الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
كيف حشد الإخوان المسلمون إمكاناتهم لدعم حملة الديمقراطي بايدن؟
مراقبون يؤكدون لـ"كيوبوست" صعوبة الكشف عن التمويلات التي حصلت عليها الكيانات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين للتأثير في الانتخابات الأمريكية

كيوبوست
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر المقبل، يشهد المجتمع الأمريكي تحركاتٍ حثيثة من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها ومؤيديها؛ من أجل حشد أصوات الناخبين لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، في خطوة تأتي متسقة مع المكاسب التي تأمل جماعة الإخوان -المحظورة قانوناً بعدة بلدان عربية- في حال فوز بايدبن في تحقيقها.
اقرأ أيضاً: كيف يهدد الإخوان المسلمون وصول بايدن إلى البيت الأبيض؟
وعلى سبيل المثال، وجِّهت اتهامات إلى النائبة الديمقراطية إلهان عمر، بالسعي لشراء أصوات لصالح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، في وقتٍ طالب فيه ترامب، خلال مؤتمر انتخابي مع مؤيديه، بضرورة التحرك ضد هذه الاتهامات على الصعد القانونية كافة.

احتكار التمثيل

مشكلة تدخل الإخوان في الانتخابات الأمريكية أنهم لا يحاولون فقط حشد التصويت لصالح بايدن؛ ولكنهم يرغبون في أن يكونوا مؤثرين في برنامجه الانتخابي، وأن يظهروا وكأنهم “الصوت الشرعي الوحيد للمسلمين داخل وخارج الولايات المتحدة”، حسب المحامية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، التي تؤكد، لـ”كيوبوست”، أنه بات من الصعب الكشف عن أي تمويل يحصل عليه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وغيره من الكيانات التابعة للجماعة وتعمل على الأراضي الأمريكية بشكل مباشر، وذلك بسبب الطرق المعقدة التي يحصلون بها على هذه الأموال.
شاهد: فيديوغراف.. مستقبل الإخوان المسلمين في أمريكا بعد ترامب
وأكدت تسوكرمان أن تحديد مدى تدخل جماعة الإخوان وحصولها على دعم أجنبي للتأثير في نتائج الانتخابات الأمريكية أمر بحاجة إلى تحقيق مالي شفاف مع هذه المنظمة، وبحث في مصادر تمويلها؛ خصوصاً مع وجود احتمالية لحصولها على دعم تركي وقطري، مشددةً على أن الرؤية الإخوانية قائمة على أساس الاعتقاد بأن التطرف والاستقطاب بالداخل الأمريكي سيعززان من وجودهم ويدعم قضيتهم.

وفي ظلّ وجود شريحة كبيرة لم تحسم موقفها بشكل نهائي، يرى مراقبون أن الدعم الإخواني لبايدن قد يأتي بنتائج عكسية، في ظل الهجمات التي ينفذها متطرفون؛ ما يشكل تحدياً للمرشح الديمقراطي الذي قد يؤثر دعمه من جماعات إسلامية راديكالية على نسب التصويت له.
اقرأ أيضاً: عزاء للرئيس أم تشييع لعهده؟ ترامب يمر بأصعب اختبارات القيادة!

وحسب قاعدة بيانات الانتخابات الأمريكية، فإن أصوات العرب المسلمين بالولايات المتحدة تشكل نحو 2% من أصوات الناخبين. ووفقاً للكاتبة الصحفية ومديرة مكتب جريدة “الشرق الأوسط” في واشنطن؛ هبة القدسي، فإن هذه النسبة ليست قادرة على قلب نتائج الانتخابات؛ لكن في المقابل هناك تحركات مهمة في الولايات المتأرجحة، والتي يمكن أن تشكل أصوات المسلمين العرب فيها تأثيراً كبيراً.
وأضافت القدسي، في حديثها إلى “كيوبوست”، أن هناك على سبيل المثال تحركات من النائبة إلهان عمر، للحشد ضد ترامب بولاية مينيسوتا؛ وهي من الولايات المتأرجحة في التصويت، والأمر نفسه تقوم به رشيدة طليب في ولاية ميشيغان، معتمدتَين على الترويج بأن لدى ترامب مواقف عدائية من الإسلام والمسلمين؛ “لكن ما تقومان به على الأرض ليس له أي تأثير بالحسم النهائي”، لأن الأمر ليس مرتبطاً بأصوات الناخبين فحسب؛ ولكن أيضاً بالعملية الحسابية داخل المجمع الانتخابي.

وأكدت القدسي وجود تحشييد من قِبل جماعة الإخوان وأنصارها للتصويت لصالح بايدن في الانتخابات الرئاسية؛ وهو أمر ملحوظ وليس قاصراً فقط على إلهان عمر ورشيدة طليب وما تقومان به، لافتةً إلى استغلال بعض التصريحات المعادية التي صدرت من ترامب في أوقات سابقة؛ بهدف جمع مزيد من المؤيدين.
اقرأ أيضاً: مَن يهمس في أذن جو بايدن حول سياسة المناخ؟
عمل مؤسسي
يعمل الإخوان المسلمون على مسألة الانتخابات منذ فترة وليس في الأسابيع الأخيرة فقط، حسب المحامية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، التي تؤكد أن منظمة “كير” برفقة عدد من النواب؛ منهم إلهان عمر ورشيدة طليب، بدؤوا في التحضير لهذا الأمر قبل نحو عامَين، وساعدوا بالفعل عدداً من المرشحين لشغل مناصب محلية مختلفة؛ من أجل اكتساب الخبرة العملية والبدء في التأثير على الجمهور بشكل مباشر، وجميعهم إسلاميون ينتمون إلى التيارات الراديكالية.
وهو ما تشير إليه هبة القدسي، لافتةً إلى وجود اختلاف بين طرق وانتشار ونفوذ جماعة الإخوان خلال فترة حكم أوباما، والذي فتح للتيارات للإسلامية حرية العمل بلا قيود وسمح بتغلغل الإخوان بشكل كبير داخل الخارجية وبعض أفرع البنتاجون؛ وهو ما تم التراجع عنه بشكل كبير فور وصول ترامب إلى السلطة، لافتةً إلى وجود بعض الانتقادات للرئيس ترامب بشأن توجهاته نحو العرب بشكل عام.
اقرأ أيضاً: دور وسائل التواصل الاجتماعي في “الربيع الأمريكي” ومستقبل الانتخابات الأمريكية
لكن تسوكرمان ترى أن الجديد هذا العام هو سعيهم للحصول على أصوات المسلمين الأمريكيين غير المنضوين معهم، وهو ما دفع هذه المنظمات للانخراط مع منظمات أخرى ذات ميول يسارية؛ من أجل حشد التصويت لصالح القضايا التي يرون أنها مشتركة بينهم في اللحظة الحالية.
وأشارت تسوكرمان إلى أن موظفي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية على سبيل المثال “ليسوا جميعهم مسلمين”؛ وهو ما يعني أنهم لا يسعون فقط لاستقطاب المسلمين، ولكن أيضاً الجماعات التي يمكن أن توافقهم في هذه اللحظة، ومن ثمَّ تجدهم متحالفين بشكل كبير وعلني مع معسكر الديمقراطيين ومرشحهم للانتخابات الرئاسية جو بايدن.