الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

كيف انقلب صهيب يوسف على “حماس”؟

صهيب.. ابن "حماس" المنشق الذي انقلب عليها وكشف فضائحها

كيوبوست- رام الله

“قدمنا تضحيات للوطن لم يقدمها أكبر زعماء حركة حماس، وفي المقابل خذلوا الشعب والوطن والدين، وسرقوا التبرعات وقسموا الشعب وقتلوا الأبرياء الموحدين، فكان لابد من كشف المستور وفضح مشروعهم الإيراني وفسادهم أمام الشرفاء في هذا الوطن الغالي الحبيب فلسطين”.

“وكمان أبوي من الأشخاص المخدوعين في (حماس)، أنا أدعوه للاستقالة من الحركة الفاسدة التي تعيش قياداتها في فنادق فخمة، وحراسة أمنية وبرك سباحة”.

اقرأ أيضًا: حماس “تقاوم” غزة

كانت هذه أبرز الجمل التي فجَّرها صهيب يوسف، ابن أبرز قادة حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة والأسير في السجون الإسرائيلية حسن يوسف، بعد هروبه إلى دولة آسيوية مجهولة، وقراره المفاجئ بالانشقاق عن عائلته، وانقلابه على “حماس” التي كان يعمل معها لسنوات طويلة متنقلًا بين تركيا والضفة.

صهيب كان يختلف عن معظم أبناء قادة ومسؤولي “حماس” الذين فضلوا العيش تحت جلباب آبائهم والتمتع بالخير الذي تذره عليهم الحركة؛ فقرر أن يتمرد ويفضح ممارسات ونهج “حماس”، على نفس الطريق الذي سبقه فيه عام 2010 شقيقه الأكبر مصعب، الذي لقب بـ”الأمير الأخضر”، وكانت تفاصيل قصته وارتباطه بالمخابرات الإسرائيلية “الشاباك” وارتداده عن الإسلام فاجعة هزَّت الشارع الفلسطيني.

مقابلة صهيب يوسف كاملة

انشقاق الابن الثاني لحسن يوسف عن “حماس” وما تحدث به خلال تقرير تليفزيوني نشره الإعلام العبري قبل أشهر، كان ضربة قوية لـ”حماس”، وأجبر عائلته على الإسراع في صدور بيان تعلن خلاله تبرؤها منه؛ لحجم وخطورة الفضائح وملفات الفساد الحساسة التي أخرجها من درج السرية إلى العلن.

كشف المستور

الفيديو الوحيد الذي نُشر لصهيب بعد انشقاقه وأذاعته القناة العبرية (13)، في يوليو الماضي، أثار موجة غضب فلسطينية عارمة؛ لما يمثله والده القيادي حسن، من وزن أمني وسياسي كبيرَين في “حماس”؛ لكنه في الوقت ذاته كشف عن تفاصيل كان يغفلها معظم الفلسطينيين عن “حماس” ونشاطاتها الداخلية والخارجية، وتسترها بشعارات المقاومة خدمةً لمصالح حزبية وإقليمية أخرى مشبوهة.

صهيب يوسف- الصورة من القناة العبرية

ولعل أبرز ما كشف عنه صهيب أن “حماس تُدير مؤسسات أمنية وعسكرية على الأراضي التركية تحت ستار مؤسسات المجتمع المدني، ومن هناك يستخدمون معدات تنصُّت متطورة؛ للتنصُّت إلى الأشخاص والقادة في رام الله، باستخدام أجهزة وبرامج متطورة على أجهزة الكمبيوتر، وبعض الأشخاص خبراء في هذا المجال”.

وتحدث عن أن “(حماس) تستخدم أحدث المعدات للترويج لجدول أعمال أجنبي، وهذا ما أريد الكشف عنه”.. “الحركة تستخدم هذه المعلومات ليس لصالح الشعب الفلسطيني؛ فهي ترسل المعلومات الاستخباراتية إلى إيران في مقابل الدعم المالي، وحتى الأموال التي يتم تحويلها عبر البنوك التركية تحت ستار مؤسسات المجتمع المدني”.

اقرأ أيضًا: فيديوغراف.. حماس وحزب الله.. أدوات إيران في حربها المرتقبة مع إسرائيل

حسن يوسف- الصورة من “aljazeera.net”

القناع المزيف

“كيوبوست” حاول جاهدًا التواصل مع صهيب، إلا أن مكان وجوده وحتى هاتفه الشخصي أصبحا من الأمور السرية جدًّا التي يرفض أن تخرج إلى العلن؛ وذلك خشيةً على حياته، حسب ما صرَّح به أحد أقاربه من الضفة ويُدعي “أبو ناصر”، الذي كشف عن تفاصيل خفية عن صهيب تُنشر لأول مرة، شريطة عدم الكشف عن هويته.

وأكد أبو ناصر، في حديثه الخاص إلى “كيوبوست”، أن صهيب في الفترة التي سبقت انشقاقه عن “حماس” ومغادرة البلاد نحو دولة آسيوية مجهولة، كان كثير التذمُّر من “حماس” ومشروعاتها الداخلية والخارجية؛ خصوصًا ما كان يصدر عبر منابر إعلامها من حديث عن دعم المقاومة والسلاح ومواجهة الاحتلال، في حين كان يتحدث بأن مشروعاتها الداخلية كانت مناقضة لذلك وكانت “بيع الوهم للفلسطينيين”.

ولفت أبو ناصر إلى أن صهيب اتخذ قرار “فضح حماس” دون استشارة أحد، وهو يعلم خطورة هذه الخطوة؛ لكنه قرر أن يوضح للفلسطينيين حقيقة هذه الحركة والأهداف التي تسعى لها من خلف الطاولة تحت قناع المقاومة والجهاد.

اقرأ أيضًا: خبراء يشرحون أسرار العلاقة بين “حماس” والتنظيمات الجهادية

وتوقع أبو ناصر أن يُصدر صهيب، خلال الفترة المقبلة، فيديو جديدًا يكشف فيه عن تفاصيل أخرى تتعلق بحركة “حماس” وقادتها ومصادر تمويلها الداخلية والخارجية وعلاقتها مع دول الإقليم.

وأشار أبو ناصر إلى أن قضية صهيب أخذت ضجة كبيرة؛ ليس فقط بسبب ما صرَّح به ضد “حماس”، بل لأن له شقيقًا سابقًا يُدعى “مصعب” كان قد هرب من الضفة عام 2010 وأعلن ارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية.

مقابلة مصعب مع قناة “BBC”

وفي مقابلة لمصعب إثر إعلان ارتباطه مع إسرائيل، مع قناة “بي بي سي” عربي، قال إنه كشف عن نفسه وكتب كتابًا بعنوان “ابن حماس”، وإنه تعاون مع الإسرائيليين لـ”إنقاذ الأبرياء” وردًّا على “تعذيب (حماس) للناس في السجن وغبائها وقصورها السياسي”.

أما عن التحاقه بالاستخبارات الإسرائيلية، فقال إنه في البداية كانت لديه خطة لاختراق الإسرائيليين، وذلك بعلم “حماس”؛ لكنه قرر بعد نحو سنتَين اختيار إسرائيل والتخلِّي عن “حماس”؛ لأنه “اكتشف مصائب يعيش فيها الشعب الفلسطيني وحقائق لم يستطع تجاوزها”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة