
ترجمة كيو بوست –
كثيرون هم من يؤمنون أن الغفران تجاه شخص عرضنا للأذى أو الخيانة، سيدفعنا إلى الضعف، ويتمسكون بمبدأ أن الأذى الذي تعرضوا له يجب أن لا يُنسى. ولكن على العكس تمامًا، فالغفران بالدرجة الأولى يأتي لمصلحتنا الشخصية، ويمكّننا من تجاوز الأذى، والمضي قدمًا.
أما السبب الآخر، فهو الاعتقاد أننا عندما نقدم المغفرة أو المسامحة تجاه شخص ما، فهذا يعني أننا نخون أنفسنا، أو أننا نعرض أنفسنا للخطر بفتح المجال لتعرضنا للأذى مرة أخرى.
في المقابل، وعلى الرغم من مشاعر الاستياء والغضب والشعور بالمرارة، الذي نشعر به من التجربة السابقة، إلا أن شعورنا كضحايا بسبب ما فعله الآخرون، يلحق الضرر بنا وبمسار حياتنا، ويبقينا محاصرين كما في السجن، مما يصعب علينا العيش حياة سعيدة مرة أخرى.
أهمية تعلم الغفران
هناك العديد من الدراسات التي ربطت بين الغفران والصحة الجيدة، فالضغوطات العصبية، والغضب المزمن على مدار وقت طويل، يؤدي إلى العديد من التغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم، والاستجابة المناعية. تزيد هذه التغيرات أيضًا من خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب والسكري.
في المقابل، بإمكان الغفران أن يؤدي إلى انخفاض مستويات التوتر والقلق، وتقليل الكآبة، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الألم الجسدي، والنوم الأفضل، وتحسين وظائف نظام المناعة، وأكثر من ذلك. الخلاصة هنا، أنه من خلال التسامح، نحن نلتئم من الداخل والخارج.
كيف تغفر لمن أضر بك؟ خطوة بخطوة
الغفران هو قرار واعٍ، وحالة ذهنية، بالإمكان تنميتها من خلال الممارسة اليومية… إليكم بعض الخطوات السهلة للبدء برحلة التسامح:
1- تواصل مع عواطفك
قدر اللحظات التي تعيشها حاليًا، دون أي أحكام، وقد زمام المبادرة في أي فرصة تتاح لك، ثم اسأل نفسك ما الذي يمكنك أن تفعله لتخرج من هذه المشاعر السلبية؟ قد يكون الخروج في نزهة، أو قضاء الوقت في الطبيعة، أو القيام بشيء إبداعي، كالرسم أو الغناء أو الاستماع للموسيقى، علاجًا ناجحًا للحصول على مشاعر إيجابية، أو حتى بإمكانك أن تطلب المساعدة من مستشار اجتماعي.
2- تحرر من ماضيك
لكي تمضي قدمًا في حياتك، عليك أن تحرر نفسك من الماضي، وأن تعيش في الوقت الحاضر، فغالبًا يحمل من تعرض للأذى الماضي معه، الذي بدوره سيثقل كاهله، ويشعره بالقلق، مما يصعب رؤية الخطوة التالية نحو حياة أكثر سعادة. حاول العيش في حاضرك، من خلال الجلوس بهدوء، أو الذهاب للخارج وتقدير الجمال من حولك.
3- استرجع قوتك
ابدأ فصلًا جديدًا في حياتك، فأنت لم تولد لتكون الضحية، واعلم أن تجربة الأذى لطالما ستتكرر، لذلك التزم باختيار الغفران مرارًا وتكرارًا، ولا تسمح لأحدهم أن يشعرك بعدم الارتياح دون موافقتك.
عندما تعود المشاعر المؤلمة إليك، ذكر نفسك بأنك اخترت أن تغفر، وأنك اخترت استعادة الطاقة الخاصة بك، بالإضافة لاختيارك الحب؛ فالرغبة بالتغيير يجب أن تأتي من أعماقك، ستجدها عندما تدرك أن الحصول على حياة سعيدة وهادفة، ومليئة بالعلاقات والمحبة، هي من حقك.
4– تعلم من التجربة
كل تجربة تتعرض لها هي فرصة للتعلم، حتى لو كانت صعبة جدًا، لكنها في المقابل، ستجعلك أقوى من ذي قبل، فالأوقات المظلمة تساعدنا على رؤية وجهات نظر ورؤى جديدة. كثير هم من جعلوا من الأوقات الصعبة حافزًا لهم لإنشاء قصص جديدة وملهمة. لذلك انظر لما تعرضت له من هذا الجانب وحاول الاستفادة قدر المستطاع من تجاربك السابقة، لكي تخرج بأخرى أفضل وأنجح.
5- انشر الحب والتفاؤل
بعد الانتهاء من الخطوات المذكورة أعلاه، ستتمكن من إرسال المحبة للأشخاص الذين قاموا بإيذائك، بدلًا من المشاعر السلبية، وهكذا ينتهي الدين العاطفي الذي بينكما. وكجزء من عملية الغفران، عليك أيضًا أن تسامح نفسك، والتخلي عن فكرة أن الماضي كان يجب أن يكون مختلفًا أو أفضل مما حدث. فالأمر الثابت أن الماضي لا يمكن تغييره، لذلك لا تدع الماضي يحتجزك كسجين، وحاول البحث عن القيمة المخفية لما حدث، فهناك دائمًا درس ما يمكن تعلمه، لذلك حرر نفسك وتطلع إلى الأمام.
المصدر: لايف هاك