الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجياثقافة ومعرفة

كيف تجعل تلفازك الذكي غبياً قليلاً.. ولماذا؟

من المحتمل أن تكون الميكروفونات الموجودة في أجهزة التلفاز الذكية قادرة على إرسال أوامر صوتية إلى أطراف ثالثة لتحويل الكلام المسموع إلى نص مكتوب.

كيوبوست- ترجمات

يحذر جاك مورس، في هذا المقال، من أجهزة التلفاز الذكية، باعتبارها أجهزة تجسس محتملة، ويشير إلى انتشار أجهزة التلفاز الذكية القابلة للاتصال مع الإنترنت مؤخراً، والقادرة على استقبال خدمات البث من خلالها؛ مثل “نتفليكس”. ولكن كما هي الحال في كل الأجهزة التي تصلك بالعالم -يقول مورس- فإنك عندما تستخدم جهازاً مزوداً بكاميرا ومحملاً بمختلف برامج التجسس الخفية ومرتبطاً بالإنترنت، فإنك تحصل على أكثر مما تتوقع.

تمتاز أجهزة التلفاز الذكية بالقدرة على اختراق خصوصية أصحابها. ومنذ عام 2014، كانت كتيبات التشغيل لبعض أجهزة التلفزة الذكية تحذر العملاء من مناقشة المعلومات الحساسة أمام هذه الأجهزة. وذكرت صحيفة “دايلي بيست” أنه من المحتمل أن تكون الميكروفونات الموجودة في أجهزة التلفاز الذكية من شركة “سامسونج” قادرة على إرسال أوامر صوتية إلى أطراف ثالثة لتحويل الكلام المسموع إلى نص مكتوب.

وفي عام 2019، حذَّر مكتب التحقيقات الفيدرالي من أنه “إلى جانب الخطر المتمثل في أن الشركة المصنعة لأجهزة التلفاز الذكية والشركات التي تطور التطبيقات المستخدمة فيه، ربما تكون قادرة على أن تستمع إليك وتشاهدك، فإن التلفاز الذكي قد يكون بمثابة بوابة لدخول المتسللين إلى منزلك. وفي أسوأ الأحوال؛ يمكن لهؤلاء تشغيل كاميرا وميكروفون تلفاز غرفة نومك ومراقبتك بصمت عبر الإنترنت”. ولكن حتى وضع شريط لاصق على عدسة الكاميرا وتعطيل الميكروفون لا يكفيان لحماية خصوصيتك في منزلك.

يأتي العديد من الأجهزة الحديثة محملاً بتطبيق يُسمى “برنامج التعرف التلقائي على المحتوى”، ويقوم هذا التطبيق بمراقبة وتسجيل نوعية البرامج التي تشاهدها ومدة المشاهدة وتوقيتها ومواقع الإنترنت التي تقوم بزيارتها والبرامج التي تشاهدها على تلفازك الذكي. ثم يرسل التلفاز هذه البيانات إلى الشركة الصانعة التي تعطيها بدورها (وربما تبيعها) إلى عدد من الأطراف الثالثة التي لم تسمع بها من قبل؛ ولكنها أصبحت تمتلك عنوان الـIP الخاص بك، والذي يمكن ربطه باسمك وبعادات المشاهدة الخاصة بك. وهذا يعني بالطبع أن بياناتك وربما بيانات أُسرتك وسلوكك الاستهلاكي وعاداتك الشرائية التي تقوم بها من خلال أجهزة أخرى مرتبطة بنفس عنوان الـIP الخاص بك، ستكون متاحة لشركات جمع وتحليل البيانات وشركات التسويق والإعلان.

يبدو الأمر مخيفاً، أليس كذلك؟ ولكن عندما تفكر بما يمكن لهذه الشركات أن تستنتجه من هذه البيانات؛ مثل معتقداتك الدينية والسياسية، ومستوى دخلك وحالتك الاجتماعية وميلك لأنواع معينة من المواد الإباحية مثلاً، سيصبح الأمر مرعباً حقاً.

لحسن الحظ؛ هناك حل آخر غير تكسير الشاشة.

اقرأ أيضاً: آخرها السيارات: هكذا تعمل تكنولوجيات التجسس بين أيديكم

يمكنك إيقاف عمل تطبيق “برنامج التعرف التلقائي على المحتوى” على تلفازك الذكي. وهناك طريقتان لفعل ذلك:

الطريقة السهلة، هي فصل جهازك عن الإنترنت -وبذلك تحول تلفازك الذكي إلى تلفاز غبي نوعاً ما- وهذا ليس خياراً سيئاً إذا كان لديك مَن يقوم بتوصيل الكمبيوتر المحمول الخاص بك إلى تلفازك في كل مرة ترغب في بث شيء ما. ولكن في هذه الأيام يعتمد الكثير من الناس على شبكات؛ مثل “نتفليكس” أو “أمازون برايم”، للحصول على متعة المشاهدة، وهذا يجعل فصل التلفاز عن الإنترنت أمراً غير قابل للبحث.

يعتمد كثيرون على شبكات التلفزة عبر الإنترنت لمتابعة برامجهم المفضلة- أرشيف

في هذه الحالة، عليك الأخذ بالطريقة الثانية، وهي تعطيل عمل “برنامج التعرف التلقائي على المحتوى”. ولحسن الحظ، فإن هذا الخيار متوفر في معظم أجهزة التلفزة الذكية. ولكن هذا الخيار غالباً ما يكون مدفوناً في أعماق إعدادات الجهاز، ويتم شرح للخطوات اللازمة بمفردات ومصطلحات مربكة تجعل إيقاف عمل البرنامج أمراً صعباً. وبالطبع، فإن كل شركة صانعة تخفي هذا الخيار في مكان مختلف.

ولضمان خصوصيتك، فإنك تحتاج إلى تعطيل خيار عرض خدمات المعلومات، والإعلانات القائمة على الاهتمامات وخاصية التعرف على الصوت (ربما تكون ضمن صفحة إعدادات أخرى، بعنوان “خيارات الخصوصية”). هل تجد ذلك معقداً؟

لا تقلق، فإن تقارير المستهلك تقدم دليلاً رائعاً يرشدك خطوة بخطوة لإتمام هذه العملية في معظم العلامات التجارية لأجهزة التلفاز الذكية.

اقرأ أيضاً: احذر من استخدام طفلك الأجهزة الذكية.. خطر محدق!

لا شك أن التكنولوجيا الحديثة تغزو حياتنا بشكل متزايد وبطرق مزعجة في كثير من الأحيان؛ ولكن هذا لا يعني أنه علينا أن نستسلم ونسهل الأمر على الشركات التي تحاول جني الأرباح من اللحظات الخاصة القليلة المتبقية لنا.

لذا، لا بأس في قضاء بضع دقائق في الغوص في إعدادات الخصوصية المعقدة لتلفازك الذكي، لتطمئن إلى أنك على الأقل قُمت بالحد الأدنى من الجهد لاستعادة التحكم في بياناتك الشخصية.

المصدر: ماشابل

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات