الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
كاتب روسي: قد يدفع اقتصاد أردوغان ثمنا باهظا لوجوده العسكري في ليبيا

كيوبوست – ترجمات
إيغور سوبوتين
لم يغير هجوم فيروس كورونا من خطط تركيا في ليبيا. توحي الدلائل الخارجية أن الرئيس رجب طيب أردوغان، سوف يواصل دعمه العسكري لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًّا بقيادة فايز سراج. وإن كان الاقتصاد التركي يعاني من قبل صعوبات مقلقة حقا، فإنه، وفي ظل انتشار “”COVID-19، سوف يضيف الشق العسكري من هذا الدعم عبئًا ضخمًا على الاقتصاد التركي.
مرة أخرى، تكثف أنقرة جهودها في الصراع المسلح الدائر في ليبيا. ووفقًا لمنشور “Al-Monitor” الصادر من واشنطن، فإن ضباط المخابرات والقادة العسكريين الأتراك يلعبون دورًا رئيسيًّا في التصعيد العسكري في محيط طرابلس الواقعة تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني.
اقرأ أيضًا: تركيا.. ملاسنة حادة بين أردوغان وإمام أوغلو بسبب “كورونا”
وكان أردوغان قد أكد مرارًا أن مهمة القوى المقاتلة التي أرسلها إلى ليبيا تنحصر في حل مشكلات القيادة، وتنسيق القوى المقاتلة إلى جانب السراج. لكن كلما طال أمد هذا النزاع المسلح، سوف يستجر ذلك القيادة العسكرية التركية إلى الانخراط فيه أكثر. وتبدو أنقرة غير خائفة حتى من الأزمة الحالية بانتشار وباء كورونا.
وكان العقيد الطيار محمد قنونو، قائد عمليات “بركان الغضب” في طرابلس، قد صرح، أمس، بأن قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس العاصمة، قد تمكنت من مهاجمة طائرة نقل تحمل ذخائر إلى الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. وكانت سفينة نقل عسكرية في مدينة ترهونة قد تعرضت إلى القصف فور وصولها إلى قاعدتها. ونقلًا عن شهود عيان، فإن طائرة تركية الصنع من دون طيار قد شاركت في هذا القصف. ووَفق المصادر الموالية لحفتر كان في الناقلة أدوية وتجهيزات ومعدات للمشافي التي أُنشئت ميدانيًّا لمواجهة انتشار وباء “”COVID-19.

ولا يخفى نشاط أنقرة قبالة سواحل ليبيا. فمن قبل أن يطلق الاتحاد الأوروبي مبادرة “إيرينا” لمراقبة الامتثال لحظر الأسلحة، كانت سفينة بحرية تابعة للأسطول الفرنسي في البحر المتوسط قد اعترضت سفينة تركية تحمل شحنات عسكرية إلى قوات حكومة الأمن الوطني الليبي.
وفي سياق الأدلة الصريحة على التورط العميق للقيادة التركية في الشؤون الليبية، تأتي إحصاءات الوفيات بين المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى (الجماهيرية الليبية) للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني. يذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بياناته الأخيرة أن عدد القتلى السوريين في ليبيا وصل إلى 156، بينما يؤكد الجيش الوطني الليبي من ناحيته أن 500 مقاتل أجنبي قد لقوا حتفهم في طرابلس.
اقرأ أيضًا: طائرات مسيَّرة تركية تخرق هدنة “كورونا” في ليبيا
قد مر عام كامل منذ شن الجيش الوطني الليبي هجومه على العاصمة، وعلى مدار هذا العام لم تؤخر السلطات التركية جهدًا لتوطيد مجال نفوذها في ليبيا عبر زيادة الدعم العسكري لقوات حكومة الأمن الوطني بقيادة السراج.
ولا بد من نشوء تبعات ومخاطر مالية لهذا التدخل العميق في الصراع. يشير تقرير حديث للمرصد الدولي لحقوق الإنسان إلى أن القيادة التركية بدأت في تأخير رواتب مرتزقتها السوريين في ليبيا. ويستشهد مركز حقوق الإنسان بكلمات “جنود الحظ السعيد” الذين أصيبوا بخيبة أمل من الظروف التي وجدوا أنفسهم فيها تحت قيادة السراج، ووفقًا لهذه المعلومات فلم يدفع الأتراك لمرتزقتهم إلا لشهر واحد فقط. يورد المرصد الدولي لحقوق الإنسان شهادة أحد المرتزقة: “لا يعطوننا شيئًا، كلنا نريد العودة إلى سوريا”.

سوف تتفاقم المشكلات الاقتصادية التركية بسبب أزمة “COVID-19”. وحسب تقديرات مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، فلن تستطيع القيادة التركية أن تقدم استجابة مالية مكافئة لعواقب تلك القيود التي تم اتخاذها لاحتواء الوباء.
كتبت “الإيكونوميست”: “إن الحظر في العديد من الأسواق الناشئة، تركيا مثلًا، لن يكون أقل صرامةً من الحظر في الأسواق الغنية والمستقرة اقتصاديًّا. وتبعًا لهذا فإنه، وخلافًا لشركائهم في الأسواق المستقرة، سوف لن يتمكن إلا عددٌ قليلٌ من الأسواق الناشئة من الاستجابة المالية المكافئة أو حتى الكافية”. يقول المحللون في بنك مورجان ستانلي: إن العديد من البلدان النامية ببساطة ليس لديها ما يكفي من احتياطي العملة الصعبة.
اقرأ أيضًا: تبعات “كورونا” تعمِّق أزمات الاقتصاد التركي
وخلص الخبراء إلى أن هذا الوضع سوف يجبر اقتصادات الأسواق الناشئة على اللجوء إلى مزيد من القروض الخارجية من الأسواق )العدوة).
تشير البيانات التي أدرجتها “الإيكونوميست” إلى أن تركيا، تحت وطأة هذا السيناريو الضاغط، تقف عند الحد الأدنى بين حجم احتياطي النقد الأجنبي والحاجة إلى التمويل الخارجي. وهذا يثير مخاوف مستحقة حول سياسة أنقرة الداخلية والخارجية على حد سواء.
المصدر: الصحيفة المستقلة الروسية