الواجهة الرئيسيةشؤون عربيةمؤتمر الأطراف بتغير المناخ
“كوب 28”.. محاولة لإنقاذ الأرض من نشاطات الإنسان
ترقُّب عالمي لنتائج قمة المناخ التي تحتضنها دبي في نوفمبر المقبل والقرارات التي ستتخذ من أجل العمل على الحد من تأثير التغيرات المناخية

كيوبوست
نظم عدد من مجموعات العمل التي تشكلت خلال قمة المناخ الأخيرة، ندوة افتراضية عبر تطبيق “زوم”؛ للحديث عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ “كوب 28”، المقرر إقامته في الإمارات العربية المتحدة، خلال شهر نوفمبر المقبل.

وتتجه أنظار العالم والجهات المعنية بالبيئة إلى القمة المهمة؛ من أجل معالجة عدة أمور عالقة، في مقدمتها تقرير الشفافية وضوابطه، مع تحركات حثيثة من أجل زيادة الطموح بالنسبة إلى السعي نحو تخفيض الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة؛ لتجنيب تعرض الأرض إلى كوارث عديدة.
الندوة التي أدارها خبير التغيرات المناخية الدكتور أحمد توفيق، تحدث فيها د.مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة والبصمة الكربونية ورئيس مبادرة حياد الكربون بالأمم المتحدة وسفير ميثاق المناخ الأوروبي، عن عدة موضوعات مرتبطة بالواقع الذي تفرضه التغيرات المناخية على الكرة الأرضية.
وقال الدكتور مصطفى الشربيني، إن الإمارات تعمل بشكل مكثف من أجل دعم الاستراتيجية العالمية للطاقة، وتحقيق هدف “زيرو كربون”؛ خصوصاً في ضوء ظاهرة الاحتباس الحراري التي تدفع نحو زيادة درجات حرارة الأرض بشكل تدريجي، مؤكداً أهمية القرارات التي ستخرج من القمة المقبلة والمناقشات التي ستجرى في دبي.

وأوضح أن غازات الدفيئة الموجودة في الغلاف الجوي لديها القدرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء؛ مما يجعل الأرض محاصرة بواسطة هذه الغازات والإشعاعات التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، وتؤدي بدورها إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، بينما يمثل غاز ثاني أكسيد الكربون نحو 76% من غازات الاحتباس الحراري المحيطة بالأرض.

تهديد رئة الأرض
يشير رئيس مبادرة حياد الكربون بالأمم المتحدة، إلى أن أزمة التغيرات المناخية تفاقمت مع بدء قطع غابات الأمازون وانطلاق عملية تنمية في البرازيل على حساب حرق الغابات التي تمثل رئة الأرض؛ والتي تم حرق وقطع نصفها حتى الآن، بينما تعتبر هذه الغابات هي المسؤولة عن إمداد الكرة الأرضية بنحو ثلث الأكسجين الذي تحتاج إليه، لافتاً إلى أن نتائج قطع الأشجار في البرازيل ظهرت في إفريقيا من خلال الأمطار الحمضية التي أدت إلى التصحر، ونتج عنها موجات جفاف غير مسبوقة دفعت لأول هجرة مناخية في التاريخ الحديث.
يشدد الشربيني على أن التحرك الآن لإنقاذ الأرض من نشاط الإنسان الصناعي سيؤدي إلى حماية الثروات الهائلة من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، والتي ستتأثر سلباً؛ لأن استمرار ارتفاع درجات الحرارة سيكون له انعكاس على البحار والمحيطات، ويؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من المياه العذبة نتيجة انصهار الجليد واختلاط الماء العذب بماء البحر، وما يصاحبه من ارتفاع مستوى سطح البحر، وبالتالي زيادة نسبة ارتفاع المياه الجوفية وزيادة ملوحتها، والتي بدأت آثارها بالظهور في بعض المناطق بمصر على سبيل المثال، وأدت إلى تصحر نحو 80 كم من الأراضي الزراعية، وسيتسبب في معاناة عدد من الدول مع مشكلات نحر البحر؛ وهي إحدى المشكلات التي ستواجه دولاً خليجية.

تأثيرات وتغيرات
يشرح الدكتور مصطفى الشربيني توقعات الدراسات بشأن الآثار المحتملة لتغير المناخ عند ارتفاع الحرارة لدرجتَين مئويتَين، والتي ستؤدي إلى انخفاض غلة المحاصيل في المناطق الاستوائية بنسبة تتراوح بين 5 و10%، بالإضافة إلى تعرض نحو 60 مليون شخص إلى الإصابة بالملاريا، وتعرض نحو 10 ملايين آخرين إلى خطر الفيضانات الساحلية، وأيضاً تعرض ما بين 15 و40% من الأنواع الموجودة في النظم البيئية إلى خطر الانقراض.

يختم الشربيني حديثه بتأكيد وجود عدة احتياجات للتكيف مع التغيرات المناخية حسب كل قطاع؛ ففي مجال المياه باتت هناك حاجة ملحة من أجل توسيع وتخزين تحلية المياه، مع تحسين إدارة مستجمعات المياه والخزانات، وكفاءة الري، وإعادة استخدام المياه مع إدارة رشيدة للفيضانات في المناطق الحضرية والريفية. بينما يتطلب الأمر على مستوى الزراعة؛ ضبط مواعيد الزراعة ومواقع المحاصيل، وتطوير أصناف المحاصيل المتكيفة مع الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة.