اسرائيلياتشؤون دولية
كيف يرى الإعلام الإسرائيلي احتجاجات إيران؟
كيف يقيم الإسرائيليون وضع المظاهرات في مشهد وطهران وقم؟

ترجمة كيو بوست –
كتب الصحفي عاموس هرئيل مقالًا في صحيفة “هآرتس” يؤكد فيه على أنه في ظل الظروف الراهنة هناك مصلحة إسرائيلية واضحة بعدم حرف الانتباه الدولي عن مشاكل الإيرانيين. فإذا انحرف الاهتمام الاعلامي الدولي عما يحدث الآن في شوارع طهران وقم، وتحول إلى ما يحدث على جدار غزة، فإن إسرائيل ستخسر مرتين.
وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل ستصنع خيرًا لو حرصت على البقاء خارج الأزمة الإيرانية؛ ففي جميع الأحوال، تأثيرها المحتمل على الدولة العبرية معدوم، وفي كل الأحوال ستدّعي طهران أن كل هذا يحدث بسبب مؤامرة أمريكية صهيونية.
اقرأ أيضًا: شعار “الموت لخامنئي” لأول مرة: هل هي بداية الربيع في إيران؟
أما الصحفي نداف إيال فكتب في صحيفة يديعوت أحرونوت مقالًا أشار فيه إلى أن الاضطرابات التي نراها في إيران الآن هي مؤشر على الفشل التام للجمهورية في خلق نموذج من الديمقراطية الدينية. وأوضح إيال أن الجماهير تدعو إلى قتل الزعيم الروحي، وتحاول حرق مؤسسات دينية. أما عن شعبية رجال الدين الحكوميين في إيران فقد تراجعت إلى مستوى متدنٍ وغير مسبوق.
وأضاف أن إيران جرّبت إقامة نوع من الجمهورية التقليدية الدينية. لكن الحقيقة البسيطة هي أنه لا يوجد نموذج فاعل في عالم الديمقراطية التقليدية الدينية، فإيران دولة تحاول دمج طابع ديني بأجهزة تمثيلية ديمقراطية. بشكل عام لا تعمل الديمقراطية جيدًا مع أي أيديولوجيا ليست محافظة ليبرالية أو تقدمية ليبرالية.
من جانبه، تساءل الصحفي سمدار بيري في صحيفة يديعوت أحرونوت قائلًا “لماذا الآن بالذات اندلعت انتفاضة الغضب في إيران؟ لماذا اتخذ الإيرانيون قرارًا تكتيكيًا ذكيًا كهذا في مدينة “مشهد” تحديدًا، ثاني أكبر مدينة في البلاد، وليس في طهران؟
اقرأ أيضًا: هل تهب رياح التغيير على النظام الإيراني قريبًا؟
أما خبير الشؤون الإيرانية في مركز بحوث الأمن القومي د. راز تسيمت، فكتب في صحيفة معاريف أنه حتى لو تم قمع المظاهرات في نهاية المطاف إلا أنها ستعطي إشارة تحذير واضحة أمام النظام؛ إذ مرّ أكثر من عامين على الاتفاق النووي، والمواطن البسيط لا يستمتع بثمار الاتفاق حتى الآن؛ ولا سيما بسبب مشاكل بنيوية في الاقتصاد الإيراني، والتحفظ المتواصل للمجتمعات العربية من استئناف الأعمال التجارية مع إيران.
وأردف تسيمت قائلًا إن التجاهل المتواصل من جانب النظام لمطالب الجمهور، وفشله المستمر في تلبية احتياجات المواطنين، ومطالبهم بالنسبة للوضع الاقتصادي وحريات الفرد، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم اليأس أكثر فأكثر في أوساط المواطنين، وتوسع الفجوة بينهم وبين النظام، وتهديد الاستقرار على مدى زمن طويل.
أما الصحفي تسيفي برئيل فكتب في “صحيفة هآرتس” أن المشكلة مع المظاهرات تكمن في أن بدايتها لا تنبؤ بكيفية تطورها. هل سيتم وقف المظاهرات التي جرت في مدينة مشهد بسلسلة اعتقالات واستخدام وسائل عادية لتفريق المظاهرات؛ مثل الغاز المسيل للدموع والاعتقال والعقاب، أم أنها ستستجمع القوة وتطرح مرة أخرى المشهد المضطرب للعام 2009، الذي لم تهدأ منه إيران حتى الآن؟
اقرأ أيضًا: تحول الموقف الأمريكي من احتجاجات طهران: هل يحبط “الثورة”؟
وشدد برئيل على أن النظام نجح في كل مرة في ثني المتظاهرين عن موقفهم، لكن هذه المرة يبدو أن الأسباب أكثر شمولية، وتتعلق بأمراض مزمنة، وأكثر تعقيدًا من سابقاتها.
وأكد الكاتب على أن المظاهرات لا تُنسب إلى حركة أو تيار سياسي معين، على الأقل حتى الوقت الحالي. صحيح أنها موجهة في الحقيقة ضد روحاني، لكن هناك شعارات سُمعت أيضًا مثل “الموت للديكتاتور” التي قُصد بها الزعيم الأعلى علي خامنئي، وهذه ليست سوى شعارات احتجاجية غير مرتبطة بالواقع السياسي.