الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية

قيادي في جبهة النصرة يفضح تمويل قطر للإرهاب

عصام الهنا -المعروف بأبي منصور المغربي- أكد تلقي جبهة النصرة تمويلاً شهرياً بقيمة مليون دولار من الشيخ القطري خالد سليمان وجهات قطرية أخرى

كيوبوست

تفاصيل جديدة تكشفت حول التعاون التركي- القطري لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية؛ ومنها تنظيم داعش وجبهة النصرة (المعروفة باسم هيئة تحرير الشام حالياً)، وذلك بعد نجاح السلطات العراقية في القبض على أحد المنتمين إليها، والذي اعترف بتمويلات قطرية بمليارات الدولارات وصلت إلى الجماعة المتطرفة، فضلاً عن التنسيق المستمر مع الجانب التركي لتجنيد عناصر إرهابية لصالح أنقرة، وأيضاً عمليات تبادل أسرى والحصول على فديات بمبالغ مالية ضخمة.

اعترافات مهمة

عصام الهنا، المعروف بأبي منصور المغربي، والذي انتقل إلى جبهة النصرة بعد خلافه مع قيادات “داعش”، تحدث عن معلومات مهمة تفيد تلقي جبهة النصرة تمويلاً شهرياً بقيمة مليون دولار من الشيخ القطري خالد سليمان، فضلاً عن تمويلات أخرى من عدة جهات قطرية، غير أن سليمان يبقى من أبرز ممولي الجبهة.

اقرأ أيضًا: قطر والإرهاب.. وجهات نظر غربية

تركيا لم تكن بعيدة عن المشهد؛ إذ اعترف المغربي بأنه كان يتولى التنسيق مع أنقرة بغرض تجنيد مقاتلين لتنظيم داعش، وإدخالهم عبر الحدود التركية، ومعالجتهم إذا سقطوا في المعارك داخل مستشفيات مخصصة لهم في تركيا، بخلاف دوره في التوسط بين “داعش” وأنقرة في عام 2014؛ للإفراج عن 450 عنصراً من عناصر التنظيم كانوا رهائن لدى تركيا، أبرزهم أبو هاني اللبناني، وهو دنماركي الجنسية من أصول لبنانية، ويشغل منصب مسؤول هيئة التصنيع والتطوير في الجبهة، في مقابل الإفراج عن القنصل التركي وبعض الدبلوماسيين؛ الأمر الذي يفسر كيف تم الأمر بسهولة بالغة استرعت انتباه المجتمع الدولي، آنذاك.

رجب طيب أردوغان وتميم بن حمد – أرشيف

يوضح الباحث في الشأن التركي كرم سعيد، أن العلاقة مع تركيا تحولت بالنسبة إلى تلك التنظيمات الإرهابية “من مجرد ممر آمن للعبور، إلى ملاذ أكثر أمناً للجوء”، موضحاً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن “تركيا أنشأت عدداً من المكاتب على أراضيها؛ لتنسيق العمل مع تنظيم داعش الإرهابي، وتجنيد مقاتلين له وتدريبهم، وقد تطورت هذه العلاقة بين الاثنين بعد تورط تركيا في الأزمة السورية بشكل كامل”.

وتنضم هذه الاعترافات إلى جملة من الشهادات والوثائق التي تدين بوضوح التعاون التركي- القطري لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، حسب المحلل السياسي السوري المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية؛ الدكتور سامي مبيض، مؤكداً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أنه “في الوقت الذي تحاول فيه قوى إقليمية ودولية إقناع الدولتين بالتراجع عن موقفيهما، فإن استمرار التواصل الإخواني مع النظام القطري الذي يستضيف قيادات التنظيم على أراضيه حتى اليوم، فضلاً عن إصرار أردوغان على المضي قدماً في تدخله في ليبيا، يكشفان عن تعنت الدولتين بهذا الخصوص”.

د. سامي مبيض

نقطة التحول

يرى مبيض أن ليبيا قد تمثل نقطة التحول في ما يخص علاقة المجتمع الدولي بتركيا، موضحاً أن “المجتمع الدولي بحاجة إلى ذريعة لفرض عقوبات ضد تركيا وإجبارها على التراجع عن مواقفها في ليبيا وسوريا ودعمها الجماعات الإرهابية وانتهاكها القوانين الدولية في مياه المتوسط، وهذه الذريعة متوفرة اليوم، غير أن شكل وطريقة ذلك ليسا واضحَين بعد”.

اقرأ أيضًا: قطر تدعم منظمة سورية مرتبطة بالإرهاب بـ2 مليون دولار

وتؤكد شهادة المغربي استمرار الدعم القطري غير المحدود للجماعات الإرهابية. وحسب المحلل السياسي السوري، فإن المحاولات المستمرة من قطر لدعم الإرهاب لا تقتصر فقط على دعم التطرف؛ “إذ إنها تسعى منذ فترة لبناء مساجد وإنشاء مراكز دينية لها في أوروبا، وهناك تحرك فرنسي الآن لإيقاف هذا الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على أوروبا بطبيعة الحال”.

اقرأ أيضًا: باحث فرنسي: نحتاج إلى صرامة أكبر لمتابعة المال القطري في الغرب

الباحث المتخصص في الشأن التركي كرم سعيد

وتبدو العلاقة بين تركيا وهذه الجماعات بمثابة الأمر الذي لا يمكن التخلي عنه تحت أي ظرف بالنسبة إلى أردوغان. وعلى الرغم من اهتمام تركيا بالحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا؛ فإنها لم تستجب لطلب موسكو بضرورة إخراج المتشددين التابعين لجبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من إدلب السورية.

وحسب كرم سعيد؛ الباحث في الشأن التركي، فإن أنقرة نجحت في تنفيذ الاتفاق الموقع مع موسكو في مارس الماضي؛ لتسيير دوريات مشتركة في إدلب، رغم قيام هيئة تحرير الشام بتعطيل عمل تلك الدوريات، “غير أن التدخل التركي لعب دوراً كبيراً لإنهاء الأمر والسماح بتنفيذ الاتفاق؛ وهو ما يؤكد طبيعة العلاقة بين أنقرة والجماعات المتطرفة في سوريا والعراق، وأن ثمة الكثير مما يدور خلف الأبواب المغلقة”.

 اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة