شؤون دوليةمجتمعملفات مميزة

كيف وصل الإسلام إلى سيبيريا المتجمدة؟

الإسلام في سيبريا: كيف بدأ؟ وإلى أين وصل؟

كيو بوست –

تعرف سيبيريا في أنحاء العالم كافة بدرجة حرارتها المنخفضة جدًا، التي تصل في فصل الشتاء إلى أقل من 60 درجة مئوية، مما جعل عدد سكانها قليل جدًا، وأصبحت تعرف بـ”لعنة روسيا”، نظرًا لأن مساحتها تمثل 77% من مساحة البلاد، في حين أن عدد سكانها يمثل 27% من إجمالي سكان روسيا فقط.

ولكن قليل منكم يعلم أنه وعلى الرغم من البرودة الشديدة والبعد الجغرافي لسيبيريا، إلا أن الدعوة الإسلامية وصلت لها منذ زمن بعيد، ليصبح الإسلام أول دين سماوي يدخل إلى صحراء الجليد، وذلك في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، عندما قدم عدد من مسلمي بخارى وسمرقند وقازان، للتجارة فيها، قبل أن تنتشر الدعوة الإسلامية هناك. وهكذا، بدأ توافد المسلمين من آسيا الوسطى، وبعد ذلك تعرض العديد من المسلمين من القوقاز والفولغا للتهجير القصري إلى سيبيريا، مما عمل على نشر الإسلام في تلك المنطقة أكثر فأكثر.

واستمد المسلمون في سيبيريا تعاليمهم الدينية سابقًا من الجهود التي قامت بها المراكز الإسلامية في آسيا الوسطى، خصوصًا بخارى وسمرقند.

ولم يكن الإسلام وحده من دخل سيبيريا، بل دخل معه التصوف، إذ أن هناك قرى في المنطقة تعد معقل الصوفية في سيبيريا، كقرية يالاتورفسك. يقول إمام مسجد القرية لـ”روسيا اليوم”، إن التصوف قدم إليهم من بخارى عندما جاء 300 شخص متصوف إلى المنطقة وبدأوا بتعليم مبادئ الإسلام.

ويقدر عدد المسلمين في سيبيريا بحوالي 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 39 مليون نسمة، بحسب ما ذكر مفتي المسلمين في سيبيريا طاهر عبد الرحمنوف سابقًا.

 

مكونات الجالية الإسلامية في سيبيريا

يتنوع المسلمون في الصحراء الجليدية ما بين المغول والتتار والأوزبك، كما ويكثر وجودهم في مناطق الغرب والجنوب الغربي، حيث تصل نسبتهم إلى40% فيها، وتنخفض النسبة كلما اتجهنا إلى الشرق. كما تعد محافظة تومين إحدى المدن التي يتركز الوجود الإسلامي فيها، التي تعرف بغناها بالنفط والغاز، وثرواتها المعدنية، فتحتل المرتبة الأولى في روسيا بحجم إنتاج الغاز. 

 

الحرص على التمسك بالتعاليم الإسلامية

يبدي المسلمون حرصهم على التمسك بالتعاليم الإسلامية، وتربية أبنائهم عليها، بالإضافة إلى الانضمام للحلقات القرآنية في المساجد، وتعلم اللغة العربية. وللتسهيل على متحدثي اللغات الأردية والتترية والروسية، يقوم المسلمون بترجمة نسخ من القرآن إلى هذه اللغات.

وعلى الرغم من البعد الجغرافي عن مناطق تمركز المسلمين في العالم، إلا أن المسلمين في سيبيريا يبدون اهتمامًا كبيرًا في شؤون المسلمون من حول العالم، فهم يقفون ضد تهجير المسلمين من أوطانهم التي يتم اضطهادهم فيها. كما ويؤيدون حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، والشعب الكشميري في تقرير مصيره، بحسب ما قال عبد الرحمنوف.

 

ارتياح بعد انهيار الشيوعية

عاش المسلمون في روسيا إجمالًا أوضاعًا صعبة قديمًا، فعلى سبيل المثال بعد الثورة الروسية عام 1917، صمم قادة الثورة الشيوعية على فرض نظام شمولي على كل روسيا، بالإضافة إلى العداء للأديان كافة، فتم إغلاق العديد من المساجد، وجرى إبعاد العديد من المسلمين عن مناطق سكناهم. لكن بعد سقوط النظام الشيوعي أصبح بإمكان المسلمين كافة ممارسة طقوسهم علانية، وظهرت العديد من المؤشرات على أن الحكومة الروسية تنوي المصالحة وتوطيد العلاقات مع المسلمين في روسيا خلال تسعينيات القرن الماضي.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات