الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
كارثة البصرة العراقية: أكبر ثروة من النفط وحياة مأساوية!
هل تقف إيران وراء تردي الحياة في البصرة؟

كيو بوست –
دخلت الاحتجاجات الشعبية العارمة في مدينة البصرة العراقية، منعطفًا خطيرًا، بعد سقوط 9 قتلى وعدد من الجرحى جراء تصاعد حدة الاحتجاج، والاشتباك مع السلطات الأمنية.
انطلقت شرارة الاحتجاج منذ قرابة الشهرين في المدينة التي تعد معقل الشيعة في العراق، كذلك مصدر ثروة النفط الأول، ويقطنها قرابة مليوني شخص.
رغم أن المدينة ظلت بمنأى عن الطائفية والاقتتال الداخلي في العراق خلال السنوات الدامية التي عاشتها البلاد بعد العدوان الأمريكي، إلا أن مواطنيها يجدون أنفسهم اليوم ضحية التهميش والإهمال، كذلك محط تدخلات خارجية.
اقرأ أيضًا: ما الذي يجري في البصرة العراقية؟
يبدو من الغريب أن تعيش البصرة المعاناة هذه كلها، وهي تحوي أكبر ثروة نفطية في العراق؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أنها تملك 15 حقلًا من أصل 77 حقل معروف، منها 10 حقول منتجة. وتحتوي هذه الحقول على احتياطي نفطي يزيد على 65 مليار برميل، مشكلًا نسبة 80% من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي المثبت.
في الحديث عن حركة الاحتجاج المتصاعدة، تظهر إيران في واجهة المشهد، إذ يرى عراقيون أنها سبب في ما وصلت إليه البصرة اليوم.
أزمة المياه
منذ أسابيع، عاشت البصرة أزمة خطيرة جراء تلوث مياه الشرب وتسمم آلاف المواطنين. وكان لإيران يد في هذا التلوث.
وكانت الجهات الرسمية داخل المحافظة أعلنت تسجيل 4 آلاف حالة تسمم، في حين تحدثت مصادر أخرى أن العدد يفوق ذلك بكثير. ووفق تقارير، بلغت نسبة التلوث الكيميائي في مياه الشرب، التي تضخها محطات التحلية الحكومية، 100%، في حين بلغت نسبة التلوث الجرثومي 60%.
ويرجع هذا التلوث إلى نزول المياه الثقيلة القادمة من إيران إلى شط العرب، كذلك قطع طهران لعدد من الروافد المائية التي تصبّ في نهر دجلة، وتسببها بارتفاع ملوحة مياه شطّ العرب إلى مستويات عالية جدًا، وتوقّف عدد كبير من مضخّات التحلية من شدّة الملوحة.
يقول عراقيون إن “مدينة البصرة تعيش منذ عام 2003 وضعًا مأساويًا؛ لقربها من إيران، وكذلك الصراع المستمرّ بين الأحزاب والميليشيات”.
“الأملاح القادمة من إيران عبر مياه البزل حوّلت مياه شط العرب إلى مياه آسنة غير صالحة للشرب، مهدّدةً حياة أكثر من 3 ملايين مواطن بصري بانتشار الأمراض والأوبئة، وموت الملايين من أشجار النخيل والثروة الحيوانية، وإنهاء الزراعة في المحافظة”، قال آخرون.
أزمة الكهرباء
انقطاع الكهرباء، وتردي البنى التحتية، وتلوث المياه، كانت العوامل التي فجرت حركة الاحتجاج. وفي أزمة الكهرباء تحديدًا أقدمت على قطع خطوط إمداد العراق بالطاقة الكهربائية التي تعتمد عليها البصرة بشكل كبير، بحجة ارتفاع درجات الحرارة في إيران وعدم قدرة محطات الطاقة في البلاد على توفير الاحتياجات الداخلية.
وأدى هذا الإجراء إلى تقليص عدد ساعات وجود الكهرباء في البصرة إلى ما يقارب أربع أو ست ساعات يوميًا في ذروة الصيف، الذي تلامس درجات الحرارة فيه 50 درجة مئوية.
ويشتري العراق منذ سنوات عدة الطاقة الكهربائية من إيران نظرًا لعدم قدرة محطات الطاقة لديه على سد الحاجة المحلية، رغم إنفاق مليارات الدولارات على إنشاء محطات كهربائية منذ عام 2003، وفق تقرير لقناة الحرة الأمريكية.
“الكثير من أهالي البصرة يعتقدون أن إيران هي السبب الرئيس في انقطاع الكهرباء والماء عنهم”، قال النائب العراقي وائل عبد اللطيف.
هل تسعى طهران لمعاقبة البصرة؟
يرجع محللون في وسائل إعلام عربية معاناة المدينة التي تسيطر احتجاجاتها على المشهد في العراق، إلى مساع وتدخلات إيرانية لأهداف سياسية.
يقول محمد يوسف في صحيفة البيان الإماراتية إن “البصرة درة العراق وعروس الخليج طفح كيلُها وما عاد الصمت مجديًا كما قال أهلها، يعاقبها قادة كل الأحزاب الطائفية لأنها ليست خاضعة لأحد، وتعاقبها إيران لأنها ترفض الارتماء في أحضانها، تستنزف ثرواتها، وتصرف على غيرها ويقطع ماؤها”.
وتكتب صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها أن البصرة تعرضت “لانتقام كبير بعد امتداد النفوذ الإيراني الذي أدى إلى ما يشبه الاحتلال لمظاهرها السياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية عبر أكثر من 135 مؤسسة ومدرسة ومركز برعاية ميليشيات وأحزاب تابعة لطهران، حتى صاروا يتصرفون كجنود احتلال يستشرسون في قتل المتظاهرين أكثر من القوات الأمنية، وصارت الفارسية لغة السادة المنتصرين، فيما صارت شوارعها تحمل صور وأسماء الملالي”.
فيما يضع كتاب آخرون تصاعد الأزمة على عاتق الحكومة التي تبدو فاقدة القدرة على التعامل مع مشكلات مواطنيها.