قناة الجزيرة تروّج لخرافات التراث الديني

كيو بوست –

ناهيك عن الدور الذي لعبته قناة “الجزيرة” القطرية في إثارة الفتن، وبث الحروب الأهلية، تلعب القناة دورًا لا يقل خطورة على مستوى الوعي الفردي والجماعي للمشاهدين العرب.

القناة التي تُصنّف نفسها على أنها إخبارية وسياسية، لا تترك حيزًا إلّا وملأته بآراء غريبة من الشيوخ، الذين يقومون بخلط الدين بالسياسة، والتراث بالأساطير، مع تهميش المحتوى العلمي إلى أقل مستوياته في البرامج كافة. ويجعل ذلك متابعة قناة الجزيرة ليست خطرًا على أمن المجتمع فحسب، بل تشمل خطورتها كذلك وعي الناس واتزانهم النفسي والاجتماعي.

فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، مقطع فيديو لشيخ إخواني، من المفترض أن دوره، بما يحمله من صفة دينية، يقوم على توعية الناس وهدايتهم، إلّا أن حديثه -الذي يعتبر عينة لما تروّج له القناة من وعي غيبي- لا يمت للواقع بصلة، ويأخذ الناس من واقعهم، ويسافر بهم إلى حياة أسطورية مليئة بالأشباح والجن، كأننا نشاهد فيلم رعب يفتقد للخيال العلمي.

الشيخ الذي يعتمد على روايات تراثية، هي أقرب للإسرائيليات من لغة القرآن، يحيل فيها أعراض إرهاق النوم وأمراضه إلى قوى شيطانية، كأن يقوم الشيطان بتسديد لكمة للنائم، بدلًا من البحث عن أسباب علمية لمشاكل النوم، مثل نزلات البرد التي تصيب عضلات الجسم بالتشنج، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أي سبب طبيعي آخر.

الشيخ الذي يخلط الطب بالأساطير، يختصر أسباب الوقاية الحقيقية، التي يفترض أن يأخذ بها المسلم، بسبب وحيد فقط؛ “البسملة”. وقد تسبب ذلك بجعل الشيخ محط سخرية رواد مواقع التواصل، فقد علّق أحدهم قائلًا: “المرض الذي أصابني قبل يومين كان بسبب “شلوط” من الشيطان؟ وليس لأنني نسيت المروحة شغالة؟!”.

فيما تساءل الكثيرون حول ما تريده قناة الجزيرة من استضافة هذه النوعية من الضيوف، الذين يعيدون المشاهد إلى زمن الانحطاط وعصور ما قبل العلم والطب والأطباء!

ومن الأقوال المثيرة للجدل التي قالها الشيخ، بأن من يجامع زوجته دون أن “يُسمّي” فإن الشياطين تشاركه مضاجعة زوجته، وينجبان طفلًا أسماه الشيخ “شيطان ابن شيطان”!

يستند الشيخ في هذه الرواية إلى تفسير الطبري، دون التثبت منها، مع وصف الكثير من الفقهاء لتفسير الطبري بأنه مليء بالإسرائيليات المنقولة عن تابعين.

وهو ما يناقض الرؤية التاريخية، إذ أنه من المستحيل أن جميع البشر الذين سبقوا الرسالة المحمدية، بما فيهم الصحابة أنفسهم الذين عاش آباؤهم في فترة ما قبل الإسلام، كانوا جميعهم من الشياطين، فقط لأن آباؤهم لم يكونوا ينطقون البسملة قبل الجماع!

حتى إن بعض الأنبياء كان آباؤهم وأجدادهم من المشركين، وطبيعي أنهم لم يكونوا ينطقون بـ”البسملة” قبل الجماع، فهل ترضى الجزيرة وشيخها بأن ينسبوا إليهم ذلك النسب الذي أطلقه الشيخ على من لا يسمّون قبل الجماع؟!

فهكذا محتوى تضليلي ومليء بالخرافات، يحصر مشاكل المسلم في الأكل والجماع والبسملة، لا يقل ضررًا على المتابعين من أفكار التطرف والإرهاب التي تعد الجزيرة من أهم المنابر المروجة لها. وأوجه الضرر في هذه الخرافات التي تنسب للدين الإسلامي، لا يقل عن خطر وسم الدين الإسلامي بالإرهاب، بعدما استضافت القناة سابقًا من يفتون على الهواء مباشرة بضرورة تفجير المسلم نفسه بالمدنيين!

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات