الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

كيف نهبت بريطانيا العظمى قرابة 45 تريليون دولار من الهند؟

كيوبوست- ترجمات 

كارل سيفر سلب

نعلم جميعاً كيف غزَت بريطانيا العظمى الأمم، وسيطرت على أجزاء كبيرة من العالم. لكنّ القليل منا يعرفون التفاصيل المعقدة المرتبطة بهذه الحقبة الاستعمارية. عندما نمعن في التفاصيل، سنجد معلومات صاعقة وإن كانت غير مفاجئة حول مغامرات بريطانيا العظمى.

يُقدّر بعض الباحثين أن بريطانيا العظمى نهبت قرابة 45 تريليون دولار من الهند، مبلغ مهول يصيب المرء بالدهشة والذهول. كيف حدث هذا؟ وهل كان قانونياً؟

هل كان البريطانيون يتجولون في منازل الهنود مسلحين بالبنادق والأسلحة، ويستولون على المجوهرات والكنوز؟ ليس بالضبط. لقد كان هذا من خلال انخراط بريطانيا العظمى في التجارة مع الهند، كما حدث مع دولٍ أخرى.

اقرأ أيضًا:  التاج البريطاني.. اتحاد تطوعي أم نادي ما بعد الاستعمار؟

في هذا الصدد، تكشف الدراسة التي أجراها الاقتصادي الشهير أوتسا باتنايك، بعض الحقائق الأساسية التي تقودنا إلى اكتشاف حقيقة أن بريطانيا العظمى لم تدفع ثمن التجارة من خزانتها.

ويتعمق البحث في تاريخ يمتد لقرونٍ، حيث يدرس تفاصيل الضرائب والتجارة بين الهند وبريطانيا العظمى، في الفترة بين عامي 1765 و1983. ويخلص إلى أن بريطانيا العظمى سحبت ما مجموعه 45 تريليون دولار من الهند، ما يُمثّل أكثر من 17 ضعف الناتج المحلي الإجمالي الحالي للمملكة المتحدة اليوم.

تكشف الدراسة أنه بعد إنشاء شركة الهند الشرقية، فقد استولت على شبه القارة الهندية، واحتكرت التجارة الهندية. منذ ذلك الوقت، بدأت الشركة في جمع ضرائب من الهنود.

شركة الهند الشرقية، استولت على شبه القارة الهندية،

كخطوةٍ ذكية، خصصت الشركة ثلث الضرائب التي تجمعها لاستخدامها في تمويل شراء السلع الهندية إلى بريطانيا العظمى. وهكذا، توقفت بريطانيا العظمى عن دفع ثمن البضائع التي تحصل عليها من المنتجين الهنود خلال فترة الاحتكار هذه. هذا يعني أن بريطانيا العظمى كانت تشتري البضائع الهندية من المنتجين الهنود بأموالهم الخاصة. لقد كانت عملية سرقة واسعة النطاق. نهب من مستوى مختلف تماماً، ولكن جرى تنفيذه بذكاء لدرجة أنه كان من الصعب اكتشافه.

الأشخاص المسؤولون عن تحصيل الضرائب كانوا مختلفين تماماً عن أولئك الذين جاءوا للحصول على البضائع. لذا، كان الهنود غافلين عن السرقة التي تحدث أمام أعينهم. وفي حين أن بعض السلع الهندية كانت تستهلك في بريطانيا العظمى، فإن جزءاً كبيراً منها كان يُعاد تصديره إلى دول أخرى، وبيعه بأسعار مرتفعة.

اقرأ أيضًا: بريطانيا العالمية في عصر تنافسي

بهذه الطريقة، يمكن القول إن الهنود موّلوا الاقتصاد البريطاني دون أن يدركوا ذلك، بل وأسهموا بدورٍ حيوي في المكانة التي وصلت إليها بريطانيا فيما يتعلق بالتجارة الدولية. وبصرف النظر عن الأرز والمنسوجات، كانت بعض المواد الضرورية للحضارة جزءاً من التجارة أحادية الجانب، مثل الحديد والأخشاب. هذه المواد عزّزت أيضاً معدل التطوّر في بريطانيا حتى يومنا هذا.

قصارى القول، كل ما حصلت عليه بريطانيا العظمى من التجارة الهندية بين عامي 1765 و1983 كان نهباً مقنناً.

المصدر: هيستوري ديفايند

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة