الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية
كيف علقت الصحف العالمية على تطورات معركة الحديدة؟
تحرير الحديدة خطوة فاصلة في الصراع اليمني

ترجمة كيو بوست –
رأت مجلة “نيو يوروب” البلجيكية أن “تحرير ميناء الحديدة من أيدي ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران خطوة هامة وحاسمة باتجاه إنهاء الحرب اليمنية المفتعلة من قبل طهران”. وقال الصحفي الأمريكي البارز نيكولاس وولر إن “عملية التحرير ستكسب قوات التحالف العربي أرضية مهمة جدًا في طرد المتمردين الحوثيين الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية عام 2014”.
وأضاف وولر أن “السعودية والإمارات تبذلان كامل جهدهما لاستعادة الميناء نيابة عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، من سيطرة الأقلية الشيعية التي تغلغلت في اليمن، بدعم وتمويل كبيرين من الحرس الثوري الإيراني”. ورأى وولر أن “من شأن تحرير الحديدة أن يحرم الحوثيين من كميات هائلة من الإيرادات، وأن ويجبرهم على التفاوض من أجل إنهاء الحرب، وأن يمنع استخدام الميناء لتهريب أسلحة من إيران، بما في ذلك أجزاء الصواريخ المستخدمة في إطلاق النار على السعودية”.
وأكد وولر “أن التحالف العربي حريص على تحرير الحديدة بسرعة كافية لتجنب انقطاع وصول المساعدات إلى اليمنيين في تلك المنطقة”. وأضاف كذلك أن ” التحالف حقق نجاحًا كبيرًا في مناطق معينة من المدينة الساحلية، بما في ذلك السيطرة على أجزاء من مطار المدينة”. وتأكيدًا على خطورة جماعة الحوثي، قال وولر: “إن الحوثيين حاولوا استيراد عناصر من الثورة الإسلامية الإيرانية إلى الحياة اليومية للسكان المحليين”.
وشدد وولر كذلك على أن “جهود التحالف العربي، المدعومة من الولايات المتحدة وغالبية الدول الأوروبية، هي السبيل الوحيد لضمان اقتراب البلاد من الحل السياسي، والقضاء على وكيل طهران في قلب شبه الجزيرة العربية”. وأنهى وولر حديثه قائلًا: “إن قوات التحالف ضمنت وجود خطط طوارئ تتولى بموجبها القوات البرية والجوية -المشاركة في تحرير المدينة– التنسيق مع منظمات الإغاثة للتخفيف من معاناة السكان المحليين”.
“من دول أخرى”
ومن جانبها، قالت وكالة أنباء “شينخوا” الصينية إن “استعادة ميناء الحديدة سيحرم الحوثيين من المساعدات المالية والعسكرية القادمة من دول أخرى”. وأضافت أن “المعركة لاستعادة الحديدة ومينائها هي المفتاح لتحرير البلاد من قبضة الحوثيين، الأمر الذي يعني بداية سقوط المتمردين، وتأمين الملاحة في مضيق باب المندب، وإنهاء الهجمات الحوثية المباشرة على السفن، فضلًا عن منع تهريب الصواريخ الباليستية من إيران الحليفة”. وشددت شينخوا على أن “الاستيلاء على الحديدة سيمهد الطريق أمام تحرير المحافظات الشمالية والوسطى الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون، بما في ذلك العاصمة صنعاء”.
ونقلت الوكالة الصينية آراء محللين سياسيين يمنيين حول “أهمية عملية الحديدة لإجبار جماعة الحوثي على الخوض في مفاوضات هادفة إلى إنهاء الحرب”. وقال المحلل السياسي اليمني الخضر الميسري إن “الحديدة ذات أهمية جغرافية سياسية كبيرة، وإن الاستيلاء عليها سيضعف قوة الحوثيين وسيقطع الدعم الإيراني عنهم”.
بينما قال المحلل السياسي عبد الرقيب الهيدياني إن “الحوثي والقادة الميدانيين في المحافظات الشمالية سيواجهون آثارًا نفسية بعد خسارة الحديدة، التي تمثل مصدرًا ماليًا رئيسًا لهم، وإن نقطة التحول هذه ستخلق ضغطًا عسكريًا هائلًا على المتمردين، الأمر الذي سيفقدهم السيطرة على الأرض يومًا بعد يوم”. وبالنسبة للمحلل العسكري حسن الصبيحي: “على الحوثيين أن يقرروا إما قبول المشاركة في المفاوضات والتوصل إلى حل سياسي، أو الاستمرار في القتال حتى النهاية، إذ لا يوجد خيار آخر”. أما المحلل يحيى أبو حاتم، فقال إن “عملية الحديدة هامة لأنها ستحرم الحوثيين من زرع آلاف الألغام الأرضية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية”.
وتطرقت شينخوا في نهاية تقريرها إلى تقرير صادر عن مؤسسة “شازم هاوس” البريطاني المستقل، الذي أكد أن “جماعة الحوثي تحصل على 30 مليون دولار شهريًا من إيرادات الموانئ”، وتستخدمها في تمويل الحرب الأهلية بعيدًا عن مؤسسات الدولة الرسمية.
ضرورة المعركة
وعلى المنوال ذاته، أكدت صحيفة “إنديان إكسبرس” الهندية “أهمية الحديدة بالنسبة لليمنيين وللحكومة الشرعية اليمنية”، وقالت إن “قرار السعودية والحلفاء العرب جاء بعد أن استنفد التحالف كل الوسائل السلمية والسياسية لإخراج ميليشيا الحوثي من ميناء الحديدة، الخاضع للسيطرة الحوثية منذ عام 2015”. وأضافت أن “استرجاع ميناء الحديدة سيحرم الحوثيين من الوصول للبحر الأحمر، مما سيؤدي إلى إنهاء الجمود الافتراضي بين المتمردين والحكومة”. وشددت الصحيفة الهندية على “حيوية الخطة السعودية – الإماراتية لحماية المدنيين في الحديدة، بما في ذلك توفير الطعام والإمدادات الطبية”.
أما مجلة وورلد تريبيون الأمريكية، فقد أبرزت الاستهداف الإيراني للمملكة العربية السعودية عبر جماعة الحوثي في اليمن، وهو ما يؤكد على ضرورة معركة التحالف ضد المتمردين في الحديدة. وأوردت المجلة تأكيد الأمم المتحدة الأخير على أن “أجزاءً من الصواريخ الحوثية التي استهدفت المملكة هي إيرانية الصنع”. وقد جاء تقرير الأمم المتحدة بعد سلسلة من التقارير السابقة التي سلطت الضوء على تهريب الأسلحة من طهران إلى الأراضي اليمنية.
وأخيرًا، قالت مجلة “دبلوماسي 24” الأوروبية إن “السعودية والإمارات أطلقتا خطة إغاثة جديدة هامة تزامنًا مع الهجوم على ميناء الحديدة، تهدف إلى حماية المدنيين بشكل أساسي، في ظل عملية حاسمة هادفة إلى طرد ميليشيا الحوثي –المدعومة من إيران– بعد أن رفضت كل محاولات الحلول السلمية”.