الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
كارثة بيئية تحدق بالسواحل الفلسطينية واللبنانية بعد اعتداء السفينة الإيرانية
بعد اتهام إسرائيل لإيران بضلوعها في التسرب النفطي على شواطئها.. ما تأثيرات وأضرار الحادثة على الدول المجاورة؟

كيوبوست – مصطفى أبو عمشة
اتهمت إسرائيل، الأربعاء، الثالث من مارس الجاري، إيران بارتكاب “اعتداء بيئي”، بعد تسرُّب أطنان عدة من مادة القار (الأسفلت) والزيوت النفطية، إلى سواحل البحر المتوسط منتصف الشهر الماضي، كانت على متن سفينة تقول إنها “أبحرت من طهران”.
تأثيرات هذا الاعتداء سوف تتعدى السواحل الفلسطينية والإسرائيلية، لتصل آثاره السلبية إلى السواحل اللبنانية، وهذا ما أعلنت عنه وزيرة البيئة الإسرائيلية غيلا غملائيل، التي أكدت بدورها أن سفينة كانت تقوم بأنشطة قرصنة وترفع العلم الليبي أبحرت من إيران عبر الخليج دون اتصال عبر موجات اللا سلكي، ثم مرت عبر قناة السويس، هي المسؤولة عن هذا الاعتداء البيئي.
وحسب الوزيرة غيلا، فإن السفينة اقتربت من المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل، وتعمَّدت تلويث المياه، وعرضت الوزارة ما قالت إنها “أدلة ظرفية” قوية على أن هذه السفينة مسؤولة عن التسرب، على الرغم من أنها لا تملك “أدلة جنائية”.
اقرأ أيضاً: هل يتحول الخليج إلى ساحة مواجهة وشيكة بين إسرائيل وإيران؟
تداعيات كارثية
يشدد المدير التنفيذي لجمعية طبيعة فلسطين الدكتور أنطون خليليه، على أن الحادث ستصل تأثيراته لتتعدى السواحل الفلسطينية والإسرائيلية إلى السواحل اللبنانية؛ مما ينذر بكارثة حقيقية لا تعرف عواقبها وتأثيراتها حتى اللحظة، لكنها ستمتد لتصل إلى عدة سنوات، مشيراً إلى أن تداعيات الحادثة على المستوى البيئي يمكن أن تصل إلى أكثر من سنتين، وفي ما يتصل بنتائجها الكارثية الاقتصادية على الثروة البحرية وصيد الأسماك، فإنها يمكن أن تصل إلى أكثر من 6 أشهر، إضافة إلى انعكاسات سلبية على مستوى السياحة في تلك الشواطئ.

ويشير خليليه، في تصريحاتٍ خاصة أدلى بها إلى “كيوبوست”، إلى أن الشواطئ القريبة من مدينة تل أبيب بدأت فعلياً بقذف الكائنات البحرية المتأثرة من جراء تسرُّب المواد البترولية الخام في الدائرة البحرية المتضررة؛ حيث شوهدت الكثير من الكائنات البحرية الميتة، وغير القادرة على الحركة، حسب تأكيدات خليليه، مشيراً إلى أن دائرة التأثير في البقعة التي وصل إليها التسرُّب قد تنذر بكارثةٍ صحية كبيرة على الكائنات الحية التي تعيش في تلك البقعة التي وصلها التسريب؛ بل يمكن أن تتعدى إلى المناطق الأخرى، منوهاً بأن الضرر وصل إلى سواحل تل أبيب وعكا وحيفا وغزة حتى اللحظة، ويمكن أن يصل مداها إلى مدن ساحلية أخرى على شريط الساحل الفلسطيني واللبناني.
اقرأ أيضاً: كيف يبرر النظام الإيراني قمعه العابر للقارات؟
ويستعرض خليليه الأضرار الأخرى التي ستؤدي بها كارثة الاعتداء البيئي، مشيراً إلى أن الأضرار ستصل إلى قطاع الثروة السمكية، وقد منعت السلطات الإسرائيلية حركة صيد الأسماك على الشواطئ المحاذية لتل أبيب، كما تم منع حركة السياحة أمام السائحين في تلك المنطقة المتضررة؛ حيث بدأت أعمال التنظيف، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر اقتصادية في قطاع السياحة، مشيراً إلى أن قضية انتهاء تأثيرات الاعتداء البيئي مرهونة في حصر المناطق المتضررة، وتقديم الأبحاث المتعلقة حولها، تمهيداً للاستعانة بالخبرات الدولية التي ستعمل على المشاركة للحد من الكارثة التي ستصل تأثيراتها إلى 6 أشهر كحد أدنى، ويمكن أن تصل إلى ثلاث سنوات.

إرهاب بيئي ممنهج
إرهاب بيئي ممنهج قامت به إيران، حسب ما يذهب إليه بعض المحللين والمراقبين. فحول مثل هذا الأمر، يعقِّب الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المستشار زيد الأيوبي، بالتأكيد على حادثة تسرب أطنان كبيرة من القار من سفينة إيرانية على السواحل القريبة من تل أبيب وغزة ولبنان، واصفاً إياها بـ”الاعتداء الإيراني” المقصود والمتعمد والمخطط له بدقة، وينحدر لمستوى “الإرهاب البيئي” الذي سيؤدي إلى نفوق مئات الآلاف من أطنان الأسماك التي تعيش بالقرب من السواحل المستهدفة بالاعتداء الإيراني البحري.
اقرأ أيضاً: التطرف في خدمة الثورة

ويشير الأيوبي، في حديثٍ خاص إلى “كيوبوست”، إلى أن ما قامت به السفينة هو اختراع أي جديد لوسائل إرهابية تميط اللثام عن الوجه الحقيقي لنظام الملالي في طهران الذي لا يزال يعتدي على منطقة الشرق الأوسط برمتها ولا يراعي أرواح الأبرياء.
ويوضح الأيوبي أن هذا الاعتداء البيئي الإيراني من شأنه أن يؤثر على كمية إنتاج الثروة السمكية في كل من لبنان وغزة تحديداً؛ لا سيما أن الصيادين في هاتين المنطقتَين يعتمدون في حياتهم على الصيد البحري، وتلويث سواحل غزة ولبنان سيحرم الصيادين من مصدر رزقهم الوحيد.
ويفيد الأيوبي أنه لا بد من التدخل الدولي الحاسم للجم إيران عن اعتداءاتها المتكررة في المنطقة؛ بل إنها أصبحت تخترع وتستحدث أساليب إرهابية جديدة تقوم من خلالها باستهداف المنطقة دون أي مبرر، وهو ما يدل على أن نظام الملالي في طهران غير ناضج لفكرة السلم والأمن الدولي، ويمثل خطراً كبيراً على العالم أجمع.