شؤون خليجيةشؤون عربية
كيف وصل المال القطري لـ”أيدي الإرهاب في الصومال”؟

خاص- كيو بوست
أعادت عملية إعدام 4 رجال صوماليين بالرصاص من قبل حركة الشباب المجاهدين الصوماليين المتشددة قبل يومين، النظر إلى سيطرة هؤلاء المتشددين على مجريات الأحداث في جنوب الصومال. فمن أين تتلقى الحركة تمويلها، وهل لمسؤولين قطريين علاقة بالتمويل.. ما هي أبرز عملياتها الدامية؟
تأسيس “حركة المجاهدين” الصوماليين
تتنوع اسماء الحركة ما بين حركة الشباب الإسلامية، حزب الشباب وحركة الشباب المجاهدين، والشباب الجهادي والشباب الإسلامي. تأسست في عام 2004 كحركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة تقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتشن حرباً ضد الحكومة الصومالية وحلفائها.
يعود كثافة نشاطها وتداول اسمها في الإعلام إلى عام 2007، إذ كانت توصف في البداية بأنها الجناح العسكري “للمحاكم الإسلامية” خاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من العام 2006، إلا أن هزيمة المحاكم وانسحاب قياداتها خارج الصومال وتحالفها مع المعارضة الصومالية أدى إلى انشقاق حركة الشباب التي اتهمت المحاكم بالتحالف مع العلمانيين والتخلي عن “الجهاد في سبيل الله”.
توصف الحركة بأنها حركة سلفية جهادية متمردة، وأعلنت مراراً ولاءها لتنظيم القاعدة، ففي خطبة ألقاها أحد أبرز وجوه الحركة والناطق بإسمها الشيخ المختار روبو الملقب بـ”أبو منصور” قال: “نحن تلامذة الشيخ أسامة بن لادن في الصومال”، كما بايع أمير الحركة القيادي في تنظيم القاعدة إيمن الظواهري.
وبحسب تقارير غربية فإن الحركة عضو في التنظيمات الجهادية السلفية العالمية التي يوجد فيها مسلحون من دول عربية وإسلامية أخرى شتى. وتستغل الحركة شبكة الإنترنت لنشر رسائلها وبياناتها وتسجيلات الفيديو الخاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع ذات صبغة سلفية جهادية.
يقدر عدد عناصرها ما بين 5-9 آلاف مقاتل بينهم صوماليون ومقاتلون أجانب، أغلبهم قدموا من دول عربية إضافة إلى باكستان، ولها معكسرات تدريب في إرتيريا. ويخضع مقاتلوها لدورات تدريبية مدتها 6 أسابيع يكتسبون خلالها مهارات قتال الشوارع والتفخيخ والتفجير، والتدريب على استخدام الأسلحة الفردية والمدفعية. ويتبعون أساليب مشابهة لأساليب تنظيم القاعدة في العراق، من حيث زرع العبوات الناسفة على الطرق، والعمليات الانتحارية، والسيارات المفخخة والقصف المدفعي.
العمليات الإرهابية التي قامت بها
في10 يونيو 2006 قامت الحركة بقتل 4 غربيين و12 صومالياً، ونفذت هجوماً انتحارياً على مقر رئيس الوزراء الصومالي على محمد غيدي في 4 يونيو 2007، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص منهم خمسة حراس ومدنيين في عملية وصفت بالأكثر خطورة للحركة.
نشطت الحركة في عام 2008 في إقليمي باي وبكول الصوماليين واستطاعت التغلب على القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين، فسيطرت على عدة مدن صومالية، وفي يونيو 2013 هاجمت مجمعاً للأمم المتحدة في مقديشو أسفر عن مقتل 22 شخصاً، وفي سبتمبر من العام نفسه هاجمت مركز “ويست جيت مول” في مدينة نيروبي، ما أودى بحياة 67 شخصاً في إحدى أكبر عمليات الحركة. وفي العام التالي هاجمت مطعماً للأجانب في جيبوتي وقتلت عدداً منهم.
في 3 نيسان 2015 أدى هجوم الحركة على جامعة غاريسا الكينية إلى مقتل 147 شخصاً أغلبهم من الطلبة، وإصابة مئات آخرين بجروح، بعد اشتباكات دامت 16 ساعة بين المهاجمين وقوات الأمن الكيني.
وأعلنت الحركة في عام 2016 عن قتل أكثر من 60 جندياً كينياً أثناء اقتحامها قاعدة للقوات الأفريقية جنوب غربي الصومال، وقتل 6 أشخاص في ذات العام في هجوم على شمال شرق كينيا. وفي آخر هجماتها في سبتمبر 2017 قتلت الحركة 26 جندياً صومالياً.
من يمول الحركة؟
المتداول أن الحركة تعتمد في جزء من تمويلها على عمليات القرصنة وخطف بواخر مع طواقمها من المياه الإقليمية الصومالية، أو المياه الدولية المقابلة للسواحل الصومالية وتستبدلها بمبالغ مالية ضخمة.
في حين أكدت تقارير أمنية أميركية أن قطر ضالعة في تمويل الحركة، ويدعم تلك التقارير تسريبات ويكيليكس بشأن مطالبة الولايات المتحدة لقطر في وقت سابق بوقف تمويل هذه الحركة الإرهابية، حيث أشارت الوثائق المسربة إلى أن السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة سوزان رايس كانت قد طلبت في العام 2009 من تركيا الضغط على قطر لوقف تمويل حركة الشباب، وقالت رايس إن التمويل كان يتم عبر تحويل الأموال إلى الصومال عن طريق إريتريا.
ويعد القطري عبد الرحمن بن عمير النعيمي على رأس الممولين المعروفين بدعمهم للإرهاب، والذي تربطه بحسب تقرير لوزارة الخزانة الأميريكية علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب حسن عويس. وحول النعيمي وفقاً للتقرير نحو 250 ألف دولار إلى قياديين في الحركة في عام 2012.
وتكرر هذا الإتهام خلال اجتماع لرئيس الحكومة الانتقالية آنذاك شريف شيخ أحمد مع دبلوماسيين أميركيين في ليبيا بأن حكومة قطر تقدم الدعم المالي لحركة الشباب.