الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةصحة
كيف تعرف أنك منهك وظيفياً: الأعراض وسبل العلاج

كيوبوست- ترجمات
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً تناولت فيه ميليندا موير الإنهاك الناتج عن العمل، وأعراضه، وسبل التخفيف منه. بداية، الإنهاك أو الإرهاق أو كما يسميه البعض “الاحتراق الوظيفي”، بحسب تعريفه، ليس حالة طبية، بل مظهر من مظاهر “الإجهاد المُزمن”، كما توضح الدكتورة لوت ديربي، عالمة وطبيبة تدرس الإنهاك الناجم عن العمل، في “مايو كلينك”.
بدورها، تصف منظمة الصحة العالمية الإنهاك بأنه ظاهرة في مكان العمل تتسم بالشعور بالإرهاق واللا مبالاة وانخفاض الفعالية. وفي هذا، تقول جانيت بينيت، الباحثة في جامعة نورث كارولينا: “تبدأ في عدم العمل على نحوٍ جيد، وتفوتك المواعيد النهائية، وتشعر بالإحباط، وربما تكون سريع الانفعال مع زملائك”.
الإنهاك له تأثيرات مدمرة على الجسم، خاصة إذا تُرك لفترة طويلة. عندما يقع الأشخاص تحت الضغط، تحدث تغييرات في أجسامهم، تشمل ارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين والإبينفرين والنورادرينالين لمستوياتٍ أعلى من المعتاد، هذه التغييرات مفيدة على المدى القصير، كونها تمنحنا الطاقة اللازمة للتحمل خلال المواقف الصعبة، ولكن بمرور الوقت، تبدأ في إيذاء الجسم.
اقرأ أيضًا: هل العمل لساعات أقل يجعلنا أكثر تعاسة؟
علامات الإنهاك
أحد أعراض الإنهاك الشائعة هو الأرق، كما تقول الدكتورة ديربي. عندما قام باحثون في إيطاليا بمسح العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية الذين يعانون من الإنهاك خلال الذروة الأولى للجائحة، وجدوا أن 55 في المائة أفادوا بأنهم يواجهون صعوبةً في النوم، بينما كان ما يقرب من 40 في المائة يعانون من كوابيس.
وتشير الأبحاث إلى أن الإنهاك المزمن يتداخل مع الجهاز العصبي والهرموني المُعقد الذي يُنظّم النوم. إنها حلقة مفرغة، لأن عدم النوم يربك النظام أكثر. إذا لاحظت أنك غير قادر على النوم ليلاً، فقد يكون ذلك علامة على أنك تعاني من الإنهاك، وقد يؤدّي الأرق إلى تفاقم المشكلة. الإرهاق الجسدي هو علامة شائعة أخرى. ويمكن أن تكون التغييراتُ في عادات الأكل، بتناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد، علامةً على الإنهاك.

ماذا تفعل
إذا كنت تعاني من أعراضٍ جسدية يمكن أن تكون مؤشراً على الإنهاك، فكِّر في زيارة طبيب الرعاية الأولية أو اختصاصي الصحة العقلية لتحديد ما إذا كانت ناجمة عن التوتر أو تعود لحالاتٍ جسدية أخرى.
إذا كان ما تعاني منه هو إنهاك ناجم عن العمل، فإن أفضل حل هو معالجة جذور المشكلة. ربما يجب أن تطلب تحسين ظروف العمل. يمكن التفكير مع زملاء العمل للتوصل إلى مقترحاتٍ وتقديمها لصاحب العمل، مثل توفير مناطق هادئة لفترات الاستراحة، وإجراء المكالمات الهاتفية الشخصية، أو تخصيص أيام “بلا اجتماعات” حتى يتمكن الموظفون من الحصول على مزيدٍ من الوقت للتركيز، أو التأكد من وجود القهوة دائماً في غرفة الاستراحة. مثل هذه التغييرات الصغيرة يمكن أن تقلِّل خطر الإرهاق، خاصة إذا حلّت مشكلة يعاني منها الموظفون كل يوم. إن ضغوط العمل المُزمنة هي التي تدفع الناس إلى الجنون حقاً بعد فترة: إذا لم تكن لديهم المعدات المناسبة، والأشياء اليومية التي يحتاجون إليها، أو ما يكفي من الأشخاص للقيام بالعمل.
إضافة إلى ذلك، ترى الدكتورة جولد أن أخذ إجازة من العمل يمكن أن يخفِّف الإنهاك، وإن لم يكن هذا هو الحل الجذري. ومع ذلك، فمن المهم أخذ إجازة بانتظام، كما قال الدكتورة ديربي.
اقرأ أيضًا: الإمارات.. رابع أفضل مكان في العالم للعيش والعمل
ينبغي أيضاً أن تحصل على بعض الحرية والاستقلالية في وظيفتك، حسبما تقول الدكتورة جولد. قد يعني ذلك القيام بأصعب مهمة لديك قبل استراحتك مباشرة، بحيث يكون لديك شيء يمنحك الصبر عليها (كون الاستراحة ستكون بمثابة مكافأة) والوقت للتعافي منها بعد ذلك. أو قد يكون مقايضة مهمة ثقيلة على النفس مع زميل في العمل، وفي المقابل، أخذ المهمة التي يبغضها هو، التي قد لا تكون كذلك بالنسبة لك.
أخيراً، على الرغم من أنك قد لا ترغب في إضافة المزيد إلى جدول مهامك، حاول تخصيص بعض الوقت كل يوم لممارسة شيءٍ تحبه. فلقد خلصت دراسة الدكتورة ديربي إلى أن الجراحين الذين يخصصون وقتاً للهوايات والترفيه، حتى 15 إلى 20 دقيقة فقط في اليوم، هم أقل عُرّضة للإصابة بالإرهاق من الجراحين الذين لا يفعلون ذلك: “يجب أن يكون لديك شيء خارج العمل يساعدك على التخلص من التوتر، ويساعدك على التركيز، ويساعدك على الاسترخاء”.
المصدر: نيويورك تايمز