الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
كيف سيؤثر اعتقال “ذراع عشماوي” على بنية الإرهاب في ليبيا؟
مراقبون لـ"كيوبوست": عملية اعتقال محمد السنبختي مهمة.. لكنها لن تؤثر في المشهد الليبي الذي يعج بعمليات الإرهاب

كيوبوست
في الوقت الذي شكلت فيه عملية اعتقال الإرهابي هشام عشماوي، أحد أبرز المسؤولين عن عمليات إرهابية عدة، نقطة تحول في الحرب على الإرهاب في مصر، تباينت آراء خبراء حول مدى تأثير اعتقال ذراع عشماوي في ليبيا، والمصنف كأحد أخطر الإرهابيين.
وكان المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أعلن في مؤتمر صحفي، أن الإرهابي المقبوض عليه يُدعى “محمد محمد السيد”، وكنيته “محمد السنبختي” أو “أبو خالد منير”، وقد اعتقل من قِبَل عناصر الاستخبارات العسكرية بالعاصمة طرابلس، بعدما تمت متابعته منذ رصده في منطقة غوط الشعال بطرابلس في شهر سبتمبر 2019، مشيراً إلى ترحيله إلى مدينة بنغازي.
اقرأ أيضاً: في ليبيا.. مرتزقة أردوغان متهمون بنشر الفوضى ونقل الوباء
وفي أحاديث منفصلة لموقع “كيوبوست”، أشار خبراء إلى أهمية هذه العملية؛ لكن تلك الآراء انقسمت حول مدى تأثيرها في المشهد الميداني داخل ليبيا، في وقت تستمر فيه المواجهة العسكرية بين قوات الجيش الوطني، والميليشيات الإرهابية.

عملية نوعية
المحلل السياسي الليبي كامل مرعاش، أكد في حديث إلى “كيوبوست”، أن عملية الاعتقال تمت أثناء وجود الإرهابي في أحد محاور القتال حول العاصمة طرابلس، وهو يقاتل إلى جانب ميليشيا الإرهابي أبي عبيدة الزاوي، معتبراً أن اعتقاله حياً ستكون له أهمية كبيرة على مستوى القتال في طرابلس أو حتى بالنسبة إلى مصر.
ولفت مرعاش إلى أن الإرهابي المعتقل يحتفظ بمعلومات غاية في الأهمية حول عناصر الإرهاب، وكيفية التجنيد، والدول التي توفر الدعم اللوجيستي للإرهابيين؛ لا سيما تركيا التي أثبتت الأدلة إرسالها المرتزقة السوريين إلى ليبيا بعد تدريبهم في معسكرات تركية.

ويُصنف الإرهابي السنبختي ضمن أخطر الإرهابيين، كما يمثل إحدى الأذرع الرئيسية للإرهابي هشام عشماوي. ووفقاً للجيش الليبي، فإن السنبختي شارك في عمليات تفجير الكنائس في مصر، كما أن لديه شقيقَين مسجونَين في السجون المصرية على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب.
اقرأ أيضاً: مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي
وقال مرعاش: “إن هشام عشماوي الذي أُعدم في مصر، مارس الماضي، قد وجد في مدينة درنة الحاضنة المناسبة؛ لوقوعها مبكراً منذ عام 2011 تحت سيطرة تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة، ومنها عمل على تجنيد الأتباع والإرهابيين من مصر وجنسيات أخرى؛ للدفاع عن الإمارة الإسلامية التي أعلنت في درنة في أواخر عام 2011.
وبعد أن تمكن الجيش الوطني الليبي من تحرير المدينة تم قتل واعتقال الكثيرين من أتباع عشماوي؛ لكن ما يزيد على 20 عنصراً تمكنوا من الهرب إلى مدينة مصراتة، والتحقوا في ما بعد بتنظيماتٍ إرهابية ليبية؛ أبرزها ما يسمي بـ”غرفة ثوار ليبيا”، حسب مرعاش.
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع مؤتمر ميونخ.. تقرير أممي: ليبيا أكبر مخزن للسلاح في العالم
محدودية التأثير
لكن اعتقال أو قتل عناصر إرهابية بارزة في ليبيا لن يغير من الواقع الشيء الكثير، حسب الكاتب والباحث السياسي عز الدين عقيل، والذي أكد، في حديث إلى “كيوبوست”، أن اعتقال ذراع هشام عشماوي لن يغير شيئاً من حقيقة أن ليبيا الآن تعج بالإرهابيين، وبارونات الجريمة المنظمة.

وأضاف عقيل أن القضاء على هذا الواقع الذي تعيشه ليبيا الآن هو أكبر من مجرد اعتقال رموز الإرهاب، رغم أهمية موت أو اعتقال الرؤوس والأشخاص الذين يديرون الشبكات الإرهابية وعمليات التمويل.
وأوضح الخبير السياسي أن ما تحتاج إليه ليبيا الآن هو تغيير موقف المجتمع الدولي مما يجري فيها؛ تحديدًا الموقف من حكومة الوفاق التي ترعى الميليشيات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، مشيراً إلى تهليل فايز السراج الذي يرأس الحكومة، لقيام رؤساء عصابات إرهابية باقتحام 5 مدن ليبية لا توجد فيها قوات عسكرية، ولا تشكل أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الجيش الوطني في تحرير البلاد.