الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

كيف سيتعامل العراق مع أسر تنظيم الدولة الاسلامية؟

دفعة جديدة تصل إلى مخيم الجدعة ومراقبون لـ "كيوبوست": على الحكومة إخضاعهم للتأهيل النفسي

كيوبوست- أحمد الفراجي

يثير وصولُ دفعة جديدة من أسر تنظيم الدولة الاسلامية إلى الداخل العراقي مزيداً من الجدل، حيث باشرتِ السلطات العراقية بنقل قرابة 115 أسرة من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في الجانب العراقي، وسط إجراءاتٍ أمنية مشددة.

الهدف بحسب المسؤولين العراقيين، هو إعادتهم إلى ديارهم ودمجهم بالمجتمع، من خلال إدخالهم في دوراتٍ تثقيفية؛ بغية الحيلولة دون الانخراط مجدداً في صفوف التنظيم، وتشكيل خلايا نائمة، وتبديد المخاوف الشعبية تجاههم.

اقرأ أيضاً: مصدر استخباراتي لـ”كيوبوست”: إيران وميليشياتها مارستا ضغوطاً كبيرة لمنع تولِّي الكاظمي رئاسة الوزراء

وتقطن هذه العوائل مخيم الهول الواقع شمال شرقي سوريا منذ أوائل العام 2019، بعد الهزيمة العسكرية لعناصر التنظيم الذي خسر فيها أراضيَ ومساحاتٍ واسعة كان يسيطر عليها. ويأتي نقل عوائل داعش كجزءٍ من آلية العمل القائمة بين حكومة بغداد، والإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قسد في الحسكة السورية. ودخلتِ الحافلات مخيم الجدعة، بالقرب من بلدة القيارة وهي تحمل 400 شخص، حيث رافقتِ الحافلاتِ قافلةٌ ضخمة من قوات الأمن العراقية؛ تضم قواتٍ من الجيش والشرطة الاتحادية، فضلاً عن ميليشيات الحشد الشعبي لتأمين الحماية، وضمان وصولها بسلام.

أطفال عراقيون داخل مخيم النزوح

تعامل حذر

وعلَّق الخبير بالشؤون الامنية والعسكرية ربيع الجواري، لـ”كيوبوست”، قائلاً: طريقة التعامل مع هذه الأسر يجب أن يكون بحذر، ولا يتم إشعارهم من قبل الأجهزة الأمنية بأنهم خطر على المجتمع، وبأنهم إرهابيون أعداء.

ربيع الجواري

وينصح الجواري الجهات المعنية في الحكومة العراقية بضرورة إدخالهم في معاهد تدريبٍ وتأهيل نفسي، وتخصيص لجان تذهب بين وقتٍ لآخر تلقي عليهم المحاضرات التوعوية لتهيئة عقولهم مجدداً. وبهذه الطريقة يمكن انتزاع الأفكار المتطرفة من عقولهم لدمجهم في المجتمع في ما بعد، هذه العائلات فقدت الكثير من أبنائها جراء أفكار وسلوكيات التنظيم الإرهابية.

وأضاف الخبير العسكري لـ “كيوبوست”، حسناً فعلت الجهات الأمنية، وهي تضعهم الآن في مخيمات للمراقبة لكن هذا غير كافٍ دون أن تتبع خطوات ثانية لاحتوائهم وغسل عقولهم التي تحمل التطرف. وأوضح الجواري أن دمج هذه الأسر بالمجتمع دون إشارات وتوعية، وغالبيتهم من محافظات صلاح الدين ونينوى، ربما سيؤثرون على أفكار العائلات التي لم تلوث عقولها بالإرهاب، وربما سنشهد جيلاً جديداً من المتطرفين، ويشكلون خلايا نائمة يصعب القضاء عليها.

اقرأ أيضًا: تركيا تخرق السيادة العراقية مجدداً.. والعراق ينتفض في وجه تجاوزات أردوغان

يؤكد مسؤولون أمنيون عراقيون أن استمرار بقاء مخيم الهول بالجانب السوري، وهو يضم أكثر من 20 ألف طفل دون تعليم وتوعية ومصير مجهول، هو يشكِّل قنبلة موقوتة، وخطر داهم على أمن المحافظات المحررة وأنهم مشروع جديد لجماعات مسلحة، ربما يكونون مستقبلاً نسخة من تنظيم داعش، لذا اتبع العراق خطواتٍ جدية لحسم هذا الملف وبشكل نهائي، وبالتعاون وبإشراف المجتمع الدولي، من خلال نقلهم إلى العراق وإسكانهم في مخيمات الموصل، وتحت أنظار مراقبة أجهزة الأمن للسيطرة عليهم لتأهيلهم نفسيا لدمجهم في مجتمعاتهم ومناطقهم الأصلية عند عودتهم.

أطفال عراقيون يلعبون داخل مخيم النازحين شمال العراق

خيارات محدودة

وعلق الصحفي رياض الحمداني، لـ “كيوبوست”، بقوله: الحكومة العراقية وضعت خياريْن لا ثالث لهما؛ إما ترك هذه العائلات الكبيرة في المخيم الذي يحتوى على الكثير من عوائل داعش، وبالتالي سيجعل من الأسر غير المنتمية للتنظيم مجبرة على الانتماء طواعية؛ لأن أجواء المخيم كلها تحمل توجهات وأفكار داعش، ويبلغ تعدادهم 10 آلاف شخص، وأغلب الموجودين هنا من العرب الأجانب، وإما تركهم في العراء بلا مأوى، ومستقبل أيضاً، وسيكونون عرضة لتجنيدهم ثانية من قبل مقاتلي التنظيم، والسبب لأنهم وضعوا في هذا الخيار المأساوي.

اقرأ أيضاً: عصابات مخربة تستهدف الكهرباء في العراق.. وإيران تترك بصماتها

رياض الحمداني

وأضاف الحمداني أن نقل هذه العائلات تم بالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، والمجتمع الدولي، وغالبية الأطفال الموجودين وسط المخيم يحملون أفكاراً متطرفة قتالية خطيرة.

وتابع الحمداني، أن الحكومة العراقية، بعد نقل الأسر من مخيم الهول إلى الجدعة، للأسف إلى الآن لم تتبع خطواتٍ عملية لاحتوائهم، خاصة الأطفال منهم، من خلال تسجيل أعمارهم وأسمائهم في قاعدة بيانات، تمهيداً لتوفر لهم مقاعد دراسية لإكمال تعليمهم، وأردف بقوله لـ”كيوبوست”: هذه الأسر بحاجةٍ ماسة إلى دروسٍ ثقافية واجتماعية، وتحرُّك إنساني من قبل المنظمات، وبشكلٍ عاجل قبل فوات الأوان؛ لأن تركهم سيعيدهم إلى الفكر الداعشي، وبقوة.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة