الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
كيف استقبلت الصحافة الإسرائيلية “صفقة القرن”؟

كيوبوست
تباينت مواقف الصحف الإسرائيلية حول “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، وتضمنت رؤية أمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الصراع؛ فما بين مَن يراها “نكتة القرن” ومَن يراها فرصة يجب استغلالها والعمل عليها خلال الفترة المقبلة، جاءت التحليلات الإسرائيلية بالصحافة العبرية؛ ففي صحيفة “هآرتس” وصف يوسي فيرتر “صفقة القرن” بأنها أصبحت “نكتة القرن”، معتبرًا أنها غير واقعية؛ خصوصًا في ما يتعلق بمسألة المستوطنات، فالخطة لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
اقرأ أيضًا: صفقة القرن في محطتها الثانية: اللاجئون الفلسطينيون في عين العاصفة
وفي صحيفة “جيروسالم بوست” اعتبر جيريـال جروسمان أن الخطة الجديدة تمنح السلطة الفلسطينية فرصةً لتغيير رأيها على الرغم من الرفض الفوري لها بعد إعلانها، معتبرًا أن الإعلان الأمريكي عن الصفقة يعبِّر عن مدى ازدهار العلاقة بين واشنطن وتل أبيب خلال فترة حكم الرئيس ترامب.
يصف جروسمان لحظة إعلان الصفقة بأنها تعبير عما حققته إسرائيل من نجاحات داخل واشنطن، وتعبر أيضًا عن قدرة إسرائيل على العمل والتقدم وتحقيق الازدهار بدعم دولي من الولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: مؤتمر وارسو: هل تنجح واشنطن في اختراق الموقف العربي حيال صفقة القرن؟
وعدَّد الباحث الإسرائيلي ديفيد وينبرج، في “جيروسالم بوست”، 15 سببًا لتأييد “صفقة القرن”؛ أبرزها تقديمها نموذجًا للسلام، ولكونها تخبر الفلسطينيين أن الوقت ليس في صالحهم، فكلما رفضوا السلام مع إسرائيل تقلَّصت المساحة التي سيحصلون عليها لبناء دولتهم، فضلًا عن توفيق الخطة لأوضاع المستوطنات الإسرائيلية.

وينبرج تحدث عن المزايا الأمنية التي تحققها الصفقة لإسرائيل؛ بإحكام الأمن على الضفة الغربية، فضلًا عما تتضمنه من بناء طرق جديدة وجسور وأنفاق؛ لربط المدن اليهودية والبلدات الفلسطينية بعضها مع بعض، فالطرق والجسور الجديدة ستكون أفضل كثيرًا لتحقيق التواصل الجغرافي الذي كان مستحيلًا في الماضي.
ونشرت “يديعوت أحرونوت” تحليلًا اعتبر أن “صفقة القرن” التي يرفضها الفلسطينيون يمكنها أن تنجح في تحقيق المصالحة الفلسطينية؛ فالمعارضة الواسعة التي طالت المشروع جعلت الرئيس الفلسطيني يدعو “حماس” إلى إجراء مباحثات طارئة، على الرغم من حدة الخلاف بينهما، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى بداية مرحلة جديدة.
وأكدت الصحيفة أن الفلسطينيين بحاجة إلى مواقف روسية وأوروبية داعمة لهم في مواجهة خطة ترامب أُحادية الجانب التي تتعارض مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
أما الكاتب الإسرائيلي مارتن كرمال، فكتب في “تايمز أوف إسرائيل”، متحدثًا عن نظرة مستقبلية للخطة، وحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الإسرائيليين عليهم تذكُّر يوم 28 يناير جيدًا، مشيرًا إلى أن هذا الكلام ربما يكون غير دقيق، وربما لا يتذكره الإسرائيليون بعد ستة أشهر من الآن.
اقرأ أيضًا: صفقة القرن.. صيغة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وأكد كرمال أن تنفيذ “صفقة القرن” بحاجة إلى دعم أمريكي لسنوات وربما لعقود قادمة، متسائلًا عن إمكانية أن يقوم ترامب والولايات المتحدة بالاهتمام بتنفيذ جميع تفاصيلها التي تحتاج ربما إلى سنوات وعقود كاملة لإنجازها، معتبرًا أن الأمر بالفعل هو “مسألة القرن”.
وكتب بول جروس، في “تايمز أوف إسرائيل”، متحدثًا عن الرئيس الفلسطيني الذي وصفه بأنه أقل رغبةً في استخدام العنف؛ لكن في الوقت نفسه لن يقبل حل الدولتَين الذي تضمنته الخطة، ليظهر عباس بأنه الشخص غير الراغب في إتمام عملية السلام؛ لتكون المرة الثانية التي يرفض فيها المفاوضات الجارية عبر الوساطة الأمريكية.
وأضاف جروس أن عباس رفض المفاوضات حتى في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي يعتبر أكثر الرؤساء الأمريكيين تعاطفًا مع القضية الفلسطينية منذ بدء عملية السلام، والآن لا يوجد أوباما ولكن هناك ترامب في الولايات المتحدة ونتنياهو في إسرائيل، ومن ثَمَّ فنحن أمام وضع مختلف بشكل كامل.