الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةمجتمع
كيف يؤثر التدين على التعصب القبلي والعرقي؟
دراسات جديدة: المتدينون أكثر تحيزًا وأقل ترحيبًا بالغرباء!

ترجمة كيو بوست –
المصدر: مجلة “سايكولوجي توديه” الأمريكية، بقلم أستاذ علم الاجتماعي في كلية بيتزر الأمريكية، فيل زوكرمان.
أجريت مؤخرًا دراستان استقصائيتان تظهران أن الأشخاص المتدينين أكثر عرضة للشك وعدم الترحاب بالناس المختلفين عنهم، وأظهرت كذلك أن العلمانيين أكثر عرضة للانفتاح والقبول تجاه الغرباء من أجناس وأعراق وأديان وبلدان مختلفة. بعبارة أخرى، أشارت الدراسات الحديثة إلى ارتباط التعصب العرقي والقبلي ارتباطًا شديدًا بالتديّن، وارتباط الانفتاح على البشرية العالمية ارتباطًا قويًا بالعلمانية.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة: الدول الأقل تديّنًا أكثر ازدهارًا
أجرى “معهد الأبحاث الديني” الأمريكي دراسة عام 2018، بحثت في كيفية شعور الأمريكيين بالتغيرات الديمغرافية التي تحدث في الولايات المتحدة. وطرحت الدراسة هذا السؤال على المستطلعين: “ما شعورك إزاء التنبؤات الإحصائية التي تشير إلى أنه بحلول عام 2043، سيشكّل الأمريكيون من أصول إفريقية ولاتينية وآسيوية أغلبية، مقابل أقلية من البيض؟”. أكثر من 52% من الإنجيليين البيض قالوا إن هذا التحول الديمغرافي سيكون سلبيًا، بينما 23% فقط من غير المتدينين رأوا أن هذا التحول سيكون سيئًا، ولا مشكلة لديهم في تغير التركيبة السكانية العرقية في البلاد.
كما أجرى معهد بيو للأبحاث دراسة عام 2018، استهدفت السكان الأوروبيين. في تلك الدراسة، تبين أن الأوروبيين المتدينين أكثر انغلاقًا، ومعاداة للهجرة، وشكًا باليهود والمسلمين، على عكس الأوروبيين العلمانيين تمامًا. على سبيل المثال، 54% من المسيحيين الذين يرتادون الكنيسة وافقوا بشدة على القول السائد “ثقافتنا متفوقة على الآخرين”، و48% من المسيحيين العوام اتفقوا مع هذا القول، بينما 25% فقط من العلمانيين اتفقوا مع هذه العبارة. وأظهرت الدراسة كذلك أن 30% من المتدينين غير مستعدين لقبول المسلمين في أسرهم، بينما 11% فقط من العلمانيين عبروا عن هذا الشعور. وحسب الدراسة، غالبية المتدينين في مختلف الدول الأوروبية لديهم رغبة أقل باستقبال المهاجرين، مقارنة بأقرانهم العلمانيين.
اقرأ أيضًا: الملحدون أكثر ذكاءً من المتدينين!
هاتان الدراستان لا تعتبران غريبتين أو استثنائيتين؛ فقد وجدت الدراسات النفسية الاجتماعية، على مدى عقود عديدة الشيء ذاته: العلمانيون أكثر ترحيبًا وقبولًا تجاه الناس المختلفين أو الغرباء. لقد أثبتت الأبحاث الماضية في مجال علم النفس الاجتماعي أنه كلما ازداد تدين الفرد، كلما ازداد احتضانه لمبدأ “نحن ضدهم”، أو “نحن وهم”. وقد لاحظ عالم النفس الاجتماعي، الكندي بوب آلتيمير أن الدراسات المختلفة تشير بشكل واضح إلى أنه “كلما ازداد المرء تدينًا كلما ازداد تحامله على الآخرين”. ويتفق مع هذه النتيجة أخصائي علم النفس الأمريكي، الباحث في مجال التدين، رالف وود، استنادًا إلى تقييماته للأبحاث الحالية. وخلص “وود” إلى أن “الفرد كلما كان أكثر تدينًا، كلما أصبح أكثر تحيزًا”.
وفي عام 2009، أجرت أستاذة علم النفس في جامعة ديوك الأمريكية، ديبوراه هول، تحليلًا شاملًا على 55 دراسة منفصلة حول العلاقة بين الدين والعنصرية، ووجدت أن الأمريكيين المتدينين يظهرون أعلى مستويات العنصرية، بينما يظهر العلمانيون واللادينيون مستويات أقل.
اقرأ أيضًا: التدين الظاهري.. وسيلة الكثيرين إلى المكانة الاجتماعية
المصدر: مجلة “سايكولوجي توديه” الأمريكية