الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

كيف أصبحت جزيرة سقطرى جزءًا من صراع القوة في الخليج؟

لماذا تنتقد قناة الجزيرة التواجد الإماراتي فيها؟

ترجمة كيو بوست –

“المساعدات الإنسانية الإماراتية في المنطقة تعرضت لنظريات مؤامرة من جهات معادية لأبو ظبي، مثل قطر، وجماعة الحوثي، وإيران، والإخوان المسلمين، وهذا ينطبق على المساعدات الإماراتية السخية في جزيرة سقطرى”، هذا ما ذكره الصحفي الباحث السياسي الأمريكي، سيث فرانتزمان، في مقالته في صحيفة جروزلم بوست.

اقرأ أيضًا: الدور الإماراتي في سقطرى اليمنية: الملف الكامل

وقال “فرانتزمان” إن “دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت الملايين من الدولارات دعمًا للجزيرة اليمنية الصغيرة، وقدمت لها الكثير من المساعدات، إلا أن قناة الجزيرة القطرية اختارت انتقاد الدور الإماراتي في اليمن”.

كانت الإمارات العربية المتحدة تستثمر في البنية التحتية والأمن في هذه الجزيرة، فضلًا عن تقديم المساعدات الكثيرة لسكانها، الأمر الذي أغضب قطر، والحوثيين في اليمن، وحلفاءهم، مما جعل سقطرى مركز جدل واسع في فوضى الحرب الأهلية اليمنية.

في عام 2015، قادت المملكة العربية السعودية حملة إلى جانب الإمارات لمنع المتمردين الحوثيين من احتلال جزء من اليمن، بما في ذلك ميناء عدن الإستراتيجي. وقد سعت جماعة الحوثي إلى إخضاع اليمن لنطاق تأثير طهران، كجزء من مشروع إيراني أوسع في الشرق الأوسط.

تعتبر سقطرى مهمة من الناحية الإستراتيجية، لأنها تقع عند مدخل خليج عدن. كما أن حركة المرور على الطريق إلى مضيق باب المندب، والسويس، تمر بجوارها. المعضلة هي أن اليمن يتعرض لمشاكل أخرى، تشمل محاولة متطرفين الحصول على موطئ قدم فيه، مثل حركة الشباب في الصومال والقاعدة في اليمن. في عام 2011، أشارت وثائق سرية مسربة إلى أن الجزر اليمنية أصبحت “قاعدة وقود للقرصنة”؛ إذ تعرضت 63 سفينة لهجمات من قبل قراصنة قرب هذه الجزر.

ينبع الجدل الأخير في سقطرى حول النزاع على البر الرئيس. وبرغم إجبار الحوثيين على التراجع من عدن، لا يزال النفوذ الإيراني يحقق موطئ قدم في اليمن. تشعر السعودية والإمارات والمجتمع الدولي بقلق إزاء نشاطات جماعة الحوثي المرتبطة بمشروع إيران التوسعي، وما أعقب ذلك من إطلاق صواريخ بالستية إيرانية على الرياض، بأيدي الحوثيين. وكانت إيران قد استهدفت بالفعل جزيرة سقطرى في وقت مبكر من عام 2003.

اقرأ أيضًا: الإمارات تتصدر قائمة داعمي اليمن: 2.5 مليار دولار مساعدات خلال 3 سنوات

ووفقًا لوثيقة دبلوماسية أمريكية مؤرخة في شهر أيار/مايو عام 2003، فإن “الشركات الإيرانية أنجزت العديد من المشاريع التوسعية في اليمن، بما في ذلك جزيرة سقطرى”. أما السعودية فقد أرسلت ممثلين لها للبحث عن استثمارات في الجزيرة في شهر آذار/مارس عام 2008.

من جانبها، كثفت الإمارات دعمها لسكان سقطرى بعد أن جرى نسيانهم والتخلي عنهم خلال أزمة اليمن. وبحلول أكتوبر/تشرين الأول 2016، هبطت الطائرة الإماراتية الحادية والثلاثون، مملوءة بالإمدادات من أبو ظبي، في سقطرى، محملة بأنواع المساعدات كافة، فضلًا عن 2 طن من المستلزمات الطبية.

وقد كانت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان رائدة في جهود دعم مستشفى إماراتية في هذه الجزيرة، مخصصة لسكانها جميعًا. كما ساعدت أبو ظبي في بناء مجتمع سكني في الجزيرة، بتمويل من الهلال الأحمر الإماراتي.

كما عملت الإمارات على إرسال أكثر من 2 مليار دولار إلى اليمن، وخصصت الملايين منها إلى الجزيرة، بحلول شهر آذار/مارس 2017. من الواضح أن دولة الإمارات تطلعت إلى تحقيق السلام والاستقرار في تلك المنطقة، دون أية محاولة لإثارة المشاكل فيها.

اقرأ أيضًا: صحف غربية تجيب: ماذا يعني الدعم الإماراتي لليمنيين؟

في عام 2017، تعهد محافظ سقطرى بتقديم الدعم لمنظمة يمنية جديدة، تدعى “المجلس الانتقالي الجنوبي”. سيطر “المجلس” على عدن في أواخر عام 2017. وفي شهر شباط/فبراير 2018، عقد زعيم “المجلس” عيدروس الزبيدي اجتماعات مع دولة الإمارات لمناقشة الوضع في اليمن وفي عدن.

وهذا هو السياق الذي بدأت بموجبه الإمارات بنشر قواتها في الجزيرة مطلع هذا الشهر. أما قناة الجزيرة القطرية، فقد زعمت في سياق نشراتها أن سكان سقطرى “غاضبون” إزاء نشر القوات الإماراتية. وبالطبع، لم تفعل القناة القطرية ذلك إلا في إطار انتقاداتها الدائمة للإمارات والسعودية جراء الخلاف الخليجي – الخليجي.

بالنسبة لأولئك الذين يعارضون عمل دولة الإمارات الإنساني في سقطرى، فإنهم ينظرون إلى كل خطوة إماراتية في الجزيرة اليمنية على أنها مؤامرة، حتى لو كانت رعاية صحية. هؤلاء دائمًا ما يربطون الأعمال الخيرية الإماراتية في اليمن بنظريات مؤامرة، شملت استثمارات أبو ظبي في الصومال وجيبوتي. بل ذهب منظرو المؤامرة إلى نشر إشاعات تزعم أن الإمارات وافقت على عقد إيجار لمدة 99 عامًا على أرض سقطرى.

في الحقيقة، تقوم أبو ظبي بعمل أمني مهم في سقطرى، وتساعد سكان الجزيرة الذين عانوا الإهمال والنسيان من قبل الحكومة اليمنية في ظل استمرار الحرب الأهلية. ومن أجل تسليط الضوء على الدور الإماراتي الهام في سقطرى، أطلق ناشطون في المنطقة هاشتاغ بعنوان “الإمارات العربية المتحدة تدعم سقطرى”، للتأكيد على عملها الإنساني الهام والمساعدات الموجهة لسكان الجزيرة.

تشير بعض المعطيات إلى أن الإخوان المسلمين دخلوا كذلك في حملة معادية للإمارات، مستغلين قصة سقطرى لترويج دعايات مناهضة لأبو ظبي.

وعلى ضوء ما سبق، انضمت جزيرة سقطرى الآن إلى معركة إستراتيجية كبيرة بين قطر والإمارات، وإيران والمملكة العربية السعودية. وفي خضم الحرب الأهلية اليمنية، يبدو أن الوجود الإماراتي سيساعد في توفير الأمن في خليج عدن وقبالة القرن الإفريقي.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة