الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

كاتب أمريكي: إنه وقت مناسب لمغادرة الخليج العربي

كيوبوست- ترجمات

جوناثان كيرشنر

نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” مقالة لجوناثان كيرشنر؛ علَّق فيها على الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتداعياته على النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج، وجادل بأنه من الأفضل للولايات المتحدة الانسحاب من المنطقة والتركيز على شرق آسيا وأوروبا.

في إنجاز سياسي ملحوظ وغير متوقع، توسَّطت الصين في صفقة بين الخصمَين اللدودَين؛ المملكة العربية السعودية وإيران. واتفقت الدولتان المتنافستان على إعادة العلاقات الدبلوماسية الرسمية، واستعادة التدفقات الثنائية للتجارة والاستثمار، وبث حياة جديدة في اتفاقية تعاون أمني منتهية. وقد أدَّى الاتفاق، أو دور الصين في تحقيقه، إلى بعض القلق في واشنطن وأماكن أخرى (وصفت صحيفة “نيويورك تايمز الاتفاقيةَ بأنها “تمثل تحدياً جيوسياسياً للولايات المتحدة وانتصاراً للصين”).

الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين

في الواقع، هذا الاتفاق يمثل فرصة للولايات المتحدة للشروع في إعادة تقييم طال انتظارها لالتزاماتها العسكرية والسياسية في المنطقة. لطالما اعتبرت الولايات المتحدة، الخليج العربي مجالاً لنفوذها؛ فهي تحافظ على وجود عسكري كبير جداً في جميع أنحاء المنطقة، وتميل إلى خوض الحروب هناك، وكانت على مدى عقود الضامن النهائي لعدم إعاقة نفط الخليج من الوصول إلى الأسواق العالمية. وفي فترتَي السبعينيات والثمانينيات، عندما كان نفط الخليج يحرِّك الاقتصادات الصناعية المتقدمة، ضمنت الولايات المتحدة عدم وجود قوة معادية في المنطقة يمكنها إغلاق مضيق هرمز؛ وهو الالتزام الذي أعلنته إدارات كارتر وريجان بوضوح.

ولكن، بعد مرور أربعين عاماً، في ما يتعلق بالخليج العربي، فإن الولايات المتحدة الآن في الموقف الذي لخصه بوب ديلان: “كنت أهتم؛ لكن الأمور تغيَّرت”. لقد تحوَّلت أسواق الطاقة العالمية. الولايات المتحدة هي الآن ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، وثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي. يتدفق نفط الخليج الآن إلى حد كبير إلى الصين، وهذا هو السبب في أن جمهورية الصين الشعبية لديها مصلحة في الاستقرار الإقليمي.

اقرأ أيضًا: استشراف المصالحة بين ضفتي الخليج… الفرص والتحديات

كما أنه من الصعب جداً إثبات أن الانخراط الأمريكي النشط في المنطقة قد حقق نجاحاً ساحقاً، على الرغم من أنه أفسد الكثير من دعمه للإطاحة بالديمقراطية في إيران في عام 1953، إلى الحرب الكارثية ضد العراق بعد نصف قرن. إذا كان لدى الولايات المتحدة بالفعل أية مصالح متبقية في الخليج، فإن التاريخ يشير إلى أنه ربما سيكون من الأفضل لها الابتعاد.

كما أنه في مواجهة المشكلات السياسية الداخلية الصعبة ومواجهة التحولات في ميزان القوى العالمية، يجب على الولايات المتحدة مواءمة قدراتها بشكل أفضل مع مصالحها. في ما يتعلق بالدفاع عن المصلحة الوطنية الأمريكية، فإن بعض أجزاء العالم -خصوصاً أوروبا وشرق آسيا- أكثر أهمية من غيرها.

باختصار، بدلاً من التحسُّر على احتمال تزايد نفوذ الصين في المنطقة، يجب على الولايات المتحدة، بطريقة منظمة، فك ارتباطها بالتزاماتها، وسحب قواتها، وإعادة تخصيصها لخدمة أولويات أكثر أهمية وإلحاحاً. ومن منظور المصلحة الوطنية الأمريكية، فإن أوروبا وشرق آسيا مهمان.

كولاج يضم صورة الرئيس الأمريكي جو بايدن والصيني شي بينغ.. وفي الخلفية علم جزيرة تايوان

الصين المتعطشة للطاقة لديها مصالح في المنطقة أكثر من الولايات المتحدة. كما أنها، على عكس الولايات المتحدة، في وضع جيد للقيام بدور الوسيط النزيه في ما يتعلق بالنزاعات المحلية. بالإضافة إلى ذلك، من الناحية العملية، فإن احتمال تأكيد الصين مكانتها كطرف خارجي مهيمن في المنطقة؛ لا يزال على بعد سنوات إن لم يكن عقود.

المصدر: ناشيونال إنترست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة