شؤون دولية
كيف استغل أردوغان اللاجئين السوريين للفوز بالانتخابات؟
استغلال أردوغان للاجئين كان سببًا في فوزه في الانتخابات

كيو بوست –
لم يكتفِ أردوغان باستغلال اللاجئين السوريين في تنفيذ خططه الخارجية، فقد استخدم المتشددين منهم تحت ما يسمى “الجيش الحر” المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في احتلال مدينة عفرين السورية، كما استخدمهم بابتزاز أوروبا من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي، عندما هدد ميركل بإغراق أوروبا باللاجئين، إذا لم توافق ألمانيا على انضمام تركيا للاتحاد.
ويستخدم أردوغان اللاجئين، البالغ عددهم 4 ملايين، اليوم في الشؤون الداخلية التركية لتثبيت أركان حكمه أثناء الانتخابات وقبلها؛ إذ قام أردوغان بتجنيس عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين، ممن انطبقت عليهم علامات الولاء لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد أن استخدمهم كأداة لاحتلال مدينة عفرين، إذ استخدم الجيش التركي ما يقارب 25 ألف لاجىء سوري، من فلول النصرة وداعش، ووضعهم كرأس حربة في احتلال مدينة “عفرين” السورية، ورفع العلم التركي عليها، وسط تقارير إعلامية تتحدث عن سعي تركيا لضم المدينة إليها، وإخضاعها إداريًا ورسميًا للإدارة التركية، بعد عمليات التطهير العرقي التي قام بها المحتل التركي بحق سكانها من العرب والأكراد.
ما كان ليحصل ذلك دون قيام سوريين (من الإخوان المسلمين) موالين لأردوغان بإضفاء صبغة شرعية على احتلال جزء من بلدهم، مقابل منحهم الجنسية التركية، وإعطاء ذوي من يُقتل من أفراد تلك الميلشيات شقة سكنية، وجنسية تركية!
ولكي يستطيع أردوغان الاستحواذ على نفوس اللاجئين، استخدم لعبة سياسية ذكية من أجل السيطرة على طرف غير مضمون، فقد تحالف مع حزب “الحركة القومية التركية” المعروف بتشدده القومي، والذي يعتبر الأتراك جنسًا فوق باقي الأجناس.
ثم قام حزب الحركة القومية التركي بزعامة” دولت بهجلي” بتهديد اللاجئين السوريين بإعادتهم إلى بلدانهم، وكان ذلك التهديد مخيفًا للسوريين. وفي المقابل، قام أردوغان بتقديم وعد للاجئين السوريين بالجنسية والإقامة الدائمة، مما جعلهم يتمسكون به كأنه المنقذ لهم، دون أن ينتبهوا بأن من يهددهم بالطرد هم القوميون حلفاء أردوغان، وأن موضوع التهديد قد يكون متفقًا عليه بين أردوغان وحلفائه من أجل ابتزازهم، دون أن ينتبهوا أساسًا بأن لأردوغان يد فيما هم فيه من لجوء، بعدما أفسد ثورتهم بإدخال الإرهابيين وآلاف الدواعش إلى بلدهم، وتحويل الثورة السورية إلى حرب أهلية دمرت المدن وألقت بالملايين من سكانها خارج الحدود!
جنسّت تركيا خلال فترة وجيزة عشرات الآلاف من السوريين، تم استخدامهم في العملية الانتخابية الأخيرة، وهو ما طالب به علانية كبير مستشاري الرئيس التركي، ياسين أقطاي.
كما تحدثت تقارير إعلامية عن وقائع استغلال للاجئين السوريين في الانتخابات، وعن قيام حافلات للشرطة بنقل اللاجئين السوريين من شرق البلاد للتصويت لأردوغان، حيث تم اعتراض الحافلات من قبل معارضين. وقد هرب اللاجئون بعدما تم تحريرهم، وخاض المعارضون بعدها اشتباكات مع الشرطة.