اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون عربية
كيف تنظر إسرائيل إلى جبهة الجيش السوري القادمة في المنطقة الساخنة؟
لماذا تتخوف إسرائيل من القنيطرة؟

كيو بوست –
بعد الغوطة الشرقية، تزحف آلة الحرب السورية نحو جبهة أخرى لبدء مواجهة طاحنة جديدة، ينصب تركيز النظام السوري فيها على مواصلة طرد المعارضة، في وقت تتهاوى معاقلها واحدة تلو الأخرى.
إبعاد المعارضة كليًا عن العاصمة دمشق، فتح الباب لتوجه الجيش السوري نحو جنوب وغرب البلاد، تحديدًا محافظتي درعا والقنيطرة، التي تحظى فيهما المعارضة بوجود قوي.
ومن المتوقع أن تقوى رياح التوتر بين دمشق وتل أبيب في القنيطرة الواقعة في هضبة الجولان الحدودية.
في إسرائيل، بدأوا من الآن يحسبون الخطوة التالية للجيش السوري، عقب قمة أنقرة وحسم جبهة الغوطة.
يقول الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقال على صحيفة هآرتس العبرية، إن النظام السوري لا يسيطر حاليًا “إلا على جزء صغير من منطقة الحدود في الجولان، من بلدة القنيطرة الجديدة إلى الشمال، باتجاه قرية حضر السورية وجبل الشيخ السوري. وإلى الشمال من هناك، يتمتع بسيطرة آمنة، نسبيًا، على محيط الطريق التي تربط القنيطرة الجديدة بدمشق”.
وتسيطر فصائل سورية مسلحة على جزء واسع من القنيطرة، إلى الجانب الحدودي، وأشارت تقارير مؤخرًا إلى أن معظمها يحتفظ بعلاقات ودية مع إسرائيل، بل تحظى بدعم إسرائيلي بالمال والسلاح.
ووفق ما ورد في التقارير، فإن تل أبيب تسعى إلى الحفاظ على هذه الفصائل كدرع حام لحدودها في الجولان المحتل.
يرفع هذا الواقع من احتماليات اشتعال توتر شديد في حال بدأ الجيش السوري عمليته لطرد هذه الفصائل.
يقول هرئيل: “في خرائط الجيش الإسرائيلي، تبدو الأمور هكذا: شريط أحمر ضيق، يمثل النظام، في شمال الجولان، منطقة كثيفة تشغل معظم القطاع، من القنيطرة القديمة وإلى الجنوب، باللون الأخضر، وتسيطر عليها منظمات متمردّة مختلفة، بعضها ودي نسبيًا لإسرائيل. وبقعة باللون الأسود، في منطقة مثلث الحدود مع الأردن، يسيطر عليه فرع محلي لتنظيم داعش”.
التخوف الإسرائيلي لطالما جاء من إمكانية تعزيز الوجود الإيراني على حدودها: “عندما تم التوقيع على اتفاقية أخرى للحد من الصراع في جنوب سوريا بين القوتين العظميين في العام الماضي، لم يوافق الروس والأميركيون على المطلب الإسرائيلي بإبعاد الإيرانيين بشكل كامل، لمسافة 50 كيلومترًا عن حدود الجولان. في هذه الأثناء، يكاد يغيب الإيرانيون من المشهد في المنطقة الحدودية، لكن الأسد يعود بشكل كبير، وخلفه نشطاء حزب الله”، قال هرئيل.
الانزلاق لحرب غير مستبعد
عودة الجيش السوري إلى القنيطرة لا يخيف الاحتلال الإسرائيلي بقدر تخوفه من تشكيل حزب الله اللبناني الموالي لإيران جبهة قتال جديدة نائمة على الحدود.
يتساءل المحلل الروسي ألكسندر شاركوفسكي، بالقول “إن روسيا عن غير قصد تخدم أحيانًا مصالح طهران، وتضر بمصالح إسرائيل، فهل الحرب الكبرى قادمة؟”.
ووفقًا لتقديرات القيادة السورية، فإن عدد المقاتلين في منطقة درعا يصل إلى 15 ألف مقاتل، وهم ضمن تشكيلات معارضة غير متجانسة، حسب شاركوفسكي.
لكن المعركة الأكثر سخونة في محافظة القنيطرة، ستكون مجموعات الميليشيا الدرزية التي تدعمها إسرائيل، وتقوم بعمليات عسكرية، خصوصًا في الجزء الشرقي (السوري) من مرتفعات الجولان، على “خط تعيين الحدود”.
“في الواقع يمكن إطلاق النار من هذه المرتفعات على كامل إسرائيل إلى تخوم الكرمل-الناصرة–العفولة. وتغطي الصواريخ التكتيكية “توتشكا” و”سميرتش” الفضاء بأكمله إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في الغرب، وفي الجنوب تصل إلى حدود القدس-تل أبيب. فإذا استولت دمشق على المناطق الغربية من محافظة القنيطرة، سيكون هناك بالتأكيد قوات إيرانية؛ يمكن أن تكون مجموعات من فيلق الحرس الثوري أو حتى جيش نظامي”، قال شاركوفسكي.
ويتابع الخبير الروسي أنه “بالنظر إلى ما سبق، يمكن القول إن إسرائيل ستلجأ إلى أقصى الإجراءات، في سبيل الاحتفاظ بمرتفعات الجولان”، معتبرًا في الوقت ذاته أن “ضرب قوات المعارضة في القنيطرة سيؤدي بكل تأكيد إلى تعقيد كبير للعلاقات بين روسيا وإسرائيل”.
على صعيد الحرب، يبدو أن فتيل جبهة القنيطرة سيكون الأكثر قابلية للاشتعال، وإن لم تكن كذلك فإنها ستكون خطوة إلى الأمام، نحو هذه الحرب التي لطالما اعتبرت مؤجلة لوقت محدد.