الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة
كوكب أورانوس.. والد زحل وجدّ المشتري!

كيوبوست- مدى شلبك
لاحظ البشر الكواكب منذ القدم، ويبدو أنهم تعاملوا معها في ذلك الوقت باعتبارها نجوماً. أما الرومان فأسموها بأسماء آلهتهم، وبلغ عدد الكواكب التي اكتشفت خلال الحضارة الرومانية خمسة كواكب آخرها المشتري. فيما اكتشف العالم الإيطالي جاليليو جاليلي كوكب زحل عام 1610م. وبقي الأمر على حاله لغاية اكتشاف أورانوس؛ الكوكب السابع في المجموعة الشمسية؛ في مثل هذا اليوم 13 مارس 1781م.
الاكتشاف والتسمية
لم يكن أورانوس مرئياً بالعين المجردة، نظراً لدورانه بعيداً عن الشمس، ومع تطوّر التلسكوب تمكّن عالم الفلك البريطاني من أصل ألماني ويليام هيرشل من رصده، خلال مسحه للسماء في كوكبة التوأمان، ولاحظ جسماً خافتاً يتحرك ببطء، فاعتقد أنه مذنب، لكن بعد مراقبته لمدة؛ تأكد من أن الجسم البعيد كوكب، لأنّ مداره دائري بينما مدارات المذنبات بيضاوية.

وكون هيرشل مكتشفه، فكان له حقوق تسمية الكوكب الجديد. وتكريماً للملك جورج الثالث، أطلق عليه باللاتينية اسم Georgium sidus (نجم جورج)، وهو اسم لم يعجب علماء الفلك في عدة بلدان، فقد جرت العادة أن تسمى الكواكب باسم آلهة الرومان، فسمي الكوكب المكتشف بأورانوس، ليكون بذلك الكوكب الوحيد الذي يحمل اسماً إغريقياً. وبهذا الخصوص فسر عالم الفلك الألماني يوهان إليرت بود التسمية بقوله: “نظراً لأن زحل (ساتورن إله الخصوبة والزراعة) هو والد المشتري (جوبيتر ملك الآلهة الرومانية)، فسمي الكوكب المكتشف باسم والد زحل؛ وهو أورانوس إله السماء لدى الإغريق”.
استكشاف أورانوس
ورغم العديد من الدراسات التي قام بها عدد من العلماء، ومنهم هيرشل، الذي اكتشف في عام 1787م أكبر قمرين لأورانوس، تيتانيا وأوبيرون، ويوهان إليرت بود الذي حسب مداره، فإن أورانوس ظلَّ لغزاً مبهماً؛ نظراً لبُعده عن الأرض بحوالي 1.8 مليار ميل (2.9 مليار كيلومتر).
في عام 1977م أُطلقت مركبة فضائية لاستكشاف أورانوس، وهي مركبة فوييجر 2 التابعة لناسا، واستغرق الأمر تسع سنوات حتى تصل إلى الكوكب البعيد، فيما جمعت المركبة معلومات قيّمة حوله في غضون ست ساعات. كما حلقت المركبة فوييجر 2 مجدداً بالقرب من أورانوس عام 1986م، والتقطت له أكثر من سبعة آلاف صورة.
وكشفت محاولات استكشاف أورانوس عن معلومات مثيرة حول الكوكب، إذ يبلغ يومه 17 ساعة أرضية، بينما تعادل سنته 84 سنة أرضية! كما أنه أكبر من الأرض بحوالي أربع مرات، فإذا كانت الأرض تفاحة كبيرة، فسيكون أورانوس بحجم كرة السلة.

وأشارت الدراسات إلى أن أورانوس لا يدعم الحياة عليه، إذ تتكون معظم تركيبته من الماء والميثان والأمونيا، التي تحيط بنوى صخرية صغيرة، في حين يتكون غلافه الجوي في الغالب من جزيئات الهيدروجين والهيليوم الذري، مع كمية صغيرة من الميثان.
اقرأ أيضاً: رحلة الإنسان إلى الفضاء… من عبادة الكواكب إلى المحطات الفضائية
ويمتلك أورانوس 13 حلقة حوله، تتسم الداخلية منها بالضيق والظلمة، فيما تتلون الحلقات الخارجية بألوان زاهية، كما يمتلك 27 قمراً معروفاً، وقد تمت تسميتها على أسماء شخصيات من أعمال ويليام شكسبير وألكسندر بوب.
ويتميز أورانوس عن باقي الكواكب أنه الكوكب الوحيد الذي يدور على جنبه بشكلٍ شبه عامودي، ويشترك مع كوكب الزهرة، بالدوران من الشرق إلى الغرب.
أورانوس في علم التنجيم
في علم التنجيم، يحكم كوكب أورانوس برج الدلو، ويرمز للذكاء والبحث والتكنولوجيا والتمرد والابتكار، ويتميّز بطاقاتٍ كهربائية تدفع باتجاه التغيير، وبسبب طاقته الثورية يمثل أورانوس تحطيم القواعد والتقاليد، ويحرص دائماً على التغيير الرائد والديناميكي.
اقرأ أيضاً: الصورة الأولى من تلسكوب ويب تثير اهتمام علماء الفضاء
ويتسبب عبوره في مخطط ولادة أي شخص، بحدوث أمورٍ جذرية وغير متوقعة، ونتائج سريعة ومفاجئة. كما يشير أورانوس إلى الموضوعية والعقلانية، فهو لا يمتلك جانباً عاطفياً، لذلك فإن الأشخاص الذين لديهم تأثيرات من كوكب أورانوس في مخططات ولادتهم يكونون عقلانيين ورواداً في مجتمعاتهم.