الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
كيف يعجل نهج ترامب الجديد للحروب في نشوب المواجهة المباشرة مع إيران؟
ماهي السيناريوهات القادمة في خطة الولايات المتحدة؟

كيو بوست – أحمد أمين نمر
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تغيرات جذرية في طريقة إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب دفة القيادة في البلاد، وهو الذي وعد مؤخرًا في خطابه السنوي أمام الكونغرس الأمريكي بـ”نهج جديد” للحروب التي تقودها الولايات المتحدة، معتبرًا أن الدول العظيمة لا تقاتل في حروب لا نهاية لها.
اقرأ أيضًا: 5 مؤشرات تدل على حرب عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران قريبًا
ويبدو أن الرئيس الأمريكي يطمح من تنفيذ النهج الجديد للحروب إلى استهداف إيران التي يعتبرها رأس الأفعى وسبب التطرف الأول وممول الإرهاب الأكبر في العالم، وهو ما أشار إليه عندما أكد -في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس الأمريكي- مؤخرًا أن واشنطن تواجه الإرهاب ودعاته في أنحاء العالم المختلفة، بما في ذلك النظام الإيراني المتطرف.
ويمكن تنبؤ سيناريوهات الإستراتيجية الجديدة في تنفيذ الرئيس الأمريكي نهجه الجديد في إدارة الحروب؛ فعزم ترامب على انسحاب جميع قواته من سوريا، مع الاحتفاظ بقوات صغيرة في قاعدة نائية بجنوب شرقي سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، والإعلان مؤخرًا بأن القوات الأمريكية سوف تبقى في العراق لمراقبة أنشطة إيران، يأتيان ضمن خطة لاستفزاز طهران والميليشيات التابعة لها في كل من تلك الدولتين، مما يعطي الضوء الأخضر للجيش الأمريكي لضرب الأهداف الإيرانية مباشرة، حسب ما يخوله به القانون الأمريكي.
وينص الدستور الأمريكي على أن التصريح باستخدام القوة -الذي أقر عام 2001- يأذن للقوات الأمريكية بمحاربة الجماعات المسلحة غير الحكومية -مثل تنظيم “داعش” أو تنظيم القاعدة- ولا يخولها استهداف الجهات الحكومية مثل القوات الإيرانية أو الروسية أو السورية ما لم يتم مهاجمتها، الأمر الذي يعني نشوب حرب مباشرة بين القوات الأمريكية والقوات الإيرانية.
اقرأ أيضًا: 3 أسباب تكشف عجز إيران عن افتعال حرب مع الولايات المتحدة
أما السيناريو الثاني فيكمن في قرار سحب جميع القوات الأمريكية 100% من الأراضي العراقية والسورية، رغم معارضته من مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي وافق بأغلبية كبيرة على تعديل يعارض قرار الرئيس، دونالد ترامب، بسحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان، معتبرًا أن أي انسحاب متسرع من البلدين سيضر بالأمن القومي الأمريكي. وهكذا، يمكن لإدارة ترامب أن تستغل سحب قواتها وحلفائها من سوريا كغطاء لشن طرف ما هجوم بأسلحة كيميائية في الأراضي السورية، الأمر الذي يعد استفزازًا يسمح للولايات المتحدة بعدها بتنفيذ ضربات على الأراضي السورية تستهدف في الواقع أهدافًا ومنشآت تابعة للقوات الإيرانية، مما يعني بداية إعلان حرب مباشرة بين الطرفين.
في المحصلة، بدا الرئيس الأمريكي مقتنعًا أن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تنتهي مع استمرار تمويلها من إيران التي ثبت تورطها في دعم الميليشيات الإرهابية في المنطقة، حتى أصبحت إحدى أكبر الدول الراعية للتطرف، كما أنه يعي تمامًا أهمية تغيير النظام في طهران الذي أصبح يشكل تهديدًا صريحًا للولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها في المنطقة، خصوصًا بعد تحقيقها نصرين في العراق وسوريا؛ الأول جاء بسيطرته المطلقة على القرار السياسي في العراق عبر نجاح رجاله الموالين له في انتخابات البرلمان العراقي، أما الثاني ففي قدرة النظام الإيراني على فرض نفوذه في سوريا بإبقاء نظام بشار الأسد الموالي له على سدة الحكم.
وهذا يعني أن الحرب المباشرة مع النظام الإيراني باتت وشيكة، وهي الحل الوحيد لإنهاء خطره الذي يمكن أن يكون كارثيًا على الولايات المتحدة في حال نجاحه بامتلاك أسلحة نووية، رغم فرض العقوبات الاقتصادية الجديدة عليها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي.
اقرأ أيضًا: سيناريوهات متتابعة ترسم ملامح حرب حقيقية بين إيران والولايات المتحدة