الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية

كيف يستخدم الإرهابيون الذكاء الاصطناعي؟

طائرات بدون طيار يستخدمها إرهابيون، ويطورون من خصائصها!

ترجمة كيو بوست –

“هنالك أجهزة طائرة حديثة، تستطيع حمل صور وعناوين المستهدفين، ويمكنها التوجه ذاتيًا لتنفيذ مهمات اغتيال، قبل أن تدمر نفسها ذاتيًا”، هذا ما ذكره أستاذ العلوم الأمنية في جامعة جورج تاون الأمريكية، دافيد غارتنستين روس.

وقد نشر “روس” مقالته في مجلة “ديفنس وان” الأمريكية، وقال فيها إن “هنالك توافق عام بين المحللين في وكالات مكافحة الإرهاب، على أن المجموعات الإرهابية ستستغل الذكاء الاصطناعي قريبًا، لا سيما مع ازدياد إمكانية وصول الأفراد إلى تكنولوجيا التعلم الذاتي الآلي في الأسواق السوداء، فضلًا عن قدرتهم على التعديل، واستخدام آليات التشفير الحديثة”.

لقد أخطأ المحللون في السابق في تقدير قدرة عناصر الميليشيات على استخدام تكنولوجيا الطائرات دون طيار. فقد اعتقدوا أن سلاح الطيران سيكون قادرًا على إسقاطها من السماء، ولكن المنظمات الإرهابية كانت ذكية بما يكفي، وعملت على تكييف طائرات بدون طيار صغيرة جدًا، تتناسب مع أغراضها الهجومية، دون إمكانية الكشف عنها من قبل الرادارات. ففي عام 2017، أرسلت “الدولة الإسلامية” طائرات بدون طيار، صغيرة ومرنة جدًا، مسلحة بقنابل يدوية، تمكنت من مناوشة القوات العراقية في أكثر من مكان.

وعلى غرار الطائرات دون طيار، من المرجح أن تصبح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي متاحة على نطاق واسع في الأسواق التجارية وبتكلفة منخفضة، وسيتمكن الأفراد من إجراء تعديلات عليها، وإعادة توظيفها. يتمتع الذكاء الاصطناعي بتطبيقات متنوعة كثيرة، تشمل تطبيقات شركة “آبل” وغيرها من أنظمة الكشف عن الصوت والنص والصورة، فضلًا عن أنظمة معقدة قابلة للتعديل.

ربما يبدأ الإرهابيون بتخطيط شبكات اجتماعية ورسم خرائط مفصلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد حقق تنظيم “الدولة الإسلامية” انتصارات حقيقية في ساحات المعارك بعد أن قام عملاؤه الاستخباراتيون برسم خرائط تفصيلية للاعبين رئيسين، لمراقبة نمط حياتهم، من أجل مساعدة عناصر التنظيم في اعتقالهم أو قتلهم. وبالمثل، أثبتت الأدلة المتاحة في هجوم التنظيم على بلدة بنقردان التونسية، أن المسلحين تعلموا على التضاريس البشرية في المكان قبل البدء بالهجوم. وعلى ضوء هذا، ستعمل الشبكات الاجتماعية التي يجري بناؤها باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي على تخفيف عبء المعلومات الاستخبارية على الجماعات المسلحة، وتسهيل الأمر عليهم لغزو المدن والبلدات.

تشير التقديرات إلى أن التنظيمات المسلحة ستتبنى جيلًا جديدًا من الطائرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، لتصبح أكثر فتكًا وقوة، وربما يصل الأمر بهم إلى استخدام سيارات ذاتية القيادة، لإرسالها في عمليات الاغتيالات بعد تفخيخها.

يشير المؤلف الأمريكي “ماكس تيغمارك” في كتابه الأخير حول العلوم الحاسوبية الحديثة، إلى أن الفائز الأكبر من سباق التسلح في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هي دول مارقة صغيرة، وجهات غير حكومية، مثل المجموعات الإرهابية، يمكنها الوصول إليها اليوم عبر الأسواق السوداء.

ويشير “تيغمارك” إلى أن التوجه نحو إنتاج طائرات الذكاء الاصطناعي القاتلة، بشكل واسع، سيؤدي إلى خفض أسعارها لتصبح مثل أسعار الهواتف الذكية.

هذه التكنولوجيا القاتلة قادرة على حمل صور المستهدفين وعناوينهم، ويمكنها الطيران دون تدخل بشري نحو الوجهة المطلوبة، وأن تحدد الأشخاص المطلوبين، وأن تقضي عليهم دون ملاحظة الآخرين. يمكن لهذه التكنولوجيا كذلك أن تدمر نفسها ذاتيًا، لضمان عدم انكشاف هوية من يقف وراءها. يمكن للذكاء الاصطناعي كذلك أن يعزز مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية التي تمارسها جهات فاعلة غير حكومية، أهمها المجموعات المتطرفة، وهذا يشمل الابتزاز والاختطاف، وهو ما نسميه “التشغيل الآلي لهجمات الهندسة الاجتماعية”.

وقد يلجأ المتشددون كذلك إلى تعزيز جهود التطرف عبر الإنترنت من خلال “روبوتات الدردشة الآلية” التي لعبت دورًا إستراتيجيًا في التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

المصدر: مجلة “ديفنس وان” الأمريكية

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة