الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية
كيف علقت الصحافة الدولية على قرار إلغاء حظر قيادة المرأة السعودية؟
صحف عالمية تشيد بسريان مفعول القرار

ترجمة كيو بوست –
تداولت الصحف الدولية خبر إلغاء الحظر عن قيادة المرأة السعودية على نطاق واسع، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد، الرابع والعشرين من يونيو/حزيران. وسارع الصحفيون الغربيون إلى تغطية ما وصفوه “احتفالات عارمة” في الشارع السعودي، ابتهاجًا بهذا القرار.
غطت صحيفة الغارديان البريطانية الحدث من الميدان، وقالت إن “السعوديين شهدوا يومًا سعيدًا جرى فيه رفع الحظر عن قيادة المرأة”. وقال مراسلها، مارتين كلوف، إن “الشرطة وزعت الورود على السائقات، والآباء والأخوة باركوا لهن، فيما بدت مظاهر الاحتفال العارمة على السكان المحليين الذين احتفلوا لرؤيتهم هذا الحدث التاريخي في الشوارع”. وأضاف كلوف أن “المملكة دخلت أخيرًا في القرن الواحد والعشرين، في هذا اليوم المفصلي”. وأنهى المراسل حديثه بالقول إن “شخصيات سعودية رفيعة سارعت إلى إبراز هذه اللحظة، على رأسها الوليد بن طلال، الذي نشر فيديو برفقة ابنته مباركًا هذا القرار”.
أما وكالة أنباء بلومبيرغ الدولية، فقالت “إن قرار إلغاء الحظر لا يعني مساواة المرأة بالرجل فحسب، بل هنالك جوانب اقتصادية هامة لهذا القرار. فمن شأن رفع الحظر أن يساعد المملكة في جني الكثير من الدخل خلال السنوات القادمة، وأن يضيف ما يصل إلى 90 مليار دولار إلى الناتج الاقتصادي السعودي بحلول عام 2030”. وبحسب خبراء الاقتصاد في بلومبيرغ: “من المرجح أن يؤدي رفع الحظر إلى زيادة عدد النساء اللواتي يبحثن عن عمل، مما سيؤدي إلى تعزيز القوى العاملة، ورفع الدخل والإنتاج بشكل عام”. وأشارت بلومبيرغ إلى أن “هذا القرار يعدّ أحد الإصلاحات الأكثر تأثيرًا من الناحية الاجتماعية، في إطار خطط الأمير الشاب محمد بن سلمان، الهادفة إلى تحريك عجلة الاقتصاد بدلًا من اعتماده على النفط”.
ومن جانبها، قالت قناة “بي بي سي” البريطانية إن “النساء تهتف، والرجال يباركون”، في إشارة إلى “ترحيب الشارع السعودي” برفع الحظر. وقالت الشبكة البريطانية إن “رفع الحظر جزء من برنامج ولي العهد محمد بن سلمان الهادف إلى تحديث بعض جوانب المجتمع السعودي، من بينها وضع المرأة”.
ونشرت مجلة “بزنس إنسايدر” الأمريكية المرموقة تقريرها تحت عنوان: “السعودية تصنع التاريخ، وتنهي قانون حظر قيادة السيارة على المرأة”. ونقلت المجلة تصريحات الصحفية الأمريكية روزي بريبر، التي قالت “إن رفع الحظر بمثابة لحظة تاريخية فارقة في المجتمع السعودي، إذ تمكنت النساء اليوم من القيادة والخروج والتنقل بكل حرية، ناهيك عن نيلها حقوق أخرى، مثل العمل في مجالات أوسع”. وأضافت أن “الأمر لا يتعلق بالمساواة بين الجنسين فقط، بل ببناء مجتمع كامل يتساوى فيه الرجل والمرأة”.
كما تحدثت إذاعة “ناشونال ريديو” الأمريكية عن هذا الحدث، ونقل مراسلها شانون سينت “الأجواء الاحتفالية”، وأجرى مقابلات مع عدد من السعوديين، الذين عبروا عن “سعادة بالغة” بشأن قدرة المرأة على القيادة “بفضل البرنامج الإصلاحي”. وأفاد المراسل أن “الذكور على الطريق كانوا داعمين ومبتسمين ومبتهجين لما حصلت عليه المرأة السعودية”.
فيما خصصت شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية تقريرًا مصورًا بالتزامن مع رفع الحظر عن القيادة، أجرت فيه مقابلات مع نساء سعوديات، عبرن عن “فرحة كبرى” بهذا القرار. وأشار التقرير إلى أن “هذه الخطوة لم تحدث لولا البرنامج الإصلاحي الذي شرع به الأمير بن سلمان”.
وأشاد القسم الاقتصادي في شبكة (سي أن أن) الأمريكية بخطوة المملكة “التي طال انتظارها”، وقال إن “الإصلاحات المرحب بها لم تسمح بقيادة المرأة للسيارة فحسب، بل بالعمل كذلك في مجال توصيل الزبائن، عبر شركات متخصصة في النقل، مثل شركة كريم الإماراتية الدولية، الأمر الذي يعني منح المرأة حقوقًا فعلية طالما نادت بها”.
وخصصت القناة الأمريكية كذلك عنوانًا فرعيًا تحت مسمى: “الوجه المتغير للمملكة العربية السعودية”، قالت فيه إن “إلغاء حظر القيادة هو أحدث علامة ظاهرة على التغيير في المملكة”. وذكر التقرير أن “ولي العهد محمد بن سلمان يقود خطة إصلاح طموحة، تسمى رؤية 2030، تهدف إلى تنويع وتحديث الأمة المحافظة، وتشمل خططًا لتعزيز السياحة، والابتعاد عن اعتماد البلاد على عائدات النفط”. ونقلت القناة عن الباحثة “لاري” قولها إن “أهمية الرؤية السعودية تنبع من حقيقة اشتمالها على الجنسين – الذكور والإناث”.
وأفردت مجلة تايم الأمريكية تقريرًا تحت عنوان: “ما الذي تعنيه الإصلاحات للمرأة السعودية”، تحدثت فيه عن وجهة نظر المرأة السعودية للبرنامج الإصلاحي. فيما زارت مديرة مكتب تايم في الشرق الأوسط، الصحفية الأمريكية أرين بيكر، الرياض بالتزامن مع دخول القرار حيز التنفيذ، وتحدثت إلى نساء سعوديات ممن حصلن على رخص القيادة.
قالت بيكر إن “موجة الإصلاحات الجديدة منحت المرأة السعودية ما كانت تحلم به منذ سنوات طوال – قيادة السيارة”. وأضافت أن “الناس، لا سيما النساء، متحمسون جدًا بشأن هذه الخطوة. صحيح أنها خطوة رمزية بالنسبة لدول أخرى، لكنها مهمة جدًا بعد أن ناضلت المرأة السعودية لأكثر من 30 عامًا لنيل حقوقها. يمكن القول إن إلغاء الحظر على القيادة يمثل تغييرًا فعليًا على الأرض، وفي الاتجاه الصحيح، وهذا ما يقوله الناس في المملكة”.
وفي حديثها عن حقوق المرأة في المجالات الأخرى، قالت بيكر إن “الوضع قد تغير بشكل كبير، لا سيما فيما يتعلق بالشرطة الدينية. تمتلك النساء اليوم خيارات كثيرة، وليس للشرطة الدينية أي سلطة لاعتقالها بعد اليوم. رأيت الكثير من الفتيات يتمتعن بحقوقهن، لا سيما في اختيار اللباس”. وأنهت بيكر حديثها قائلة إن “المرأة السعودية حصلت اليوم على وظائف لم تكن تحظى بها من قبل، شملت العمل في مجال البيع والتسويق في شركات كبرى، مثل رينج روفر وفورد ونيسان”.