ترجماتشؤون دولية

كاتب أمريكي: لماذا ينبغي تصنيف القرضاوي كإرهابي؟

يجب فهم دور القرضاوي من أجل فهم السبب وراء ذلك

ترجمة كيو بوست عن ذا فيدراليست

في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أزال الإنتربول “ملاحقة بإشعار أحمر” كانت قد صدرت بحق يوسف القرضاوي، بعد أن طالبت مصر بإلقاء القبض عليه منذ الاحتجاجات التي أسقطت محمد مرسي عن سدة الحكم عام 2013.

اقرأ أيضًا: بالفيديو – القرضاوي: سننقلب مع الشعب على نظام قطر

كان القرضاوي دائمًا جزءًا محوريًا في الخلافات الخليجية الدائرة بين قطر وجيرانها العرب، الذين يتهمون الدوحة بتمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين وزعزعة أمن المنطقة.

ورغم ارتباط اسم القرضاوي بالإرهاب في المنطقة، إلا أن قطر أصرت على الدفاع عنه بعناد.

لم يتضح حتى الآن إذا ما كان قرار إزالة ملاحقة الإنتربول للقرضاوي قد جاء بتأثير مباشر من قطر أم لا، لكن الثابت أن التأثير القطري أدى إلى تجاهل النقد الدولي للدوحة، الذي يتهمها باستضافة الإرهابيين والمتطرفين، وتأييدهم، خصوصًا يوسف القرضاوي.

ولفهم السبب وراء دعم قطر للقرضاوي، يجب فهم الدور الذي يلعبه القرضاوي في الشؤون القطرية والإستراتيجية؛ فمنذ منحه الجنسية القطرية، أصبح القرضاوي قائدًا روحيًا مؤثرًا في الجماعات الإسلامية المتطرفة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.

اقرأ أيضًا: 5 فتاوى تلخص الحكاية.. هكذا تحول “اتحاد علماء المسلمين” لمنبر كراهية

كما كان له تأثير هائل في جميع القطاعات الدينية والتعليمية والإعلامية والمالية لقطر، إذ أصبح مقربًا من عائلة آل ثاني الحاكمة، ومن مؤسسة قطر الدولية التي تعمل على تعزيز نفوذ الدوحة حول العالم.

خارج قطر، يمارس القرضاوي نفوذًا كبيرًا؛ فقد أنشأ شبكة دولية للترويج لأهداف الإخوان المسلمين. وكان القرضاوي نفسه قد وصف المؤسسة بأنها “غزو للغرب من خلال الدعوة”، وهو أمر عادة ما تستخدمه جماعة الإخوان كبديل عن التبشير الإخواني.

وقد اشتهر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أنشأه القرضاوي، بفتاويه التي تحرض على استهداف المدنيين، وبدفاعه عن قطر وسياساتها في الخارج.

يوفر القرضاوي لقطر إمكانية التواصل مع شبكة كبيرة من المؤسسات “الإسلامية” حول العالم، أي تلك التي أظهرت استعدادًا لدعم السياسة القطرية في الخارج.

وبسبب مركزية القرضاوي في إستراتيجية الدوحة المتعلقة باستغلال الشبكات الإسلامية في أوروبا والأمريكيتين لتوسيع نفوذها السياسي، من المتوقع أن تستمر قطر في حماية رجلها من جهود مكافحة الإرهاب الدولية، على الرغم من كل التداعيات السلبية لذلك.

اقرأ أيضًا: كيف يحاول «اتحاد القرضاوي» الخروج من قوائم الإرهاب العربية؟

على صناع السياسة في العالم الغربي أن يدركوا أن النظام القطري لن يغير “بطاقته الرابحة” عن طيب خاطر.

لحسن الحظ، يمكن للولايات المتحدة أن تتعامل مع مثل تلك التحديات من خلال أدوات مختلفة، منها أن تضيف وزارة الخزانة الأمريكية القرضاوي إلى قائمة الإرهابيين العالميين لدوره في التحريض على الإرهاب والعنف وقتل المدنيين.

إضافة إلى ذلك، يمكن الاستفادة من المعلومات الاستخبارية التي يجري جمعها من حلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية، الأمر الذي سيضيق الخناق أكثر على القرضاوي.

وبالنظر إلى مركزية القرضاوي في نظامي التمويل والتأثير القطريين، يمكن القول إن ملاحقة القرضاوي، وتصنيفه كإرهابي، يمكن لهما أن يضعا ضغوطًا على النظام القطري بطريقة لا يمكن مواجهتها بسهولة.

 

بقلم كايلي شايدلير، مدير مبادرة الشبكة الإسلامية لمكافحة الإرهاب، التابعة لمنتدى الشرق الأوسط. نشر كايلي الكثير من المؤلفات، وساهم في تقديم معلومات هامة للمشرعين في عدد من الدول ولأجهزة المخابرات وموظفي السلطات التنفيذية حول قضايا الأمن القومي.

 

المصدر: ذا فيدراليست

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة