسوا مواقف الغنوشي العدائية ضد بلادهم"

كيوبوست
يواجه راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي وزعيم حركة النهضة، هجوماً شديداً من قِبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره الكويتي مرزوق الغانم، لزيارة البلاد؛ الأمر الذي يعد استمراراً للرفض الشعبي داخلياً وخارجياً لسياسات الغنوشي.
وكان الغنوشي قد استلم دعوة رسمية لزيارة الكويت، الاثنين الماضي، أثناء استقباله علي أحمد الظفيري، سفير دولة الكويت لدى تونس؛ بهدف “تعزيز أواصر الصداقة البرلمانية وتبادل وجهات النظر حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك”، حسب ما أعلن البرلمان التونسي في بيان له.
اقرأ أيضًا: تونسيون يسائلون الغنوشي: “من أين لك هذا؟”
لا أهلاً بالغنوشي
ودشن مغردون كويتيون هاشتاج لا أهلاً بالغنوشي، شهد اعتراضات عدد كبير من المواطنين والكتاب والشخصيات العامة في الكويت، معربين عن استيائهم من الدعوة؛ بسبب مواقف الغنوشي التاريخية المعادية لبلادهم، والمؤيدة لسياسات أردوغان.
وهاجمت الكاتبة والإعلامية الكويتية فجر السعيد، زيارة الغنوشي، مؤكدة، في تغريدة لها، أنه لن يأتي. بينما رفض الكاتب الكويتي محمد أحمد الملا، التفاهم مع مَن هاجم بلاده ورفض تحريرها في ما مضى، مشيراً إلى أن الغنوشي دعم سفك دماء الكويتيين وأيَّد الغزو العراقي.
تأييد الغزو العراقي
وتداول النشطاء مقطع فيديو يعود إلى عام 1990، ويظهر فيه الغنوشي مهاجماً الكويت ومهدداً بتدميرها، معرباً عن كامل تأييده لسياسات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو الموقف الذي لم يعتذر عنه رئيس البرلمان التونسي حتى الآن.
علامات استفهام صاحبت دعوة الغنوشي لزيارة الكويت؛ خصوصاً في ظل أوضاع متقلبة وانتقادات واسعة يواجهها هو وحزبه في الداخل التونسي، فضلاً عن تأييده الواضح والمعلن للتدخل التركي في ليبيا.
اقرأ أيضاً: الغنوشي يقحِم أردوغان في شؤون تونس الداخلية بسبب أزمة كورونا
توقيت مريب
توقيت دعوة الغنوشي لزيارة الكويت يمكن وصفه بالمريب وغير الذكي، حسب وزير الإعلام الكويتي الأسبق الدكتور سعد بن طفلة، موضحاً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن “الغنوشي يواجه حالة واسعة من الانتقادات داخل تونس، فضلاً عن أنه يعيش أزمة سياسية حقيقية، بخلاف أنه يعد شخصية جدلية على المستوى الإقليمي، وبالتالي فإن دعوته رسمياً تبدو وكأنها تأييد رسمي لسياساته داخل تونس؛ الأمر الذي لن يصب في مصلحة الكويت”.

واستنكر وزير الإعلام الأسبق دعوة الغنوشي، متسائلاً: “ماذا يفيدني أنا ككويتي من هذه الزيارة في الفترة الحالية، وما أهمية أن يأتي بنفسه؟”، موضحاً أن كبرى دول العالم تقوم منذ شهور بعقد لقاءاتها ومؤتمراتها عبر تطبيقات الفيديو كونفرانس؛ بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي يزيد من علامات الاستفهام حول الزيارة.
الاحتجاجات التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي ضد الزيارة ربما تعد الأقل من حيث الحدة التي قد يلاقيها الغنوشي حال القيام بالزيارة؛ ولذلك يطالبه المحلل السياسي الكويتي الدكتور عايد المناع، بالاعتذار عن عدم القيام بها؛ “كي يجنب نفسه الوقوع في حرج بالغ؛ لأن الكويتيين لن ينسوا على الإطلاق موقفه الداعم للعدو الذي احتل بلادهم”.
ورداً على بعض الآراء التي بررت الدعوة بأنها بروتوكول برلماني، وأنها وجهت إلى الغنوشي بصفته البرلمانية وليس لشخصه، قال المناع، خلال حديثه إلى “كيوبوست” إنه “حتى بافتراض صحة هذا التصور؛ فلا يوجد دافع حقيقي لتوجيهها من الأساس، ولا توجد أية منفعة ستعود على الكويت من هذه الزيارة، التي تأتي في وقت ينشغل فيه العالم بأزمة طاحنة، فضلاً عن معاناة الغنوشي داخلياً ومواجهته سيلاً من الانتقادات والاعتراضات في بلاده”.

وحسب وزير الإعلام الكويتي الأسبق، يعيش راشد الغنوشي أوقاتاً صعبة للغاية خلال الفترة الحالية؛ “بسبب فقدان قدرته على السيطرة على حزبه، وانشقاق نائبه عبدالفتاح مورو، الذي انتقد تأييد الغنوشي الغزو العراقي للكويت”؛ وهو ما يعني أن الزيارة لن تكون لها أية أهمية سواء لتونس أو الكويت.