الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
“كيوبوست” يحاور لطيفة بن زياتن.. أول امرأة تحصد جائزة زايد للأخوة الإنسانية
تحمل السيدة المغربية- الفرنسية التي فقدت ابنها في حادث إرهابي هَم نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام وبث قيم التسامح في مجتمعات شوهتها يد العنف والتطرف

كيوبوست
نالت الناشطة المغربية- الفرنسية لطيفة بن زياتن، جائزة زايد للأخوة الإنسانية، مناصفة مع الأمين العام للأمم المتحدة، تقديراً لمسيرة بدأتها قبل سنوات؛ وتحديداً بعد مقتل نجلها عماد، الجندي بالمظلات الفرنسية، في حادث إرهابي خلال مارس 2012 على يد محمد مراح، الذي قُتل بعد ذلك في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الفرنسية.
اختارت لطيفة بن زياتن أن تدعو إلى الأخوة الإنسانية ونبذ العنف بعد مقتل نجلها؛ فالقاتل مسلم والقتيل مسلم، لتبدأ مسيرة سعَت فيها لنشر أفكار السلام ونبذ العنف من مقر إقامة القاتل، وتدشن جمعية عماد من أجل الشباب والسلام.
في مقابلةٍ خاصة مع “كيوبوست” تحدثت لطيفة عن الجائزة وأمور أخرى…
* حدثينا عن شعورك بعد الفوز بجائزة زايد للأخوة الإنسانية؟
– سعدتُ كثيراً بالجائزة؛ لأنني أول امرأة تحصل عليها، فالجائزة لها تأثير كبير من وجهة نظري، وهدفها بتحقيق الأخوة الإنسانية من الأهداف النبيلة التي يجب السعي إلى تحقيقها في العالم أجمع وليس في الوطن العربي فحسب، وأود أن أوجه خالص الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا فرنسيس، على تعاونهم الوثيق لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، ونشرها حول العالم بعدة لغات؛ من أجل التعريف بصحيح الإسلام، فدولة الإمارات بذلت دوراً كبيراً في توقيع الوثيقة، وتعمل على تفعيلها.

* هل ترين أننا ما زلنا بحاجة إلى توضيح صورة الإسلام خارج المنطقة العربية؟
– بالتأكيد؛ لا سيما أمام الدول الأجنبية التي لا تفهم المعنى الحقيقي للإسلام، وتأخذ فكرة خاطئة؛ بسبب المتشددين الذين يقومون بعمليات إرهابية باسم الإسلام، تؤدي إلى إحداث الضرر بالمجتمعات الغربية، وتجعل الأجانب يفهمون صورة خاطئة عن المسلمين، فنحن نريد أن نقدم الصورة الحقيقية التي تنبذ العنف وتشجع على مبادئ الأخوة الإنسانية؛ وهي المبادئ التي تحتاج إلى شجاعة منا لنشرها حول العالم حتى تكون راسخة.
اقرأ أيضًا: نهج التسامح الإماراتي يتوج في احتفاء العالم بيوم الأخوة الإنسانية
* كيف ترين الدور الذي تقوم به لجنة الأخوة من أجل الإنسانية في هذا الأمر؟
– تقوم بدور كبير ومهم، وعلى مدار العام، وأستغل فرصة الحوار لتوجيه الشكر إلى المستشار محمد عبدالسلام؛ الأمين العام للجنة، فهو من الشخصيات التي تعمل بجد على هذا الملف، ويسعى لتوسيع دور اللجنة ونشر نشاطتها في كل مكان ممكن.

* كيف ستستفيدين من الجزء المالي للجائزة في دعم الأنشطة التي تقومين بها؟
– المشوار طويل وصعب؛ هناك شباب في السجون بحاجة إلى مناقشاتٍ وحوارات، وهناك شباب آخرون يعيشون ظروفاً صعبة علينا مساعدتهم؛ حتى لا يتحولوا إلى إرهابيين، ولا أتأخر في بذل كل جهدٍ ممكن لتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية.
* هل تحصلين على دعم من فرنسا؟
– الدعم الذي أحصل عليه من باريس قليل ولا يلبي طموحاتي في زيادة العمل على هذا الملف خلال الفترة المقبلة؛ خصوصاً أنني أكرِّس وقتي بالكامل لهذا الأمر.

* كيف ترين بعض ما يُكتب في الصحافة الفرنسية عن الإسلام؛ خصوصاً بعد العمليات الإرهابية التي وقعت العام الماضي؟
– كثير من الشباب يواجه مشكلاتٍ معيشية في فرنسا، ومَن يتحدثون بعنصرية ضد الإسلام لا يفهمون الدين بشكلٍ صحيح، وهناك دور يقع على عاتق العائلات في التربية، وهو دور الأم والأب في حماية أبنائهما وتنشئتهم بشكلٍ سليم بعيد عن التطرف، وهذا ما أسعى إليه وأتمنى أن يتحقق أيضاً، وهناك دور مهم على الحكومة الفرنسية القيام به، ويتمثل في ضرورة فهم المسلمين وطبيعتهم المسالمة؛ فالتعامل مع هذه الأمور سينهي الصورة الخاطئة الراسخة لدى البعض حتى الآن.
اقرأ أيضًا: يوسف عروج: وثيقة الأخوة الإنسانية تدعم تحقيق السلم والأمان
* هل هناك موقف في رحلتك عالق في ذاكرتك مع الشباب؟
– أتذكر شاباً تحدثت معه في مسقط رأس قاتل ابني، وقال لي “احمي هؤلاء الشباب بأفكارك وما تسعين إليه، أنتِ شجاعة لأنكِ جئتِ لقول هذا الكلام في مسقط رأس قاتل ولدك”، وكنت سعيدة بحديثه، وأتذكره رغم أنه قال لي إن الوقت قد فات بالنسبة إليه، وأن شجاعتي هذه لم يرَها حتى في والدته، وعندما زرت المكان مرة أخرى سألت عنه فعرفت أنه مات في سوريا، وكان عمره 24 عاماً فقط، كان يشعر بأنه ميت وهو في سن الشباب التي يفترض أن يبحث فيها عن المستقبل.
* رُشِّحت من قبل لنيل جائزة نوبل للسلام، هل تشعرين أن هناك فرصة للفوز بالجائزة حال الترشح مرة أخرى؟
– أتمنى بالطبع الترشح للجائزة؛ لكي تصل رسالتي إلى شريحة أكبر من الناس، والجوائز تسعدني كأم مجروحة فقدت ابنها نتيجة الإرهاب، وتجعلني أشعر أن حياة ابني لم تذهب هباء، وأن رسالتي التي أعمل عليها ستصل إلى الناس بالفعل.